يعقد مؤتمران لمناقشة مستقبل افغانستان وتشكيل حكومة بديلة لحركة "طالبان": الأول في بيشاورباكستان دعت اليه "الجبهة الاسلامية الوطنية" الأفغانية بزعامة سيد أحمد جيلاني ويحضره "معتدلون" يمثلون "الحركة" ولم يدع اليه تحالف الشمال المعارض، والثاني يعقد في اسطنبول تحضره المعارضة وممثلون عن الملك ظاهر شاه ويبدأ أعماله الأحد. وتسعى روسيا من جهتها الى دعم أوروبي لاستبعاد "طالبان" من أي حكومة مقبلة قد تشكل قبل سقوط كابول. ودعي عناصر "معتدلون" في نظام "طالبان" للمشاركة في مؤتمر بيشاور الذي يفتتح اعماله اليوم، حسب ما أعلنت "الجبهة الوطنية الاسلامية" الافغانية المعتدلة التي تنظم الاجتماع. ودعت الجبهة اكثر من 800 شخص، من زعماء القبائل ورجال الدين وشخصيات افغانية اخرى، للمشاركة في "مؤتمر الوحدة الوطنية". وسيحضر المدعوون من افغانستان ومن باكستان ودول اخرى ايضاً. ويتخذ هذا الحزب المعتدل من بيشاور شمال غربي باكستان مقراً له، ويتزعمه سيد أحمد جيلاني، وهو الشخصية المقربة من الملك السابق محمد ظاهر شاه الذي يعيش منفياً في روما. ويهدف هذا الاجتماع الذي يستمر يومين الى تشكيل حكومة موسعة في كابول بعد سقوط نظام "طالبان". ويقول سيد أحمد جيلاني، الرجل الثاني في الجبهة ونجل رئيسها، ان "من الصعب تحديد من هو المعتدل ومن هو الراديكالي في طالبان، غير اننا نرحب بمشاركتها". وتعتبر الجبهة التي تدعو الى تشكيل حكومة تمثل اكبر شريحة ممكنة من الافغان، ان حركة طالبان الحاكمة منذ 1996 موجودة على أرض الواقع ولا مجال لتجاهلها. ولم ينف جيلاني وجود علاقات بين الجبهة وعناصر معتدلة في "طالبان"، وقال: "نعم، نحن على اتصال بهم وقد ارسلنا اليهم دعوات". ولم يدع تحالف الشمال المناهض ل"طالبان" في شكله التنظيمي الى المشاركة في الاجتماع، غير ان دعوات وجهت الى ممثلي قبائل المناطق التي يسيطر عليها هذا التحالف، ومنهم الاوزبك والتركمان وغيرهم. وتستعد تركيا لاستضافة اجتماع خاص يضم الملك السابق وممثلين عن المعارضة وآخرين من قبائل البشتون في نهاية الاسبوع الجاري في اسطنبول. واكد وزير الخارجية التركي اسماعيل جم ان المعارضة تقدمت بطلب رسمي لعقد هذا الاجتماع، لكنه رفض تحديد موعده واكتفى بالقول ان الطلب قيد الدرس، إلا ان رئيس الوزراء بولند أجاويد اكد ان تركيا ترحب باستضافة هذا الاجتماع. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الاستعدادات جارية لعقد الاجتماع في اسطنبول السبت أو الأحد المقبل. ويهدف الملك الافغاني السابق ظاهر شاه الذي سبق له ان التقى بعض ممثلي المعارضة في ايطاليا ودعا الى عقد هذا الاجتماع، الى تشكيل مجلس شورى لوياجيرغا. كما يهدف الاجتماع الذي يحضره مسؤولون اميركيون الى الاسراع في اطاحة "طالبان" من خلال استمالة بعض قبائل البشتون وحضهم على العصيان، مقابل تمثيل جيد وواسع لهم في الحكومة الجديدة. الى ذلك، يتوجه اليوم الاربعاء منسق الملف الافغاني في الخارجية التركية السفير أيدمير ارمان الى نيويورك للقاء مسؤولين اميركيين والاخضر الابراهيمي لمناقشة موضوع اجتماع المعارضة في اسطنبول وموضوع ضمان استقرار الأمن والسلام في وسط آسيا بعد الحرب من خلال تشكيل قوة حفظ سلام دولية تتولى قيادتها تركيا. الى ذلك، تسعى موسكو إلى الحصول على تأييد أوروبي لموقفها الرامي إلى استبعاد "طالبان" عن حكومة قد يعلن عن تشكيلها قبل سقوط كابول. وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في جو "غير رسمي" مع رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان، وأعلن وزير الخارجية ايغور ايفانوف أن مواقف البلدين "متطابقة عملياً"، وقال إنهما يدعوان إلى بذل جهود سياسية إلى جانب العمل العسكري لكي تتولى السلطة في كابول حكومة تقيم علاقات طيبة مع الدول المجاورة، وتتصدى للعمليات الارهابية وتمثل فيها كل الاثنيات المحلية. وأبلغ خبير روسي في الشؤون الأفغانية "الحياة" أن موسكو تحاول الحصول على دعم أوروبي لموقفها الرامي إلى استبعاد أي شكل من أشكال مشاركة "طالبان" في الحكومة. وأضاف ان روسيا أخذت تشعر بأن واشنطن "أدركت عقم محاولاتها لفرز "معتدلين" في حركة "طالبان" بغية ضمهم إلى الحكومة المقترحة". إلا أنه أضاف ان الكرملين قد يوافق على دخول "أعضاء وليس قيادات" من "طالبان" في محادثات تمهد لتشكيل حكومة تعلن قريباً.