ضيقت القوات الأميركية الخناق أمس على عناصر حركة "طالبان" وزعماء تنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن. وأعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أن الجنود الأميركيين يعملون بنشاط داخل أفغانستان ويقتلون من لا يستسلم من "القاعدة" أو "طالبان". وتزامن التدخل الأميركي المباشر في العمليات مع الاعلان عن مقتل محمد عاطف الملقب ب"ابو حفص المصري" أقرب مساعدي بن لادن، في غارة استهدفته. و مع بدء شهر رمضان امس، ت،اصل القصف على مواقع "طالبان" واستهدف، خصوصا، قندهار حيث سقط 11 قتيلاً. وهدد زعيم في "تحالف الشمال" بأنه سيزحف على المدينة ما لم تنسحب "طالبان" منها. كابول، طالوقان، هيرات أفغانستان، طشقند، إسلام آباد، واشنطن، لندن - "الحياة"، أب، رويترز، أ ف ب - أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن القصف الاميركي الكثيف تواصل أمس على أفغانستان لليوم الحادي والاربعين على رغم بدء شهر رمضان. وأوضح الناطق باسم "البنتاغون" ديك ماكغرو: "نحن نقصف اليوم أمس ولا تغيير في العمليات العسكرية الاميركية نتيجة حلول رمضان". وقال مسؤول أميركي آخر، إن محمد عاطف ابو حفص المصري أحد كبار قادة تنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن قتل على ما يبدو في هجوم جوي. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "نعتقد بانه قتل فعلاً في قصف للمناطق حول كابول". وامتنع المسؤول عن تحديد الوقت الذي ربما قتل فيه "ابو حفص"، لكن وزارة الدفاع ذكرت في وقت سابق من الاسبوع الجاري، أن مسؤولين كبار في "طالبان" وربما "القاعدة"، قتلوا في ضربة استهدفت منزلاً في كابول الثلثاء الماضي. ويعتقد بان "ابو حفص المصري"الذي تربطه قرابة ببن لادن إثر زواج ولديهما قبل أشهر، هو المسؤول العسكري في "القاعدة". وكشف مسؤول في البنتاغون أمس أن "تحالف الشمال" اعتقل مسؤولين رفيعي المستوى في"القاعدة" . وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدمكشف اسمه "أن بن لادن ليس في عداد هؤلاء الاشخاص". وذكر أن الرسميين الاميركيين لم يتمكنوا بعد من مقابلة المعتقلين، موضحاً أن "تحالف الشمال" "اعتقلهم" ولم ينتقلوا من معسكر الى آخر، على رغم أن الظروف التي تمت فيها العملية لم تتضح بعد. وبحسب تصريح أدلت به أول من أمس الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا كلارك، قتل العديد من مسؤولي "طالبان" و"القاعدة" يومي الثلثاء والاربعاء الماضيين، في عمليات قصف قرب كابول وقندهار. الى ذلك، أعلن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني مساء أول من أمس في مقابلة مع "هيئة الاذاعة البريطانية" بي. بي. سي. أن "تحالف الشمال" تصرف في شكل مسؤول على رغم استيلائه على كابول خلافاً لارادة واشنطن. وكانت واشنطن دعت التحالف الى عدم الدخول الى العاصمة الافغانية في ظل غياب التسوية السياسية خشية وقوع حمام دم. واعتبر أن هنالك المزيد من العمل لانجازه في الحرب ضد الارهاب، مشيراً الى استمرار سيطرة "طالبان" على العديد من المناطق في أفغانستان. غير أنه أضاف: "ثمة عدد كبير من المناطق في العالم تضم فروعاً لتنظيم القاعدة الارهابي، ربما في 40 أو 50 بلداً". وقال: "نعمل الآن مع أجهزة بلدان أو حكومات أخرى لمحاولة تطويق هذه المنظمات، وسنستمر في القضاء على مواردهم المالية حيث يقتضي الامر". تقدم التحالف ميدانياً، أعلن اسماعيل خان أحد قادة المعارضة أمس أنه مصمم على الزحف الى مدينة قندهار معقل زعيم الحركة