القاهرة، بروكسيل، ريكيافيك - «الحياة»، أ ف ب - اعترفت إيسلندا رسمياً بدولة فلسطين وذلك في احتفال جرى في العاصمة ريكيافيك الخميس، لتصبح بذلك واحدة من أوائل الدول الأوروبية والغربية التي تقوم بخطوة كهذه. وقال وزير الخارجية الإيسلندي إيسور سكارفيدينسون مخاطباً نظيره الفلسطيني رياض المالكي خلال مؤتمر صحافي «اليوم أتقدم إليكم رسمياً بإعلان استقلال فلسطين التزاماً بإرادة البرلمان الإيسلندي». كما من المقرر أن يعلن الوزيران إقامة علاقات ديبلوماسية، وفق بيان أصدرته الخارجية الإيسلندية. وجاءت المناسبة التي جرت في دار الثقافة في ريكيافيك بعد تصويت البرلمان الإيسلندي في التاسع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود ما قبل حرب عام 1967. وتزامنت هذه المناسبة مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بروكسيل لدعوة الاتحاد الأوروبي إلى دعم مسعى الفلسطينيين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. كما جاءت بعد يومين من رفع العلم الفلسطيني للمرة الأولى على هيئة تابعة للأمم المتحدة إذ رفع العلم فوق مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في باريس مع حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس مناسبة انضمام فلسطين لليونيسكو. غير أن الانضمام إلى اليونيسكو لا يؤثر في المسعى الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة في الأممالمتحدة. ويتعين على الجانب الفلسطيني الحصول على تسعة أصوات من الأصوات الخمسة عشر في مجلس الأمن. وحتى إذا حصل الفلسطينيون على تلك الأصوات فإن الولاياتالمتحدة هددت بإجهاض المسعى الفلسطيني باستخدام الفيتو بصفتها عضواً دائماً في المجلس. يذكر أن أكثر من 100 بلد في العالم تعترف بدولة فلسطينية، بينها في الاتحاد الأوروبي جمهورية التشيك وبولندا والمجر ومالطا التي اعترفت بفلسطين رسمياً. وكان الرئيس الفلسطيني التقى أول من أمس في بروكسيل رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في إطار سعيه لدى الاتحاد لدعم طلب الفلسطينيين الحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، فيما دعت آشتون إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك في بيان صدر في اختتام لقائها مع عباس في بروكسيل. وجاء في بيان آشتون «إن الهدف الأساس للاتحاد الأوروبي يبقى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ديموقراطية تعيش إلى جانب إسرائيل في سلام وأمان» معتبرة أن «للاتحاد الأوروبي دوراً حاسماً يلعبه في هذه العملية مع شركائه في اللجنة الرباعية». وتابع البيان «إلا أن الأحداث على الأرض، مثل مواصلة بناء المستوطنات في الضفة الغربية ومن ضمنها القدسالشرقية، تعتبر عقبة أمام جهودنا من أجل السلام وتهدد بجعل حل الدولتين أمراً مستحيلاً». وتابغت آشتون في بيانها «إلا أنني أعتقد أننا نتقاسم جميعنا القناعة بأن المفاوضات المباشرة في نهاية المطاف تبقى أساسية لتلبية التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته». وأوضح البيان من جهة ثانية أن أوروبا «تلتزم بالإبقاء على مساعدتها المالية للفلسطينيين على رغم المشاكل التي تعترض الوضع الاقتصادي» موضحة أن محادثاتها مع عباس تركزت أيضاً على «أهمية قيام المصالحة الفلسطينية وراء الرئيس عباس». وكان عباس أعلن خلال زيارته باريس الثلثاء أن مطالبته بتجميد الاستيطان الإسرائيلي ليست شرطاً مسبقاً بل يجب أن تكون «التزاماً» من قبل إسرائيل. وفي القاهرة أجرى المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل محادثات أمس مع مدير الاستخبارات العامة اللواء مراد موافي، تناولت العلاقات المصرية الأميركية والتنسيق المشترك فيما يتعلق بجهود إعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأجرى هيل محادثات مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية.