توقعت مصادر فلسطينية أن يزور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفاتدمشق "خلال الأسبوعين المقبلين" للقاء الرئيس بشار الأسد، على ان تسبق الزيارة محادثات يجريها وفد فلسطيني لإنهاء الخلافات وصولاً إلى الاتفاق على "أربعة مبادئ للتنسيق" السوري - الفلسطيني. وعلمت "الحياة" ان عرفات اتصل قبل اسبوعين برئيس "جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني" خالد الفاهوم وأبلغه انه "موافق مئة في المئة على مبادئ التنسيق الاربعة، التي اقترحتها دمشق لمستقبل العلاقات بين الطرفين". وقال الفاهوم ل"الحياة" إن المبادئ هي: "أولاً، التمسك بالقرارين 242 و338، أي الانسحاب الاسرائىلي من الاراضي المحتلة الى ما وراء خط 4 حزيران يونيو 1967، وهذا يشمل الأراضي الفلسطينية والجولان السوري. ثانياً، عودة اللاجئين بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194. ثالثاً، اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. رابعاً، استمرار الانتفاضة الفلسطينية". وتابع الفاهوم ان "سورية مهتمة جداً باستمرار الانتفاضة وتريد تقديم دعم سياسي حقيقي لها". وأوضحت المصادر ان الاتصالات الفلسطينية - السورية أسفرت عن الاتفاق على زيارة وفد فلسطيني دمشق يضم رئيس المجلس التشريعي أحمد قريع أبو علاء ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي أبو اللطف ومحمود عباس أبو مازن "لحسم الخلافات وإصدار بيان ختامي يلزم الطرفين" تمهيداً لزيارة عرفات. وكان الرئيس المصري حسني مبارك طرح قبل ثلاثة أيام موضوع زيارة عرفات، فقال له الأسد: "لا يوجد أي مانع يحول دون التنسيق مع عرفات وهناك اتصال بين المسؤولين في سورية والمسؤولين الفلسطينيين، ونتمنى ان يتطور ليصل الى مرحلة التنسيق الكامل". وهناك "توافق" سوري - فلسطيني بين الطرفين على أن تتم الزيارة بعد انتهاء ولاية الرئيس بيل كلينتون ومع بدء ولاية الرئيس المنتخب جورج دبليو بوش "كي لا يفتعل الاميركيون مشكلة". وقالت المصادر: "هناك إدراك لضرورة التنسيق بين الطرفين لأن التركيز سيكون في المستقبل القريب على المسار السوري بعد سنة من الجمود ورفض دمشق الدخول في لعبة تسابق المسارات". وعلى رغم توقف الانتقاد العلني السوري لاتفاق اوسلو، فإن المسؤولين السوريين لم يغيروا موقفهم منه ومن "خروج عرفات عن التنسيق مع دمشق". وقالت المصادر إن "عودة التنسيق بعد السعي الفلسطيني للعودة الى دمشق مؤشر الى صحة الموقف السوري". وزادت ان "سورية تسعى الى تأكيد الحقوق الفلسطينية وتعترف بالمفاوض الفلسطيني. أما الاشارة الى ان السلطة الفلسطينية باتت دولة ذات سيادة فليست دقيقة لأن ذلك لم يحصل وعدم حصوله يستدعي استمرار المطالبة به".