قررت السلطات الإيطالية "إغلاق أجواء روما اليوم أمام تحليق جميع الطائرات". وقالت مصادر رسمية في مقر رئاسة الحكومة "ان طائرات أواكس ستراقب سماء العاصمة". وأضافت ان القرار اتخذ بسبب "حال التأهب والحذر الواجبة لمناسبة تنظيم تظاهرة حاشدة دعا إليها حزب "ايطاليا الى الأمام" الذي يتزعمه رئيس الحكومة سيلفيو بيرلوسكوني. وينتظر أن تشارك في التظاهرة أعداد هائلة من المواطنين الإيطاليين للإعلان عن التضامن مع الولاياتالمتحدة في حربها ضد الإرهاب ومع الحكومة الإيطالية التي نالت قبل ثلاثة أيام ثقة واسعة من البرلمان بسبب المشاركة العسكرية في الحرب ضد مواقع "طالبان" وتنظيم "القاعدة" في أفغانستان. واستثنى قرار منع التحليق في الأجواء الإيطالية، الذي يبدأ من الساعة العاشرة صباح اليوم ويستمر حتى منتصف الليل، الطائرات الحكومية أو الطائرات التي تحصل على موافقات خاصة. وينتظر أن يلقي بيرلوسكوني خطاباً في المتظاهرين الذين اطلقوا على تحركهم اسم "يو اس داي" يوم الولاياتالمتحدة. وكانت وزارة الداخلية رفعت حال التأهب إلى الدرجات القصوى في عطلة نهاية الأسبوع بعدما توفرت لديها معلومات عن احتمال وقوع اعتداءات إرهابية أو أعمال شغب، على غرار ما وقع في مدينة جنوى في تموز يوليو الماضي خلال انعقاد قمة الثمانية، فقد حشدت الحكومة أعداداً هائلة من قوات الشرطة والأمن في العاصمة التي ستشهد الى جانب التظاهرة المتضامنة مع الولاياتالمتحدة تظاهرة حاشدة تنظمها المنظمات المعارضة للعولمة، ستجتاز شوارع وميادين مهمة في روما وتنتهي أمام مقر منظمة الأغذية والزراعة فاو في روما. وفيما أعلن وزير الداخلية كلاوديو سكايولا تفاؤله في أن تجري التظاهرات في العاصمة "بهدوء" فإنه أكد "أن حال التأهب لا يمكن أن تكون بأفضل ممّا هي عليه الآن". إلا أن المؤشرات حول احتمال وقوع أعمال عنف وشغب تبدو قوية سيما ان بعض قادة التنظيمات المعارضة للعولمة أكدوا أنهم سيتسللون إلى تظاهرة "يو إس داي". وبالإضافة إلى طائرات الأواكس لمراقبة أجواء العاصمة فإن الحكومة قررت استخدام مقاتلات "أف 114" وراجمات الصواريخ سبادا ومروحيات الشرطة وأجهزة الأمن. وأُعلن أيضاً أن مطار غاليلو غاليلي فيومتشينو في روما أعد لمواجهة حالات إستثنائية وسيكون في المطار حوالى 250 محللاً نفسياً. وفيما ستجري التظاهرتان على بعد مسافات قليلة فقد قررت الحكومة وقف العمل في مترو الأنفاق في روما وإقفال لجميع فتحات مجاري المياه في الشوارع والميادين التي ستمر فيها التظاهرة المتضامنة مع الولاياتالمتحدة. وممّا يزيد من حال الحذر والتأهب لدى أجهزة الأمن ان العاصمة تشهد اليوم أيضاً اجتماعاً دينياً ضخماً في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بمشاركة البابا يوحنا بولص الثاني، إذ يتوقع أن تشارك فيه بضعة آلاف من المتدينين القادمين من أنحاء إيطاليا والبلدان الأجنبية.