كابول، جبل السراج - أ ف ب، رويترز - قالت مصادر استخباراتية ان توقيف القائد البشتوني عبد الحق واعدامه من جانب "طالبان"، ادى الى تخريب خطة سرية لشق الحركة وتسهيل القبض على اسامة بن لادن. وأشارت المصادر نفسها الى ان الامل معقود حالياً على محاولة مماثلة يقوم بها وزير الخارجية السابق حامد كارزاي الذي تسلل سراً ايضاً الى ولاية قندهار. واثار اهتمام المراقبين اعلان "طالبان" انها تبحث عن رجل يعتقد بانه اميركي كان برفقة عبد الحق قبل القبض على الاخير اول من امس، اذ قال الناطق باسم وزارة الاعلام في حكومة الحركة عبد الحنان همت ان الاميركي "تم رصده مع عبد الحق واسمه على حد علمنا غامبر غيهي". وفي الوقت نفسه، اعتبر الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني اعدام عبد الحق "حدثاً مأسوياً". وقال في حديث الى شبكة "سي. ان. ان." ان اعدام عبد الحق "يعطي صورة واضحة عن فظاظة طالبان". وكانت "طالبان" اعتقلت عبد الحق الجمعة في جنوبكابول واعدمته بعد بضع ساعات. وقالت مصادر استخباراتية انه كان يقوم بمهمة لمحاولة التحريض على تمرد ضد "طالبان" لمصلحة الملك السابق ظاهر شاه وبدعم من باكستان والولايات المتحدة. ورأى المحللون ان مقتل عبد الحق يشكل ضربة للعمليات الاميركية في افغانستان. وقال محلل غربي متخصص بأفغانستان: "في الحرب انتقلنا من الشعور بالاحباط الى اليأس. لم تنشق طالبان ولم تتغير الجبهات والمدنيون يصابون"، مؤكداً ان "الامور لا تجرى كما كان مقرراً". وقالت مصادر في الاوساط الاستخباراتية نفسها، ان عملية سرية موازية مخصصة لشق حركة "طالبان" تجرى حول قندهار معقل "طالبان"، وفي داخلها. ويقود هذه العملية وزير الخارجية السابق حامد كارزاي الذي ينتمي الى اتنية البشتون ويتمتع بنفوذ كبير وعلى صلة وثيقة بالملك السابق. وأضافت هذه المصادر ان كارزاي دخل سراً ايضاً المنطقة الخاضعة ل"طالبان" الاسبوع الماضي. وفي حال لم تثمر هذه العملية، يخشى المحللون الا يبقى لواشنطن من خيار سوى شن حملة برية على نطاق واسع. وكان عبد الحق شخصية محترمة تنتمي الى اتنية البشتون التي تشكل غالبية في افغانستان. وعرف بنضاله ضد الغزو السوفيات ثم نجح في البقاء خارج المعارك بين الفصائل الافغانية في التسعينات. وكان من الشخصيات القريبة من الملك السابق ومن الذين اقصاهم تشدد "طالبان" عن الساحة السياسية. ونجح عبد الحق ايضاً في الابقاء على علاقة محدودة مع التحالف الشمالي الذي يضم قبائل من الاقليات ويحارب "طالبان". كما كان يتمتع بعلاقات جيدة في الخليج وأوروبا وأفغانستان ويبدو وجهاً مقبولاً ليلتف حوله تجمع من البشتون قادر على الحصول على شرعية حاسمة ليحل محل "طالبان". وقالت مصادر استخباراتية اجنبية لوكالة "فرانس برس" ان عبد الحق كان يعتمد على هذه السمعة لتسهيل حركة تمرد قبلية على المتطرفين الاسلاميين الذين يحمون اسامة بن لادن. وأوضحت تلك المصادر ان عبد الحق دخل شرق افغانستان في 21 الشهر الجاري مع مئة رجل ليتفاوض مع زعماء القبائل والعناصر "المعتدلين" في "طالبان"، في مشروع مدعوم من الاستخبارات الباكستانية والولايات المتحدة. ولم تستبعد المصادر ان تكون معلومات عن مكان وجود عبد الحق بيعت الى "طالبان". وكان عبد الحق اعتقل صباح الجمعة في اقليم لوغار شرق افغانستان التي استبعد قادتها التقليديون وزعماء الحرب فيها الى حد كبير من المناصب العليا في حكومة "طالبان"التي باتت حكراً على ابناء الجنوب اي قندهار واورزكان وسط جنوب وهلمند جنوب غربي. مزيد من الاعدامات الى ذلك، اعلنت "طالبان" اعدام خمسة من قادة المعارضة شنقاً بعد اعتقالهم في شمال افغانستان. وأفادت "وكالة الانباء الافغانية" الاسلامية المقربة من الحركة والتي تتخذ من باكستان مقراً لها ان خمسة من قادة المعارضة مع 15 مقاتلاً اعتقلوا بعد قيام الحركة بصد هجوم لقوات المعارضة في منطقة دار الصوف في اقليم سامنغان شمال البلاد. وقالت الوكالة ان احد القادة الذين شنقوا يدعى محمد بلال.