أعرب المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس عن اعتقاده بأن عملية السلام في الشرق الأوسط "ستدخل عامها الأخير والحاسم" في ضوء الاشارات الايجابية التي برزت منذ تشكيل الائتلاف الحكومي الواسع في إسرائيل وانفتاح آفاق استئناف مفاوضات السلام على المسارات كافة و"الوعود التي قطعها كل من الأطراف المعنية" بعد ثلاثة أعوام من الجمود الخطير. وأجرى موراتينوس محادثات في باريس مع وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين تناولت "مشاركة أوروبا" في عملية السلام، وغادر لاحقاً إلى واشنطن. تفاؤل ورأى المبعوث الأوروبي في حديث إلى "الحياة"، بعد اجتماعه مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل قبل أن يزور باريس، إلى أن أجواء التفاؤل في الشرق الأوسط امتدت حتى قاعة اجتماعات وزراء الخارجية ظهر أول من أمس في بروكسيل وأن عملية السلام "ستدخل عامها الأخير والحاسم"، مشيراً إلى ان الفلسطينيين حددوا اعلان دولتهم المستقلة في غضون عام، ووعدهم الأوروبيون في اجتماع قمة الربيع الماضي في برلين ب"الاعتراف بها". وأضاف ان رئيس الوزراء الجديد ايهود باراك قطع الوعد للإسرائيليين بالانسحاب من لبنان "في غضون عام"، معتبراً أن ذلك يشيع التفاؤل باحتمال إحراز تقدم في الفترة نفسها على جبهة المفاوضات بين إسرائيل وسورية، ومشيراً إلى أن أنظار الإدارة الأميركية ستنصرف بعد عام نحو الشؤون الداخلية وحملة الانتخابات الرئاسية. وعن مرجعيات استئناف المفاوضات بين سورية وإسرائيل، شدد المبعوث الأوروبي لعملية السلام على أهمية تجاوز ما سماه "العوائق الاجرائية"، في إشارة إلى مسألة استئناف المفاوضات من نقطة توقفها قبل ثلاثة أعوام، مؤكداً "وجوب مساعدة الطرفين على ايجاد اتفاق ثنائي في شأن شروط استئناف المفاوضات وصيغته". وأكد موراتينوس أولويات "تنفيذ اتفاق واي ريفر ووقف الاستيطان" من أجل استعادة الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقرر المجلس الوزاري الأوروبي دعوة الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء ايهود باراك إلى المشاركة "معاً" في دورة يعقدها وزراء خارجية الاتحاد في شهر أيلول سبتمبر المقبل في بروكسيل. وسيجري موراتينوس "مشاورات" اليوم وغداً في واشنطن مع كل من مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك والمبعوث الأميركي دنيس روس تتناول "سبل مساعدة الأطراف المعنية على تحريك عملية السلام". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من الإدارة الأميركية تقييد تدخلها في مسيرة السلام، وكذلك الشأن بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. وقال موراتينوس إن الحديث عن دور أوروبي في عملية السلام "تجاوزه الزمن، لأن الاتحاد اثبت صدقية وجوده في المنطقة". ولا يبحث الاتحاد الأوروبي "عن دور وساطة وإنما يتطوع لتقديم العون والمساعدة على انجاح مفاوضات السلام على المسارات الثلاثة". وكلف المجلس الوزاري الترويكا الأوروبية بزيارة عواصم الشرق الأوسط في الأسبوع الأول من الشهر المقبل لتأكيد استعداد الاتحاد الأوروبي للقيام "بدور ناشط في المرحلة الجديدة". وتترأس الترويكا وزيرة الخارجية الفنلندية تارخا هالونين التي تترأس بلادها الاتحاد في النصف الثاني من العام الحالي. ومن المقرر ان تبحث الترويكا خلال الاجتماعات مع الجانب الفلسطيني في مسائل الأمن والقضايا الاقتصادية العالقة في المرحلة الانتقالية. فتنتظر سلطات مطار غزة، وكذلك المانيا واسبانيا، فرصة بدء اشغال بناء الجزء المخصص لشحن البضائع، فيما تترقب مؤسسات فرنسية وهولندية، منذ مدة طويلة، تراخيص إسرائيل لبدء أعمال الحفر وبناء مرفأ غزة. وذكّر موراتينوس بتجربة الممر بين برلين الغربية وبرلينالشرقية خلال عقود الحرب الباردة و"إمكان الاستفادة منها" في تنفيذ مشروع الممر بين غزة والضفة الغربية. استعداد اوروبي وعندما تتأكد الاجراءات الأولية لإستعادة الثقة بين الأطراف المعنية وتحرز مفاوضات السلام تقدماً على المسارات الثلاثة، فإن الأوروبيين سيكونون في وضع سيؤهلهم لتنشيط المفاوضات المتعددة الأطراف التي كانت تفرعت عن مؤتمر مدريد عام 1991 وجمدت بفعل عربي قبل ثلاثة أعوام، رداً على عنجهية سياسة رئيس الوزراء اليميني السابق بنيامين نتانياهو. وعقب المبعوث الأوروبي بأن استئناف المفاوضات المتعددة الأطراف "لن يتم من دون ان تكون مفاوضات السلام أحرزت تقدماً يعيد الثقة الكاملة في المسيرة السلمية". وأشار في اجتماعه مع وزراء خارجية الاتحاد مطلع الأسبوع في بروكسيل، إلى أن مسائل اللاجئين والمياه ستحتل أولويات العمل الاقليمي كونها تقترن مع مفاوضات الوضع النهائي. اجتماع مع فيدرين وفي باريس أ ف ب، ذكرت مصادر ديبلوماسية فرنسية أمس ان موراتينوس ووزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين بحثا في باريس موضوع "مشاركة أوروبا" في عملية السلام في الشرق الأوسط. وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية ان الرجلين "اثارا موضوع مشاركة أوروبا وطرق تشجيع مسيرة السلام ودعمها في المرحلة الجديدة المقبلة"، اثناء لقاء ضمهما مساء أول من أمس الثلثاء. ولم تعط الخارجية الفرنسية أي تفاصيل عن الطريقة التي يرى من خلالها فيدرين وموراتينوس هذه المشاركة الأوروبية. لكن بيان الخارجية الفرنسية أشار إلى أن المقابلة بين ميغيل انخيل موراتينوس وفيدرين "كانت مناسبة لعرض مختلف مسارات عملية السلام في الوقت المناسب الذي تظهر فيه احتمالات جديدة لإعادة تحريك هذه المسيرة".