أفادت مصادر عراقية مطلعة عن وجود "تفاهم" روسي - عراقي في شأن رفع الحظر الدولي عن العراق ومعاودة عمليات التفتيش عن الأسلحة، على رغم التصعيد العراقي أمس مع الأممالمتحدة. وذكرت ان بغداد وموسكو بدأتا تدريجاً تنفيذ بنود "التفاهم" الذي تعهدت روسيا بموجبه رفع الحصار مقابل ضمان عودة مفتشي لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة انموفيك المكلفة التحقق من ازالة أسلحة الدمار الشامل العراقية. وأشارت الى أن الجانب الروسي "جدي في خرق الحظر الجوي" و"استئناف تنفيذ الاتفاقات النفطية المشتركة" كنوع من "ترجمة المواقف أمام بغداد المتشككة حتى بوعود الأصدقاء". وكان مسؤولون روس أجروا محادثات نفطية في بغداد الأحد الماضي، أثناء زيارة وفد رسمي خرقت طائرته الحظر الجوي، وكانت ثاني طائرة من الخارج تحط في "مطار صدام" منذ عشر سنين، من دون أن تأخذ موافقة لجنة العقوبات. وكشفت المصادر ان "روسيا تعهدت للعراق ابعاد المفتشين الجواسيس" عن "انموفيك" و"مراقبة المفتشين بطريقة لا تقل جدية عن الجانب العراقي". وفيما بدت الأممالمتحدة مصرة على عودة المفتشين الى العراق، لمواصلة البحث عن الأسلحة المحظورة، دعت بغداد المفتشين الى ان يتخذوا من المفتش السابق سكوت ريتر مثالاً و"يرفعوا أصواتهم وصرخاتهم الشريفة في وجه الحصار كما فعل ريتر". وبثت "دائرة الرقابة الوطنية" المكلفة ملفات التعامل مع لجان التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، من خلال موقعها على شبكة "انترنت"، ان "صحوة ضمير" جعلت من كانت بغداد تصفه ب"الجاسوس الأميركي" يعلن ان "الحصار على العراق أشد فتكاً من كل أسلحة الدمار الشامل". واعتبرت "اعترافات ريتر ومطالبته بحماسة وبصوت عال برفع الحصار ووقف النزيف المستمر الذي يتعرض له الشعب العراقي، صرخة ضمير مهمة جداً وان جاءت متأخرة لأن صاحبها اشترك في اللعبة القذرة ضد العراق". وكانت بغداد استقبلت الشهر الماضي ريتر بحفاوة اثناء تصويره فيلماً وثائقياً "يشرح أبعاد المعاناة الانسانية التي يعيشها العراقيون تحت وطأة الحصار"، فيما اكدت مصادر عراقية ان بغداد موّلت الفيلم والحملة الدعائية التي ينشط فيها ريتر في الولاياتالمتحدة وخارجها.