موسكو - "الحياة" - تصاعدت حدة التوتر بين موسكو وتبليسي بعد دعوة البرلمان الجورجي الى إبعاد القوات الروسية من الجمهورية خلال ثلاثة أشهر، وتواصلت الاشتباكات العنيفة، قرب سوخومي حيث تعرضت المواقع الروسية لهجمات مقاتلين شيشان وجورجيين. وأصدر البرلمان الجورجي قراراً أمس يطالب الرئيس ادوارد شيفارنادزه بتجميد صلاحيات قوات حفظ السلام الروسية التي تتمركز في المنطقة العازلة بين جورجيا وأبخازيا، ودعا الرئيس الى "إخراج القوات الروسية من أراضي جورجيا بأسرع وقت ممكن". وقال إن قرار البرلمان "خطوة صحيحة وسأعمل لتنفيذه". واعتبرت موسكو القرار "تصعيداً خطيراً يؤدي إلى تدهور الموقف"، ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر عسكري رفيع المستوى ان قرار ادخال القوات اتخذ في اجتماع لزعماء دول الرابطة، مضيفاً ان جورجيا لا تملك منفردة حق اتخاذ قرار مناقض، وأشار الى ان موسكو "لا تنوي سحب قواتها من المنطقة"، محذراً من خروج الأوضاع عن السيطرة في هذه الحال. وذكر رئيس الوزراء الأبخازي هنري جيرغينيا من جهته، ان حكومته تتوقع هجوماً واسعاً، مشيراً الى أنها اتخذت اجراءات مشددة لمواجهته. وأكد جيرغينيا ان وجود روسيا في المنطقة هو الضمانة الوحيدة للأمن والاستقرار فيها. ونفى وجود اتصالات مع الجانب الجورجي، غير انه اشار الى أن "وضع ابخازيا القانوني لن يكون موضع نقاش ابداً"، والمحور الوحيد للحوار مع تبليسي هو مشكلة اللاجئين الذين غادروا ديارهم بسبب النزاع المسلح عام 1993. ويتوقع المراقبون تصعيداً في حدة التوتر خلال الأيام المقبلة. ولفتت الأنظار حدة تصريحات الجانبين الروسي والجورجي غير ان مصادر ديبلوماسية استبعدت وقوع نزاع مسلح بين الطرفين. الى ذلك تعرض مركز للقوات الروسية قرب بلدة جيفاري الجورجية لهجوم مسلح. وذكرت المصادر الروسية ان المهاجمين حاولوا العبور من المنطقة المؤدية الى لودورسكي اوتشيلي حيث تستمر اشتباكات عنيفة منذ ايام، وفي وقت لاحق تصدت القوات الروسية لطابور عربات كان يتجه الى المنطقة نفسها وأحبطت محاولته، وتوقعت المصادر الروسية تعرض مراكزها لهجمات جديدة، ولاحظ المراقبون ان هذه الهجمات اتت بعد ساعات قليلة على قرار البرلمان الجورجي ما يشير الى محاولة لإجبار القوات الروسية على مغادرة الأراضي الجورجية.