لم تتوقف الهزات الأرضية في مدينة لاكويلا الإيطالية مع تواصل الاستعدادات لاستضافتها قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى غداً الأربعاء. وسجّلت محطّات رصد الزلازل الإيطالية أمس ثلاث هزّات بلغت أقواها 2.6 على مقياس ريختر المفتوح، علماً أن الدرجة التي يعتبرها المسؤولون خطراً على أمن الضيوف هي التي تتجاوز الأربع درجات يتم بعدها تنفيذ «الخطة باء» والتي تعني أخلاء الضيوف من مقر القمة. وسيسري على العاصمة الإيطالية وأماكن إقامة المشاركين في القمة، نظام أمني صارم يشمل تحديد حركة المرور ومنع تحليق الطائرات في الأجواء. وبدأ وصول وفود الدول ال39 المشاركة في القمة وكان الرئيس الصيني هو جينتاو أول الواصلين إلى روما يرافقه وفد صناعي واقتصادي ضخم. وسيقوم الرئيس الصيني بزيارات سياحية في كل من روما وفلورنسا وفينيسيا قبل توجّهه إلى لاكويلا. ويُفترض أن يتناول قادة الدول المشاركون في القمة عدداً من الملفّات أهمها الأزمة الاقتصادية العالمية وسبل مواجهتها ومنع تكرارها، إضافة إلى الملف النووي لإيران وكوريا الشمالية غداة تفجّر الأوضاع والتظاهرات في إيران والتحدي الكوري للمجتمع الدولي بتجارب صاروخية. ويبدو القادة متّفقين على الموقف من إيران وكوريا الشمالية، لكن البحث في سبل مواجهة الأزمة الاقتصادية قد يصطدم في التباين بين مواقف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيران باحترام القرارات الدولية، وقال في حديث لصحيفة «كورّييرا دي لا سيرا» الإيطالية أمس أنه «ليس مستبعداً أن يشدد مجلس الأمن الإجراءات ضد إيران». ومن بين الملفات التي يُفترض أن تواجهها القمة، البيئة وتقديم المساعدات إلى القارة الأفريقية. ويحظى الملف الأفريقي بدعم خاص من الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي رصد أربعة بلايين دولار لدعم أفريقيا وطالب أعضاء قمة الثمانية الآخرين بالحذو حذو الولاياتالمتحدة. البابا بينيديكتوس السادس عشر وجّه رسالة في هذا الصدد إلى «الكبار» داعياً إياهم الى وضع أسس نظام اقتصادي عالمي «يكون الإنسان في مركزه». ويُستعبد أن يحقق ملف البيئة تقدّماً يذكر بسبب «تورّط» عدد من الثمانية الكبار في تأزيم الملف ذاته (راجع ص 12). في غضون ذلك، أعرب رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلوسكوني عن أمله بأن تتمخّض القمة الإيطالية عن «مقررات مهمة تسهم في تسوية الأزمات». كما شنّ هجوماً حاداً على من أسماهم «بعض أجهزة الإعلام الغربية» التي اعتبرها أنّها تُناصبه العداء. جاء ذلك بُعَيدَ إعلان صحيفة «ذي صنداي تايمز» اللندنية عن احتمال نشر عدد من الصور التي وُصفت أنها «فاضحة» التُقطت في فيلا رئيس الحكومة في جزيرة سردينيا. ووصف بيرلسكوني ذلك «جزءاً من مؤامرة تحالف اليسار الإيطالي مع بعض أجهزة الإعلام الغربية». وفي السياق ذاته تنبأ رئيس الحكومة الإيطالية السابق ماسّيمو داليما ي «انهيار حكومة بيرلسكوني وتفتتها بشكل تدريجي» نتيجة الفضائح والعجز. ووقع ثلاثون من الحائزين جائزة نوبل نداء ضد ابادة ملايين الاشخاص بالجوع والحروب. وصدر نص البيان عشية قمة مجموعة الثماني في ايطاليا. وكتب موقعو هذا النداء الذي وزعه الحزب الراديكالي الايطالي بزعامة ماركو بانيلا: «نوجه نداء الى اصحاب الارادات الجيدة والى الاقوياء والمتواضعين، كل في مجال مسؤولياته، من اجل ان نعيد الى الحياة عشرات آلاف الاشخاص الذين ينازعون بسبب الجوع والتخلف والاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية». ومن موقّعي النداء: ريتا ليفي مونتالتشيني (جائزة نوبل للطب في 1986) وديفيد بالتيمور (الطب - 1975) وأدولفو بيريز اسكيفيل (السلام - 1980) وكينيث ارو (الاقتصاد - 1972) وفرانسوا جاكوب (الطب - 1965) وروبرت سلول (الاقتصاد - 1967). ورأى هؤلاء في بيانهم ان «على المواطنين والمسؤولين السياسيين ان يختاروا قوانين وموازنات ومشاريع جديدة، ومبادرات تهدف الى انقاذ ملايين الاشخاص فوراً، من سوء التغذية والتخلف». ويجتمع رؤساء دول وحكومات البلدان الصناعية الثماني الكبرى الاربعاء في اكويلا (وسط ايطاليا) التي ضربتها هزة ارضية اسفرت عن حوالى 300 قتيل مطلع نيسان (ابريل) الماضي. وتستمر القمة ثلاثة ايام.