استمرت امس المشاورات العربية للبحث في امكانية عقد قمة خماسية تضم قادة مصر وسورية والاردن ولبنان والسلطة الوطنية الفلسطينية. واستقبل الرئيس حافظ الأسد رئيس الديوان الملكي الاردني السيد عبدالكريم الكباريتي في حضور وزير الخارجية السيد فاروق الشرع ل"بحث التنسيق العربي" ونقل "الرغبة الفلسطينية" بقيام الرئيس ياسر عرفات بزيارة دمشق. وكان العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين اتصل بالرئيس السوري فور عودته من غزة مساء اول من أمس، لإبلاغه نتائج المحادثات الاردنية - الفلسطينية والبحث معه في الخطوات المستقبلية بعد فوز رئيس حزب العمل ايهود باراك. وأُعلن ان الاسد وعبدالله بحثا في "تطورات الاوضاع في المنطقة والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام وسبل تفعيل التنسيق العربي بشكل يخدم المصالح العربية في مواجهة التحديات الراهنة"، وان العاهل الاردني اطلع الرئيس السوري على نتائج جولته الدولية ورغبة الرئيس الاميركي بيل كلينتون في "تحريك المفاوضات على المسارات التفاوضية كافة". وجاءت زيارة الكباريتي في اطار "وساطة اردنية" بدأها الملك عبدالله خلال زيارته الى دمشق في 21 الشهر الماضي بين عرفاتودمشق التي تأخذ على الرئيس الفلسطيني "عدم التزامه التنسيق الفعلي في اللحظات الجدية". كما ان رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي زار دمشق قبل ايام لنقل طلب عرفات زيارة سورية. واشارت مصادر فلسطينية الى احتمال انتقال القدومي من بيروت الى دمشق لاستئناف بحث موضوع زيارة عرفات. واعتبرت موافقة السلطات السورية على زيارة 146 فلسطينياً يحمل معظمهم جوازات السلطة الفلسطينية "مؤشراً ايجابياً". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الجانب السوري سأل القدومي "على أي أساس يريد عرفات زيارة دمشق؟ هل على أساس الاستمرار في سياسته السابقة أم أنه استفاد من دروس الماضي ويريد العمل وفق خطة ملزمة؟". وتتخوف اوساط في دمشق من ان تكون رغبة عرفات في التنسيق مع سورية نابعة فقط من قناعته بأن التركيز سيعود في الفترة المقبلة الى المسارين السوري واللبناني، وليس لقناعته بوجوب التنسيق الفعلي بين الاطراف العربية، في ضوء وجود اعتقاد بأن رئيس الوزراء الاسرائىلي المنتخب سيعود الى اسلوب "معلمه" اسحق رابين الذي اعتمد على ايجاد تنافس بين المسارات كما حصل في العام 1993. وكانت دمشق دعت الى "تعزيز التنسيق العربي" وابدت "حذراً" في تعاملها مع نتائج الانتخابات الاسرائيلية في انتظار طبيعة الحكومة التي سيشكلها، والدور الذي سيقوم به الراعي الاميركي. وفيما اجرى رئيس الوفد السوري المفاوض السفير وليد المعلم اتصالات مع "مسؤولين في الخارجية الاميركية"، ابرزت وسائل الاعلام الرسمية قول رئيس الوفد الاسرائىلي الى المفاوضات مع سورية السفير ايتامار رابينوفيتش ان "المطالب السورية بالتزام اسرائىل الانسحاب الكامل من الجولان قبل بدء المفاوضات عقبات، ورغم انها صعبة يمكن التغلب عليها وايجاد طرق ديبلوماسية للتغلب عليها". وأشارت الى زيارته الى واشنطن ولقائه مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط مارتن انديك والمنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس "كي يوضح لهما ان باراك معني باستئناف المفاوضات على المسار السوري في أقرب وقت".