التقى وزير خارجية روسيا ايغور ايفانوف ظهر أمس مع الرئيس الجورجي ادوارد شيفارنادزه فى دار الضيافة للحكومة الجورجية في كرتسانيسى أحد أحياء مدينة تبليسي الذي يقع على بعد خمسة كيلومترات عن ديوان الرئاسة. واستمر اللقاء أكثر من ساعتين. واشار التلفزيون الجورجي الى ان اللقاء جرى على انفراد وخلف ابواب مغلقة دون الافصاح عما تم الاتفاق عليه. وقال وزير خارجية جورجيا هيراقلي ميناغاريشفيلي ان ايفانوف رفض وصف اقتحام مقر البرلمان والرئاسة في العاصمة تبليسي بانه انقلاب عسكري للحكم. وكان ايفانوف الذي وصل ليل امس الأول إلى العاصمة تبليسي في مهمة للوساطة قد التقى صباح أمس مع قادة المعارضة في محاولة للوصول الى حلول وسط للازمة الحالية التي تعاني منها جورجيا. وقال في تصريحات صحفية فور وصوله إلى تبليسي ان روسيا لن تتدخل في الأوضاع الداخلية لجورجيا وان مهمته تنحصر في إمكانية حل الأزمة بالوسائل السلمية و الدستورية. وعلق وزير الخارجية الجورجي اراكلي ميناغاريشفيلي على اجتماع ايفانوف مع شيفارنادزه بالقول اعتقد انه لن يكون آخر لقاء بينهما فمن السابق لأوانه التحدث عن نتائج نهائية مضيفا ان روسيا لم تعط حتى الان تقييمها للوضع. وكان وزير الخارجية الروسي أجرى في وقت سابق من صباح أمس لقاء مع زعماء المعارضة الراديكالية الثلاثة ويتوقع ان يتحادث عصرا مع زعماء مختلف الأحزاب السياسية الجورجية على ان يلتقي مجددا مع زعماء المعارضة الثلاثة. من جهته رأى زوراب جفانيا الرئيس السابق لبرلمان جورجيا واحد قادة الائتلاف المعارض ان روسيا بإمكانها الاضطلاع بدور إيجابي في البحث بسرعة عن حل سلمى لتسوية الوضع فى جورجيا حتى لا يتفاقم النزاع فيها والمساعدة على تطبيع الوضع نهائيا في الجمهورية ووضع حد لأي سوء فهم. المعارضون من جهتها حملت رئيسة البرلمان الجورجي السابقة نينو بورجاندزه التي أعلنت امس الأول تسلمها مهام السلطة في البلاد الرئيس شيفاردنادزه مسؤولية تردي الأوضاع في البلاد مشيرة إلى إصرار شيفاردنادزه على عقد جلسة طارئة للبرلمان من اجل فرض حالة الطوارئ. وكان أنصار المعارضة قد تمكنوا امس الأول من اقتحام مقار البرلمان و الرئاسة وعدد من الوزارات الأخرى في العاصمة تبليسي والمدن الأخرى. وأشار التلفزيون الى عدم وجود أي مظاهر عسكرية في تبليسي مما يدل على عدم رغبة الجيش و قوات الأمن في تنفيذ قرار الرئيس أمس الأول بإعلان حالة الطوارئ في البلاد. ووفقا لاحكام الدستور فان البرلمان يجب ان يقر خلال 48 ساعة قرار الرئيس بإعلان حالة الطوارئ في البلاد0 وقد دعا قادة المعارضة نواب البرلمان الجدد إلى عدم المشاركة في جلسة البرلمان التي دعا إليها الرئيس لاقرار إعلان الطوارئ. وهدد زعيم المعارضة ساكاشفيلي نواب البرلمان من مخاطر مشاركتهم في جلسة البرلمان بقوله إني اضمن لكم الحصانة. وقال ولكن في حالة مشاركتكم في الجلسة غير الشرعية فانكم تحطون من نفسكم وسوف تتحملون مسؤولية اعمالكم. كما دعا زعيم المعارضة المتظاهرين المحتشدين أمام البرلمان الى التحرك للسيطرة على وزارة الداخلية ومحطة التلفزيون الحكومية.وأعلن ساكاشفيلي يجب ان يسيطر الشعب اليوم نهائيا على السلطة. يجب ان يتوجه آلاف الأشخاص إلى وزارة الداخلية وان يحتلوا مبناها. لا أوامر باستخدام القوة قال وزير الدفاع الجورجي دفيد تفزادزه انه لم يتلق أوامر من الرئيس ادوارد شيفاردنادزه باستخدام القوة لفرض النظام في البلاد. وأضاف تفزادزه الذي ظهر لاول مرة منذ اندلاع الاحداث في تصريح صحفي نقلته وكالة انباء انترفاكس إنني مستعد مع ذلك لوقف تصاعد التدهور. وكان الرئيس ادوارد شيفاردنادزه قد هدد بتسليم السلطة إلى الجيش إذا لم يوافق البرلمان على فرض حالة الطوارئ خلال 48 ساعة. وأشار تفزادزه الى ان الجيش الجورجي يتابع التطورات عن كثب ومستعد لوقف التوتر والقيام بمسئولياته. قلق الجمهوريات الصغيرة اعرب قادة جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الانفصاليتين السبت عن قلقهم الشديد من تداعيات الازمة الجورجية وانعكاساتها على الاستقرار في انحاء المنطقة كلها. ونقلت وكالة انترفاكس عن زعيم اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي بعد اتصال هاتفي مع رئيس وزراء ابخازيا راول جادجيمبا ان ابخازيا واوسيتيا تشعران بالقلق للوضع في جورجيا الذي يمكن ان يزرع الفوضى في القوقاز بكامله. وقال وزير الخارجية الابخازي سيرغي شامبا أمس الاحد في تصريحات اوردتها وكالة ريا نوفوستي اننا نتابع باهتمام كبير ما يجري في جورجيا لان لنا تجربة اليمة مع الاوضاع غير المستقرة في جورجيا التى ادت الى اعتداء عام 1992. وكانت القوات الجورجية قاتلت من دون نتيجة طوال عام كامل بين سنتي 1992 و 93 الانفصاليين الابخاز بعد ان اعلنوا الاستقلال وتم نشر قوة فصل روسية من 12 الف رجل في المنطقة منذ 1994 بالاتفاق مع تبليسي. وادى النزاع بين جورجيا وابخازيا وهي جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي في غرب جورجيا على ضفاف البحر الاسود وعلى حدود روسيا، الى سقوط الاف القتلى ونزوح 250 الف جورجي. الى ذلك خسرت تبيليسي ايضا السيطرة على اوسيتيا الجنوبية عندما انهار الاتحاد السوفياتي عام 1991.