سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معارك على جبهات متعددة واشتباك بالدبابات من دون خروقات تذكر . اتفاق بين تحالف الشمال والملك السابق على حكم أفغانستان وبوش يدعم المعارضة مالياً و"طالبان" تعرض تقاسم السلطة في 3 اقاليم سلطات محدودة
} توصلت المعارضة الأفغانية والملك السابق محمد ظاهر شاه الى اتفاق على السلطة لمرحلة ما بعد "طالبان". وأكد الملك السابق انه سيعود الى البلاد على رغم تهديدات بقتله اطلقها ضده زعيم الحركة الملا محمد عمر. وجاء اتفاق المعارضة مع اعلان واشنطن محادثات مع المعارضة لتحديد سبل دعمها، وموافقة الرئيس الأميركي جورج بوش على تمويل حملتها العسكرية. وفي موازاة التضييق على "طالبان" وتصاعد التحرك العسكري شهدت جبهات القتال بين طرفي النزاع عمليات عدة لكن لم تسجل اختراقات مهمة. وأعلنت "طالبان" وانها وافقت على "تقاسم السلطة مع زعماء قبائل البشتون جنوب شرقي البلاد. روما، واشنطن، باريس، اسلام آباد، كابول "الحياة"، أ ف ب، ا ب، رويترز - أعلن ملك افغانستان السابق محمد ظاهر شاه والتحالف الشمالي المعارض أمس انهما توصلا الى اتفاق لإسقاط حكم حركة "طالبان" في كابول. وبموجب الاتفاق دعا التحالف المناهض ل"طالبان" إلى اجتماع مجلس أعلى للزعماء الافغان التقليديين لويا جيرغا يدعو بدوره الى انعقاد مؤتمر عام لممثلي الطوائف والقبائل الافغانية. ولم يتضح على الفور متى واين سيعقد هذا المؤتمر، وما اذا كان انعقاده مرهوناً باسقاط حكومة "طالبان". وجاء في بيان صدر عن المعارضة ان المؤتمر سينتخب رئيساً للدولة، ويعين حكومة انتقالية. ويقول ديبلوماسيون غربيون ان الملك الذي يعيش في ايطاليا منذ عام 1973، قادر على تجميع جبهة واسعة معارضة ل"طالبان". وسيعود الى افغانستان، على رغم التهديدات التي وجهها اليه القائد الاعلى لحركة "طالبان" ملا محمد عمر، بحسب ما أكد نجله الأمير مرواس ظاهر. وقال الأمير في مقابلة أجرتها معه محطة "اي بي سي" الاميركية من روما ان "أبي يخشى الله مثلنا جميعاً، لكننا لا نخشى العودة الى افغانستان وإنقاذ بلادنا، وسنعود لأن شعب افغانستان يريد عودة والدي، وعودتنا ايضاً لاخراج البلاد من هذه المأساة". وأضاف: "اذا كان ملا عمر يعتقد اننا لن نعود فهو مخطئ سنكون هناك بإذن الله". وتابع الأمير ان والده "لا يطمح" في ان ينصب مجدداً ملكاً على افغانستان. واعتبر ان مساعدة الولاياتالمتحدة ستكون مهمة جداً: "اننا في حاجة الى مساعدتهم". وكان ملا عمر حذر ظاهر شاه أول من أمس من التدخل في شؤون افغانستان قائلاً انه على العاهل السابق ان يقضي ما تبقى من عمره في سلام. وأضاف زعيم طالبان في خطاب بثته اذاعة صوت الشريعة الافغانية "انسَ افغانستان فأنت لن تستطيع حل القضية في حياتك. كيف تجرؤ على التفكير في إمكان عودتك الى افغانستان، مدعوماً من الولاياتالمتحدة. كيف ستحكم هذا البلد. كيف تفكر في مثل هذه الامور". وتساءل كيف سيتمكن الملك السابق من الوصول الى السلطة من دون جيش. "من سيكون جنده؟ الاميركيون؟ وهل يظن ان أحداً سيهرب معه الى الجبال ويبدأ الجهاد. عليك يا ظاهر شاه ان تخشى الله. حتى لو تجمع العالم كله فلن يستطيع اعادتك الى السلطة. لا تحاول تخويف طالبان بالقول انا قادم انا قادم، فلنر كيف ستأتي". وندد زعيم "طالبان" الذي كان يتحدث بلغة البشتون بالولاياتالمتحدة، لشنها ما وصفه حملة ضد مسلمي العالم، وقال انه أي شخص يحاول الوصول الى السلطة بمساعدة الولاياتالمتحدة مصيره الفشل. الدعم الاميركي وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان الرئيس الاميركي جورج بوش وافق على جهود سرية لمساعدة المعارضة الافغانية ضد "طالبان" من بينها تمويل عسكري محتمل. وأضافت ان بوش صادق على تقديم مساعدات انسانية جديدة بقيمة 100 مليون دولار للاجئين الافغان في محاولة للقضاء على حال الاستياء في باكستان بسبب تدفق الآلاف منهم عبر الحدود كل يوم. وزادت ان الدعم السري لجماعات المعارضة عنصر رئيسي في خطة الولاياتالمتحدة لاطاحة "طالبان". ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي لم تذكر اسمه ان: "الهدف هو تعزيز قدرتهم على التحرك ضد طالبان. ولن يقتصر الامر على الدعم السياسي، ولا على التحالف الشمالي المعارض وحده، وربما يستخدم لاشاعة المقاومة ضد طالبان وسط جماعات قبائل البشتون في الجنوب". وفي اطار الاستعدادات السياسية، جاءت وثيقة تتناول سياسة الحكومة الاميركية ان "طالبان" لا تمثل الشعب الافغاني الذي "لم ينتخب. نحن لا نريد ان نختار من يحكم افغانستان لكننا سنساعد اولئك الساعين الى ان تكون افغانستان مسالمة ومتطورة اقتصادياً ومتحررة من الارهاب". وفي هذا الصدد، أكد شقيق القائد الافغاني السابق احمد شاه مسعود الذي اغتيل مطلع ايلول سبتمبر الماضي ان الولاياتالمتحدة والمقاومة الافغانية باشرتا مفاوضات تهدف الى تنسيق تعاونهما لاطاحة "طالبان". واعتبر أحمد والي مسعود الذي يدير سفارة الحكومة الافغانية في لندن ان على الولاياتالمتحدة التدخل بسرعة في افغانستان للافادة من الاضطراب الحاصل في صفوف الحركة. وقال: "الوضع لدى "طالبان" متوتر والمئات منهم فروا ومعنوياتهم منهارة. اذا أخرنا تنفيذ عملية عسكرية، سترتفع معنوياتهم مجدداً ويسترجعون شجاعتهم ويتمسكون بالسلطة، وسبق وأعلنوا ان الاميركيين بدأوا يتراجعون". وأكد ان إبن لادن موجود هناك تحت رقابة مشددة وفي ظل تواطؤ اجهزة الاستخبارات الباكستانية. وقال الناطق باسم الحكومة في المنفى ان تحالف الشمال يستطيع ان يطيح طالبان "خلال ستة الى ثمانية اشهر" إذا زودته الدول الغربية بالاسلحة والمال. ويجند التحالف 25 ألف مقاتل، غير ان عديده محدود بكمية الاسلحة المتوافرة لديه وفي المقابل لدى "طالبان" حوالى 50 الف عنصر. وفي مواجهة التحرك الأميركي، ذكرت "وكالة الانباء الاسلامية الافغانية" ومقرها باكستان ان "طالبان" اعتقلت ستة أشخاص لتوزيعهم منشورات مؤيدة للولايات المتحدة وتدعو الى عودة الملك السابق. وأضافت الوكالة نقلاً عن الملا عبدالرؤوف والي اقليم خوست شرق البلاد ان ثلاثة اشخاص اعتقلوا لتوزيعهم منشورات في بلدة كرديز في اقليم بكتيا، واعتقل ثلاثة آخرون في خوست. موضحاً انهم ألقوا المنشورات سراً في الشوارع والاسواق داخل البلدتين اثناء الليل. ونقلت الوكالة عن ناطق باسم "طالبان" قوله ان تجمعاً يضم 150 من شيوخ القبائل في اقاليم خوست وبكتيا وباكتيتا شرق البلاد قرر احراق منزل اي شخص يؤيد الولاياتالمتحدة او ظاهر شاه. وحرق المنازل عقوبة قبلية تطبق في مناطق قبائل الباشتون في افغانستانوباكستان طبقاً للأعراف القبلية. ولاستيعاب المعارضة الداخلية للحركة، أعلنت "طالبان" موافقتها على "تقاسم السلطة" مع مجالس قدماء المقاطعات الجنوبية الثلاث من افغانستان. والمقاطعات الثلاث الواقعة جنوب شرقي افغانستان هي باكتيكا وباكتيا وخوست المتاخمة كلها للحدود مع باكستان وتقطنها غالبية من الباشتون. وقال أحمد وحيد يار احد مسؤولي طالبان انه "سيتم ادماج الاعيان وقادة الجهاد او ممثليهم في الهياكل الحكومية". ويعد هذا الاقتراح اولى علامات التصدع في قبضة "طالبان" على السلطة منذ خمس سنوات. وتتكون أفغانستان من 32 مقاطعة يضطلع فيها قادة القبائل و"القدماء" بدور مهم في ادارة شؤون المجتمع. الوضع العسكري وأعلنت حركة "طالبان" أمس استعادة اقليم قادش غرب افغانستان من قوات المعارضة الشمالية اثر قيامها بهجوم مضاد. وكانت المعارضة الشمالية سيطرت على قادش أول من أمس. ويذكر ان القوات الشمالية المعارضة لا تسيطر الا على عشرة في المئة من الاراضي الافغانية ويميل ميزان القوى العسكري لمصلحة طالبان الاكثر عدداً والافضل تجهيزاً. ودعمت الحركة صفوفها بعد تغيير حوالى 60 من مقاتلي تحالف الشمال ولاءهم. والاستيلاء على اراضٍ واستعادتها مرة اخرى من سمات الحرب الدائرة في افغانستان، كذلك الانشقاق الجماعي امر شائع حيث ان المقاتلين يغيرون انتماءهم وفقاً للطرف المتقدم في الحرب. وكان الناطق باسم المعارضة الافغانية سيد نجيب الله هاشمي قال إن حوالى 350 مقاتلاً من "طالبان" انضموا الى المعارضة في اقليم بادغيس الاحد في حين فر 240 آخرون من صفوف "طالبان" قبل ذلك بيوم في اقليم لغمان شرق افغانستان.