طوى الاتحاد الأوروبي واسرائيل مرحلة حوار الطرشان الذي ميز العلاقات بينهما في ظل حكم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو، وتوصلا الى فهم مشترك يحصر دور الاتحاد في عملية السلام داخل حدود التعاون الاقتصادي الاقليمي، فيما ظلت وجهات النظر متباعدة حول قضايا مفاوضات الوضع النهائي وبشكل خاص مشكلة الاستيطان اليهودي في الأراضي المحتلة. وواصل وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي غداة اجتماعاته مع وزراء خارجية البلدان ال15 في لوكسمبورغ، لقاءاته في بروكسيل، حيث التقى كلاً من رئيس المفوضية رمانو برودي ووزير الخارجية البلجيكي لويس ميشيل. واتفق الجانبان الاسرائيلي والأوروبي على انشاء منتدى مشترك يضم المفكرين ورجال الاعمال، للبحث في أفكار تعميق التفاهم بين الجانبين ورصد نقاط التوتر بينهما. وسيعزز المنتدى الوجود الاسرائيلي داخل الأوساط الأوروبية، وقد يقلل من انعكاسات صعوبات عملية السلام على سير العلاقات الثنائية بين الاتحاد والدولة العبرية. ويصف الديبلوماسيون في بروكسيل، المرحلة الحالية بأنها "ايجابية" بعد ان أعلنت حكومة باراك التزامها استحقاقات السلام من ناحية، وتقبّل الأوروبيون من ناحية اخرى، حصر تدخلهم في عملية السلام داخل دائرة تشجيع الاطراف المعنية على تقدم مسار المفاوضات الثنائية وذلك من خلال "إحياء مقترحات التعاون الاقليمي والمفاوضات المتعددة الاطراف المشلولة منذ أعوام". ويجري الاتحاد الأوروبي مشاورات مع البلدان العربية من أجل استئناف اجتماعات لجنة التوجيه التابعة للمفاوضات المتعددة الأطراف في منتصف الشهر المقبل في عمان. وقال ديبلوماسي أوروبي ل"الحياة" ان المناخ السائد بين الجانبين "قد لا يوصف بشهر العسل، لكن العلاقات مع اسرائيل تبدو مميزة اليوم مقارنة بالجمود الذي سادها في عهد نتانياهو". واستدرك قائلاً: "يجب الحذر وعدم الافراط في التفاؤل، لأن التحسن الطارئ قد يتبدد في حال تدهور أوضاع عملية السلام". وبحث وزير الخارجية الاسرائيلي مع رئيس المفوضية برودي امس في بروكسيل قضايا مسيرة السلام وآفاق استئناف مفاوضات التعاون الاقليمي في الشرق الأوسط. وكان ليفي أكد ظهر الاثنين في لوكسمبورغ، بعد مباحثات كان اجراها مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، تقبل أوروبا منطق التفاوض الثنائي بين اسرائيل والبلدان العربية "ووجودها أوروبا لتقديم المساعدة" في تعزيز التعاون الاقليمي. وعقد ديفيد ليفي، على هامش اجتماعاته مع المسؤولين الأوروبيين، لقاءً مع سفراء اسرائيل المعتمدين في عواصم الاتحاد الأوروبي تركز على تفعيل علاقات التعاون الثنائي، وسبل إفادة اسرائيل من الزخم الناجم عن تحريك مفاوضات السلام. ولتعزيز امكانات الحوار والتفاهم الاسرائيلي، وافق وزراء خارجية الاتحاد على مقترحات أعدها المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس لإنشاء "منتدى أوروبي - اسرائيلي" تمول نشاطاته الخزانة الأوروبية. ويقول الاقتراح الأوروبي ان اسرائيل "تمثل الإطار الأوروبي المتوسطي".