دعا الاتحاد الأوروبي الفلسطينيين والاسرائيليين الى استئناف المفاوضات "بشكل فوري ومن دون شروط مسبقة" قبل فوات الأوان، وطالب السلطات الاسرائيلية ب"اتمام سحب قواتها من المناطق أ" التابعة للسلطة الفلسطينية. وينتظر الاتحاد من القيادة الفلسطينية اعتقال منفذي أعمال العنف ضد اسرائيل. واعتبرت المصادر الأوروبية مستوى التوتر الذي بلغته المنطقة أخيراً "ذروة الأزمة" بين الجانبين. وذكر مصدر مسؤول ل"الحياة" أن درجة الخطر الذي بلغه الوضع فاقت ما تناقلته وسائل الاعلام. وتتجه الأنظار نحو المشاورات المكثفة الجارية بين البلدان الأوروبية من ناحية وكل من اسرائيل والبلدان العربية من ناحية اخرى في شأن تعزيز حظوظ التهدئة وذلك في نطاق التمهيد لاجتماع الدورة الخامسة لاجتماعات وزراء خارجية بلدان مسيرة برشلونة الاثنين والثلثاء المقبلين في بروكسيل. ويتوقع ان تشارك كافة البلدان العربية، ومنها سورية ولبنان وليبيا في اجتماعات الشراكة مطلع الاسبوع المقبل. كما لا يستبعد ان يرعى الاتحاد الأوروبي لقاء ثنائياً بين وزير الخارجية شمعون بيريز ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث في بروكسيل. الا ان الاستحقاق الأكبر سيتمثل في الموقف الديبلوماسي الذي قد يعلنه الرئيس جورج بوش في الخطاب الذي سيلقيه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في العاشر من الشهر الجاري. وقال ديبلوماسي أوروبي ان الولاياتالمتحدة تملك ورقة الضغط الرئيسية الكفيلة بإقناع اسرائيل فيما سيبقى الموقف الأوروبي مكملاً. واكد وزراء خارجية البلدان الاعضاء الخمسة عشر في بيان أصدروه امس في لوكسمبورغ ضرورة العودة الى طريق المفاوضات "ما دام الوقت متاحاً" على أسس "توصيات ميتشل" و"خطة تينيت". وحذر البيان الأوروبي من خطر استمرار المواجهات، وذكر بأن الوضع ما زال يتدهور و"بلغ العنف أخيراً مستويات غير مسبوقة" اذ يدفع انعدام الثقة والخوف الى تجذر الطروحات. ويعتقد الاتحاد أن انسداد الأفق السياسي يخدم أغراض المتطرفين. وتتزامن موجات التصعيد مع مرور الذكرى العاشرة لمؤتمر مدريد للسلام. ويجدد الاتحاد في هذه المناسبة "اقتناعه" بأن مسيرة السلام التي تم بناؤها "عبر مفاوضات مضنية واتفاقات بين الاطراف" تمثل "الأمل الوحيد" في إنهاء النزاع الذي يضاعف استمرار معاناة الشعوب. ويعتقد الاتحاد في تقويمه للمرحلة السابقة بأن مسيرة السلام "اجتازت مراحل عدة على رغم الصعوبات المتنوعة"، ويجب حماية "المكاسب التي تحققت" ومواصلة المسيرة السلمية على أساس مبادئ مبادلة الأرض بالسلام واحترام قراري مجلس الأمن 242 و338 والاتفاقات الموقعة بين الاطراف المعنية والتي أثمرت نتائج ملموسة في أرض الواقع. ويدعو الاتحاد الاسرائيليين والفلسطينيين الى بذل أقصى جهودهما في "المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية من أجل استئناف المفاوضات بينهما من دون شروط مسبقة وذلك من أجل تنفيذ التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة". واكد البيان الأوروبي ان هذه التطلعات تتمثل بالنسبة الى الفلسطينيين في "انهاء الاحتلال وإقامة دولة قابلة للحياة وتكون ديموقراطية". وتعني التطلعات بالنسبة الى الاسرائيليين في ضمان "حق العيش في سلام وأمان داخل حدود معترف بها على الصعيد الدولي". ويذكر الاتحاد الأوروبي أن احلال السلام الشامل والدائم في المنطقة يقتضي "الأخذ في الاعتبار جوانب المسار السوري - الاسرائيلي واللبناني - الاسرائيلي وحلها وفق المبادئ نفسها". ويضع الاتحاد الأوروبي مسؤولية البحث عن السلام على عاتق الاطراف المعنية بشكل أولي عبر التفاوض في شأن قضايا الوضع النهائي المختلفة. ويذكر البيان الذي أصدره وزراء الخارجية في لوكسمبورغ أن الوضع النهائي يقضي ايجاد حل "عادل وقابل للتنفيذ لمسألتين بالغتي التعقيد هما قضيتا القدس واللاجئين".