ملا محمد عمر، على رغم معارضة زعماء البشتون في المنطقة لاستيلاء قوة خارجية على المدينة. وخان قائد مخضرم للمجاهدين استعاد هذا الاسبوع مدينة هيرات معقله القديم والتي تقع على طريق رئيس يؤدي الى قندهار. وهو عدو قديم ل"طالبان" التي طردته من معقله العام 1995، وسجنته العام 1997 لكنه فر العام الماضي. وقال خان في مؤتمر صحافي: "إننا جميعًا ننتمي الى أفغانستان، ولذلك يجب الا نعتبر احتلال قندهار غزوًا". وعلى رغم أن خان من الشخصيات التي تتمتع باحترام فإنه يتحدث الفارسية، مما يثير عدم الثقة فيه من قبائل البشتون التي تغلب على سكان الجنوب. مفاوضات على قندز وشمالاً، أعلن أحد قادة التحالف المعارض الجنرال محمد داود أمس أن قواته تجري الآن مفاوضات حول استسلام عناصر "طالبان" المتحصنين في مدينة قندز، آخر معقل للحركة في شمال أفغانستان. وقال الجنرال داود المكلف العمليات العسكرية في قندز إن "ثمة مفاوضات جارية حول استسلام قوات طالبان. والذين يرفضون الاستسلام سيقتلون". واضاف أن حاكم قندز، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، طلب من "تحالف الشمال" إمهاله يومين قبل شن هجومه. وأوضحد: "عند انتهاء هذه المهلة سنشن هجومنا. ننوي دخول قندز قبل الشتاء". وأشار الى أن حلول شهر رمضان الذي بدأ أمس في أفغانستان لن يحول دون مواصلة المعارك، مشيرا الى أن ثلاثين ألف عنصر تقريباً من "طالبان"، بينهم عشرة الاف مقاتل أجنبي من أصل شيشاني وباكستاني وعربي، يسيطرون على جيب محيطه حوالى عشرين كلم حول قندز. وسئل عن احتمال صدور عفو عن عناصر "طالبان والمقاتلين" الاجانب الذين يقررون تسليم سلاحهم، فاجاب ان "الذين ارتكبوا جرائم سيحالون على القضاء". ودعا الجنرال الأوزبكي عبدالرشيد دوستم ميليشيا "طالبان" الى أن تستفيد من عفو وتستسلم من دون مقاومة. وقال: "يجب أن تنتهز طالبان هذه الفرصة لكن يجب علينا أن نقبض على أولئك الارهابيين الذين خضبوا أنفسهم بالدماء". وأعلنت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية أمس أن القصف الاميركي العنيف على قندهار جنوب شرقي أفغانستان أوقع 11 قتيلاً وأكثر من 25 جريحاً في صفوف المدنيين، منذ مساء أول من أمس، وأدى الى تدمير مبنى حكومي ل"طالبان". وأوضحت الوكالة أن القصف أدى الى تدمير مبنى لوزارة خارجية الحركة ومسجد في المدينة. أوروزغان وتمكن المقاتلون البشتون المعارضون ل"طالبان" من السيطرة تمامًا على ولاية أوروزغان الوسط المتاخمة لولاية قندهار، وفق ما أعلن أحد قادتهم أمس. وقال حميد قرضاي الزعيم البشتوني الموالي للملك السابق أن "طالبان كانت موجودة في بعض الاقاليم من الولاية قبل يومين أو ثلاثة أيام، لكننا بتنا نسيطر على هذه الاقاليم فضلاً عن تيرينكوت كبرى مدن الولاية". وقال ان "طالبان" استسلمت "بفضل المفاوضات ومن دون إراقة دماء". وأضاف أنه يحاول إقناع الحركة بالاستسلام من دون عنف في قندهار. وقال: "لدي أمل كبير بأنني سأحقق هدفي في النهاية. لدي اتصالات مع سكان في قندهار وفي مدن أخرى في الولاية ومع مسؤولين وعلماء". وعلى صعيد عمليات القصف الخطأ، قال مسؤولون باكستانيون أمس إن أربع قنابل أطلقتها طائرات أميركية أثناء هجوم على أفغانستان سقطت في منطقة قبلية داخل الاراضي الباكستانية. وقال ممثل عن وزارة الداخلية الباكستانية إن هذه القنابل سقطت في "قطاع غير مأهول" في منطقة خرام القبلية التي تتمتع ببعض الحكم الذاتي في المنطقة الحدودية الشمالية الغربية. وأضاف: "لم نتبلغ عن وقوع أضرار أو خسائر بشرية".