اعربت موسكو عن استيائها من نيات اميركية اشراك جناح معتدل من "طالبان" في حكومة افغانية يجري التحضير لها، واكدت ان "لا مكان لطلبان". ويتوقع ان يجري تنسيق مع ايران التي يصل وزير خارجيتها كمال خرازي الى دوشانبه اليوم، فيما اكد الجنرال عبدالرشيد دوستم ان مزار الشريف "ستسقط قريباً". ولم يخف المسؤولون الروس استياءهم من اعلان وزير الخارجية الاميركي كولن باول القبول بمشاركة "معتدلين" من "طالبان"، قد يكون بينهم وزير الخارجية احمد وكيل متوكل في حكومة تشكل لاحقاً في كابول. واكد نائب وزير الخارجية الكسندر لوسيكوف رفض "هذه المشاركة". ونقلت صحيفة "فريميا نوفوستي" عن ديبلوماسي رفيع المستوى قوله ان "الباشتون يجب ان يمثلوا في الحكومة، ولكن لا مكان لطالبان" ووصف هذه الحركة بأنها "تحمل ايديولوجيا متطرفة وهدامة". ولمحت موسكو الى احتمال وجود صفقة سرية بين الاميركيين والباكستانيين و"المعتدلين" في "طالبان". ونقلت وكالة "ايتار تاس" الحكومية عن "مصدر رفيع في أجهزة الاستخبارات ان هناك "تسريبات" من باكستان تتحدث عن جناح "معتدل" في "طالبان" ابدى استعداده لتأمين خروج بن لادن مقابل وقف الغارات الاميركية واشراك "المعتدلين" في التركيبة الحكومية. واكد المسؤول ان هذه الوعود لن تتحقق. ان "المعتدلين" وأحمد متوكل تحديداً "ليس لهم أي نفوذ" في قيادة الحركة التي قال ان سياستها يقررها الجناح العسكري وبن لادن. وحظي الموقف الروسي بتأييد قوي من السفارة التي تمثل حكومة الرئيس برهان الدين رباني في موسكو. فقد وجه الناطق باسمها غلام خيرات انتقادات عنيفة الى باكستان وقال انها تمارس "التدخل الفظ" في شؤون افغانستان وتحاول ابقاء "طالبان" في سدة الحكم. واتهم اسلام اباد ب"حياكة دسائس سياسية" وتنظيم اجتماعات بين أنصار الملك المخلوع محمد ظاهر شاه والحركة للنظر في تشكيل حكومة جديدة. وشدد خيرات على ان الافغانيين وحدهم "يقررون مصيرهم". وقال ل"الحياة" خبير روسي في شؤون آسيا الوسطى ان موسكو تؤيد موقف عدد من قادة "التحالف" الذين يطالبون ب"ربط العمل العسكري بالآفاق السياسية". وذكر ان "التحالف" لا يرغب في تصعيد عملياته العسكرية ومهاجمة كابول أو مدن كبيرة اخرى قبل ان يحصل على تعهدات من جميع الاطراف المعنية لطبيعة الحكومة المقبلة. ولا يستبعد ان يكون هذا الموضوع محوراً اساسياً لمحادثات يجريها في دوشانبه اليوم وزير الخارجية الايراني الذي سيعقد اجتماعات مع القيادة الطاجيكية ومسؤولي "التحالف". وتأتي زيارة خرازي في اعقاب مفاوضات سرية اجراها في العاصمة الطاجيكية رئيس هيئة الاركان العامة الروسية اناتولي كفاشنين، وقال انه تم خلالها بحث زيادة المساعدات العسكرية الى "الشماليين". ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر مطلع قوله ان كفاشنين بحث مع الطاجيكيين وقادة "التحالف" احتمالات "تنسيق العمل بين القطعات الروسية والطاجيكية والافغانية على جانبي الحدود" بين افغانستان وطاجيكستان. واكد الجنرال عبدالرشيد دوستم أوزبكي ان تركيبة الحكومة المقبلة ستحدد في ضوء نتائج الاجتماع الذي تعقده قيادة "الجبهة الموحدة" المعارضة ل"طالبان" في بنجشير. وأضاف ان قواته تحاصر مزار الشريف "وستستولي عليها قريباً". وان المدافعين عنها "في هلع ويحاولون الهرب". ورداً على سؤال صحيفة "فريميا نوفوستي" عما إذا كانت الغارات الاميركية أدت الى اصابة مدنيين قال دوستم ان الطائرات قصفت مزار الشريف وقندز ومناطق شمالية اخرى الا انها "لم تؤد الى اراقة قطرة دم من أنف مدني واحد". وذكر صحافيون ميدانيون روس ان لقاءات عقدت بين القادة العسكريين ل"التحالف" وعسكريين اميركيين لدرس احتمالات استخدام مزار الشريف بعد سقوطها لمرابطة مجموعة برية اميركية ستعمل لاحقاً بالتعاون مع "الشماليين". وفي دوشانبه رويترز، كشف مسؤول طاجيكي ان اناتولي كفاشنين رئيس اركان القوات المسلحة الروسية عقد محادثات سرية مع مسؤولين كبار من طاجيكستان ومن المعارضة الافغانية. وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه: "اجتمع اناتولي كفاشنين مع الرئيس الطاجيكي امام علي رحمانوف ومع وزير الدفاع شير علي خير الله في ساعة مبكرة من الصباح امس ثم اجتمع مع محمد فهيم قائد قوات تحالف المعارضة الشمالي الجديد وعبد الله عبد الله وزير خارجية" التحالف. واشار المسؤول الى ان المسؤولين ناقشوا الوضع في افغانستان بعد الهجمات التي شنتها الولاياتالمتحدة ضد حركة طالبان الحاكمة والدعم العسكري الروسي لتحالف المعارضة.