توجه فريق امريكي افغاني مشترك الى قرية بوسط افغانستان أمس للتحقيق في تقارير عن مقتل 40 من السكان في حفل عرس خلال قصف امريكي لملاحقة الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الحاكمة سابقا. ونفى الجيش الامريكي أمس مزاعم قصفه القرية نتيجة الخلط بين نيران اطلقت في الهواء خلال حفل العرس ونيران معادية مما ادى الى مقتل نحو 40 من السكان. وقال الكولونيل الامريكي روجر كينج للصحفيين في قاعدة باجرام الجوية من الطبيعي ان تكون نيران الافراح.. وهي شيء ليس بمستغرب.. عشوائية ومتناثرة وليست موجهة الى هدف بعينه. لكن في هذه الواقعة شعر من كانوا في الطائرة الامريكية ان النيران تلاحقهم وتسعى بشكل متواصل للوصول اليهم. واتهم مسؤولون افغان الطائرات الامريكية بقصف حفل العرس عن طريق الخطأ وقالوا ان اطلاق النار في الهواء خلال حفلات العرس هي من عادات البشتون. واعترف الجيش الامريكي بان قذيفة واحدة على الاقل اخطأت هدفها الا انه اصر على تعرض قواته لنيران معادية. وقال رعد محمد المسؤول بمكتب حاكم الاقليم في العاصمة الاقليمية تارين كوت دفنا الجثث في قرية ديه راوود حيث قتل 40 من بينهم نساء واطفال. قصفت الطائرات مناطق اخرى من الاقليم يوم الاثنين. ارسلنا مبعوثين الى المناطق لنعرف عدد القتلى في الهجمات الاخرى. من المؤكد ان هناك خسائر أخرى في الارواح. وصرح بان الطائرات الامريكية قتلت 30 شخصا في نفس المنطقة منذ ثلاثة اشهر في ملاحقتها لفلول مقاتلي طالبان وزعيمهم الملا عمر ومقاتلي تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن المشتبه به الرئيسي في الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في11 سبتمبر وقال محمد ان القوات الامريكية الخاصة منتشرة في اوروزجان لملاحقة الملا عمر وموطن رأسه قريب من ديه راوود. واضاف نطلب من الامريكيين توخي حرص اكبر في هجماتهم. وقالت وكالة اغاثة محلية ان القوات الامريكية والافغانية فتشت منازل القرية والمناطق المحيطة التي تعرضت للقصف وهي على بعد نحو 185 كيلومترا شمالي مدينة قندهار بجنوب افغانستان. وقال رازق صمدي من رابطة تطوير افغانستان التي تدير مشروعات في اوروزجان القوات الامريكية والافغانية تقوم بعمليات تفتيش من منزل لمنزل في القرية. يبحثون عن مسلحين. ويقول الجيش الامريكي انه تعرض للنيران ومنها نيران مدفعية مضادة للطائرات. وانه رد على النيران. وفي العاصمة الافغانية كابول وضعت قوات حفظ السلام العاملة في قوة مساعدة الامن الدولية في حالة تأهب خوفا من وقوع هجمات ثأرية محتملة. وسمع اليوم صوت انفجارين لكن القوات الدولية قالت انهما تفجيرين محكمين لعبوات لم تنفجر. وقال احد السكان لراديو هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي التي تبث من افغانستان بلغة البشتولم يكن هناك من يساعدنا الليلة الماضية. نجحنا في نقل بعض المصابين الى قندهار في الصباح كما جاءت بعض طائرات هليكوبتر اجنبية للمساعدة. لا يوجد مقاتلون من طالبان او القاعدة او العرب هنا. وقال الرئيس الافغاني حامد قرضاي لوكالة بختار المحلية للاعلام ان هجوما مفاجئا وقع في منطقة دهراود في ولاية اروكان. واضاف قائلا نحن نحاول تنظيم ارسال المعونة وتوجهت لجنة الى هناك برئاسة وزير شؤون الحدود. وكشف مسؤولون محليون ان القصف الامريكي طاول قرى افغانية اخرى في الجنوب اضافة الى قرية كاكراكاي التى قصفت في وقت سابق، مشيرين الى ان عدد الضحايا قد يفوق الحصيلة المعلنة التي تحدثت عن سقوط 40 قتيلا. وقال راز محمد شقيق حاكم ولاية اوروزغان يار محمد ان "القصف استهدف المزيد من القرى ". واضاف راز محمد ان "بيوتا وقرى اصيبت بالقصف ونعتقد ان هناك المزيد من الضحايا".