بغداد، عمان، واشنطن، نيويورك، كوالالمبور - أ ف ب، رويترز - دان وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس قرار بغداد منع فريق تفتيش يرأسه اميركي من ممارسة نشاطاته، وحذر من ان المواجهة مع العراق "لا يمكن ان تستمر الى الابد". وجاء كلام كوهين بعد دعوة الرئيس بيل كلينتون مجلس الامن الى "الحزم" مع العراق رداً على قراره الذي أعلن اول من أمس احتجاجاً على "الهيمنة الاميركية" على الفريق. واعتبر رئيس الفريق، الاميركي سكوت ريتر ان موقف بغداد يعني انها "اخفقت في الوفاء بالتزاماتها لتنفيذ قرارات مجلس الامن"، فيما جمد الفريق عملياته امس لامتناع السلطات العراقية عن تأمين مرافقين له، وواصلت الفرق الاخرى التابعة للجنة نزع السلاح اونسكوم تفتيش مواقع في العراق. تحذير وقال كوهين لصحافيين قبل ان يغادر ماليزيا متوجهاً الى اندونيسيا ان "الكثير مرتبط بمجلس الامن الذي عليه ان يؤكد مجدداً موقفاً قوياً سيكون تأثيره كبيراً على الرئيس صدام حسين، والضعف في المجلس سيعقد الامور، لكن ذلك لا يمكن ان يستمر الى الابد". واستبعد ارسال تعزيزات اميركية جديدة الى الخليج، ورأى ان القوات الاميركية الموجودة في المنطقة كافية لمواجهة اي احتمال. وكان الرئيس كلينتون دعا مجلس الامن ليل اول من أمس الى "الحزم" مع العراق. وقال: "اذا ابقى صدام قراره منع فريق التفتيش سيكون هذا انتهاكاً خطيراً لقرارات المجلس". وأضاف: "اذا منع المفتشون غداً من القيام بعملهم، انتظر من المجلس اتخاذ تدابير حازمة". وزاد ان لا علاقة لاميركا باختيار اعضاء فرق التفتيش. لكن كلينتون اعرب عن الامل بألا تؤدي الازمة الجديدة الى تصعيد مشابه لما حصل في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، اثر قرار بغداد طرد المفتشين الاميركيين. في مقابلة مع وكالة "رويترز" في العاصمة الماليزية قال كوهين ان الولاياتالمتحدة تسعى الى حل ديبلوماسي للأزمة الجديدة مع العراق. وأشار الوزير الذي يقوم بجولة على سبع دول آسيوية ان الاميركي سكوت ريتر الذي يرأس فريق التفتيش في العراق هو مفتش اسلحة وليس جاسوساً، وان الرئيس العراقي لا يمكنه ان يملي على الاممالمتحدة من ينفذون عمليات التفتيش. فيدرين وفي عمان كرر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ليل الاثنين موقف بلاده "المرتكز الى تطبيق العراق قرارات مجلس الامن، التي تفرض دخول لجنة التفتيش من دون قيود" الى اي موقع في العراق. وذكّر الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارة استمرت ساعات للأردن خلال جولة على المنطقة ب "بنود اعلان رئيس المجلس، والصادر في 3 كانون الاول ديسمبر الذي طلب من اللجنة الخاصة احترام سيادة العراق وأمنه وكرامته". واوضح انه "ليس على اطلاع على الظروف التي تمت فيها عمليات التفتيش الاخيرة، والتي اتخذ فيها العراق موقفه". وأعلن ان فرنسا "تتمنى ايجاد حل لعمليات تفتيش المواقع الحسّاسة". وأكد وزير خارجية الاردن فايز الطراونة ان بلاده "تتفق تماماً مع فرنسا على ضرورة ان يمارس العراق السيادة الكاملة على اراضيه". وأعرب عن "الامل برفع الحظر قريباً عن الشعب العراقي" معتبراً "ان الحال الوحيدة التي تخلق ديناميكية باتجاه فك الحصار هي ان يقوم العراق بالتعاون الكامل مع فرق التفتيش الدولية"، وبأن "تحل هذه المشكلة بين العراقوالاممالمتحدة بسرعة". بتلر وفي رسالة الى مجلس الامن اكد ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم في وقت متقدم ليل الاثنين ان على العراق التعاون الكامل مع فرق التفتيش "ولا يحق له فرض تشكيل" هذه الفرق. واقترح "اصدار تعليمات الى كبير المفتشين ريتر بمواصلة عمله غداً امس حتى اكتمال برنامج عمليات التفتيش اذا تسنى له ذلك". وشدد بتلر في رسالته على ان 15 مفتشاً يرافقون ريتر لكن الفريق الذي يرأسه يستعين بمفتشين آخرين موجودين في بغداد. وذكر ان عدد الخبراء المشاركين في عمليات التفتيش يرتبط بطبيعة الموقع الذي تتفقده "اونسكوم". وتابع: "في عمليات التفتيش التي نفذت أول من أمس تكون الفريق ككل من 44 شخصاً من 17 دولة"، ولفت الى ان "الادعاءات التي تضمنها تصريح ناطق عراقي لا تأخذ الحقائق في الاعتبار كما يبدو، في ما يتعلق بتشكيل الفريق ككل". وأعلن سفير العراق لدى الاممالمتحدة نزار حمدون في وقت سابق ان بغداد لم تتخذ قراراً في شأن طرد سكوت ريتر، رغم منع فريقه من تنفيذ عمليات تفتيش احتجاجاً على تركيبته و"الاختلال في التوازن". وكرر ان الفريق يضم 9 اميركيين و5 بريطانيين وروسياً واسترالياً.