قالت مصادر فلسطينية ل "الحياة" ان موضوع زيارة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية السيد ياسر عرفات الى سورية كان أحد المواضيع التي بحثتها وزيرة الشؤون الاجتماعية في السلطة الفلسطينية السيدة انتصار الوزير ام جهاد مع وزير الخارجية السيد فاروق الشرع في لقائهما يوم أمس. وأشارت الى أن رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق القدومي اتصل أمس برئيس "جبهة الانقاذ الوطني الفلسطينية" السيد خالد الفاهوم لترتيب زيارته أبو اللطف الى دمشق في الاسبوع الأول من الشهر المقبل ل "استكمال الاتصالات مع المسؤولين السوريين في شأن زيارة عرفات". وتعتقد المصادر الفلسطينية ان دمشق صارت في الفترة الأخيرة "أقل رفضاً" لموضوع زيارة عرفات في اطار "الحرص على التضامن العربي ووحدة الصف لمواجهة سياسة حكومة بنيامين نتانياهو الرافضة للسلام". وأشارت الى "تمسك عرفات بمواقفه وبالأسس خلال محادثاته مع المنسق الأميركي لعملية السلام دنيس روس وفي قمة لندن المرتقبة بداية أيار مايو المقبل". وزادت ان "ادراك أبو عمار عملياً مدى تعنت نتانياهو ورفضه السلام يساهم كثيراً في تنقية الأجواء مع دمشق التي تعتقد بأن المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية لم تحقق أي تقدم في الأشهر الأخيرة، مع أنها كانت تعطي الانطباع بأن عملية السلام مستمرة". ويأخذ المسؤولون السوريون على الرئيس الفلسطيني ما يعتبرونه عدم التزام منه بأسس التنسيق التي يتفق عليها معهم، وكان آخرها في العام 1996، علماً ان الرئيس حافظ الأسد وافق على لقاء عرفات على هامش مؤتمر منظمة المؤتمر الاسلامي في طهران نهاية العام الماضي. كما انهم يعتقدون ان المفاوضات الفلسطينية "تجمّل" صورة نتانياهو الرافض للسلام. مؤشرات الى تحسن وقالت المصادر الفلسطينية ان من المؤشرات التي تدل على حصول "تحسن ما" في هذا الموضوع، موافقة المسؤولين على الحديث عن ذلك بعدما كانوا يرفضونه سابقاً، اذ أن أياً من المسؤولين السوريين لم يوافق على استقبال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد أسعد عبدالرحمن الذي زار دمشق قبل شهرين لنقل "رسالة شفوية" من عرفات. وقال ل "الحياة" انور عبدالهادي المستشارالإعلامي للقدومي ان "ام جهاد" أثارت الموضوع مع الشرع خلال لقائهما أمس، وان المسؤول السوري "أكد ضرورة توحيد الموقف العربي والتضامن ووحدة الموقف، في ضوء محاولات اسرائيل اعطاء صورة بأن عملية السلام مستمرة فيما العكس هو الصحيح". وتابع عبدالهادي الذي حضر اللقاء ان زيارة ابو عمار "مطروحة وأبو اللطف سيقوم باجراء الترتيبات"، وان السيدة "ام جهاد" نقلت للوزير الشرع "تحيات عرفات وتقديره مواقف الرئيس الأسد القومية". وقال الفاهوم ل "الحياة" انه بحث معها في "الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة ووضع مفاوضات السلام، وجرى التشديد على ضرورة السلام العادل الشامل والاستمرار في التقارب عربياً وبذل الجهود أوروبياً". الى ذلك، قال السيد علي بدوان الناطق باسم "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" ان "ام جهاد" نقلت الى الأمين العام للجبهة السيد نايف حواتمة "رسالة شفوية من عرفات تركزت على الأوضاع في الداخل وأجواء التشاؤم إزاء العملية التفاوضية". يذكر أن "ام جهاد" زارت أول من أمس ضريح زوجها خليل الوزير ابو جهاد لمناسبة الذكرى العاشرة لاغتياله في 16 نيسان ابريل في العام 1988.