هل حلت "لعنة دون كيشوت" بالمخرج تييري جيليام؟ باشلتأكيد، فهو بعدما صور أول خمسة أيام من الأسابيع الطويلة التي كانت مكرسة لتحقيق فيلمه الجديد "الرجل الذي قتل دون كيشوت" اضطر الى وقف التصوير في اسبانيا، وبالتالي الى انهاء العمل على مشروع كان يعد من أكبر مشاريع السينما الأوروبية في هذه الأيام. والسبب عدم تمكن الفرنسي جان روشفور من أداء الدور في الوقت الحاضر، وعدم رغبة جيليام في الاستعانة بغيره. والنتيجة: سيصبح هذا المشروع واحداً من أكبر الأحلام المجهضة في تاريخ السينما، جنباً الى جنب مع "دون كيشوت" آخر كان أورسون ويلز بدأ بتصويره أواسط السبعينات بين المكسيك ويوغوسلافيا، ثم صرف النظر عنه، بعد تصوير مشاهد عدة جمعت، على أي حال، وقدمت خلال مهرجان "كان" عام 1986. جيليام كان يريد تقديم "دون كيشوت" في قالب مفاجئ وجديد"، وهو كتب لذلك سيناريواً في مئات الصفحات وأمن موازنة الفيلم البالغة 35 مليون دولار، وأقنع جوني ديب وفانيسا بارادي بالعمل الى جانب روشفور. لكن التصوير الذي كان يفترض ان يستغرق 17 اسبوعاً، بين بريطانياواسبانيا، انتهى فجأة وطويت صفحة الفيلم. للمناسبة نذكر ان كل واحد من كبار المخرجين في تاريخ فن السينما، كان حاول حظه مع رواية سرفانتس الكبيرة هذه، لكن الذين أنجزوا العمل كانوا قلة. أما أول اقتباس لدون كيشوت فكان عام 1902 من اخراج فردينان زكا ولوسيان نونغي، ثم كان فيلم جورج ميلياس عن الرواية نفسها عام 1908. وعام 1933 حقق بابست فيلماً، وآرثر هيلر فيلماً آخر عن الرواية عام 1972، من بطولة بيتر أوتول، وهناك فيلم سوفياتي أيضاً عن دون كيشوت. وكان جيليام يأمل بأن يكون مسك الختام، فخاب أمله.