أدت الاضطرابات في مدينة خرم آباد الايرانية بين انصار التيارين المحافظ والاصلاحي، الى جرح اكثر من اربعين شخصاً واعتقال عشرين آخرين، بحسب مصادر محافظة اوضحت ان بين الجرحى 20 شرطياً. ولوّحت مصادر "الحرس الثوري" في المنطقة بردّ قوي اذا تجدّدت الاحتجاجات التي وصفها العميد سليماني مسؤول "الحرس" في محافظة لرستان، بأنها "فوضوية". وكانت مدينة خرم آباد شهدت تجمعاً احتجاجياً نظّمه الخميس الماضي انصار المحافظين ومنعوا فيه ابرز تجمع طالبي اصلاحي من اقامة ندوة بمشاركة المفكرين الاصلاحيين عبدالكريم سروتس ومحسن كديور. وانطلقت تحذيرات من تداعيات الوضع ودعوات الى الهدوء، بعدما نظّم طلاب "مكتب تعزيز الوحدة" تظاهرة مضادة السبت. وامس بدأ مجلس الخبراء المعني بأعمال مرشد الجمهورية اجتماعه وسط توجه واضح الى دعم تثبيت المرشد آية الله علي خامنئي. ورأى رئيس المجلس آية الله علي مشكيني ان "ولاية الفقيه هي الهدف الرئيسي لمخططات اعداء الثورة والنظام، لانها العمود الفقري للنظام واستقلاليته". ودعا كل القوى والفئات في ايران الى دعم "ولاية الفقيه" معلناً دعمه موقف خامنئي من الصحافة. واعتبر ان الرسالة التي بعث بها الاخير الى البرلمان وأدت الى سحب مشروع تعديل قانون الصحافة من جدول الاعمال، وضعت حداً لحال "الاستياء والتذمّر" من الصحافة. ويشكّل هذا الدعم مؤشراً الى توجه مجلس الخبراء نحو تثبيت خامنئي في منصبه، اذ ان انتخاب المرشد وعزله او تثبيته هو من صلاحيات المجلس. وستقدم اللجنة المكلفة متابعة اعمال المرشد لجنة التحقيق تقريرها عن استمرار توافر الشروط في خامنئي، وفقاً لتأكيد عضو اللجنة محمد علي التسخيري الذي ابلغ صحيفة "الوفاق" ان هناك توجهاً لمعاودة النظر في النظام الداخلي لمجلس الخبراء، بعد مضي ستة عشر عاماً على انشائه. وافادت مصادر قريبة الى رئاسة المجلس ان موضوع انتخاب او تعيين نائب او قائمقام للمرشد خامنئي ليس مطروحاً على جدول الاعمال. وكان نائب رئيس المجلس ابراهيم اميني اكد الاسبوع الماضي ان خامنئي في "صحة كاملة والحديث عن مرضه مجرد اشاعات". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مشكيني قوله إنه "غير راضٍ على الاطلاق عن الحكومة، ومستاء جداً من بعض الوزراء". واستدرك ان مرشد الجمهورية "أعرب عن ارتياحه" ازاء الرئيس الإيراني. في غضون ذلك تفاعلت احداث العنف التي شهدتها مدينة خرم آباد في محافظة كردستان غرب ايران الخميس الماضي، وخلالها منعت مجموعة من المتظاهرين المحافظين انعقاد ندوة كان متوقعاً ان يحاضر فيها المفكران عبدالكريم سروش محسن كديور وهما ن ابرز معارضي التيار الفكري للمحافظين. واعلن حزب "جبهة المشاركة" القريب الى خاتمي ان "مافيا السلطة التي تعمل تحت حماية عناصر معروفة" هي التي فاقمت الاوضاع واعتدت على الطلاب بالضرب واهانتهم لمنع تنظيم ملتقاهم السنوي التابع لمكتب تعزيز الوحدة. ولفت الحزب الى ان "ما حصل يؤكد ان الحكومة لا تملك الوسائل الكافية لضمان الامن، على عكس ما يدّعيه معارضو الاصلاحات". ومنعت العناصر المناصرة للمحافظين سروش وكديور من مغادرة المطار الى مكان الاحتفال، وذكرت اوساط اصلاحية ان بعض المعترضين كان يحمل اسلحته في اتهام واضح الى مجموعة "انصار حزب الله". لكن الاوساط المحافظة شددت على ان التجمع امام المطار احتجاجاً على الندوة جسد اجتماعاً لدى اهالي خرم آباد على "رفض الذين يهاجمون القيم الدينية في ايران". واتهمت صحيفة "كيهان" المحافظة طلاب "مكتب تعزيز الوحدة" بمهاجمة الشرطة وبعض المؤسسات الحكومية وتحطيم زجاجها، وجرح عشرين من رجال الشرطة بعدما نظموا تظاهرة السبت. واعترفت "كيهان" بأن عشرين من "الفوضويين" اي الطلاب الاصلاحيين جرحوا واعتقل عشرون آخرون منهم.