برلين، واشنطن - أ ف ب - رفض وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر احتجاجات عدد من النواب الالمان على زيارة الرئيس الايراني محمد خاتمي المقررة الاثنين المقبل، في حين أعرب كمال خرازي وزير الخارجية الايراني عن الأمل بأن تؤدي زيارة خاتمي لالمانيا الى تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة مستقبلاً. واعتبر فيشر في مقابلة مع شبكة التلفزيون الرسمية "زد دي اف" مساء أول من أمس ان خاتمي يجسد القوى الاصلاحية في ايران وان عدم دعم الاصلاحيين يعني "لعب ورقة المتطرفين". وقال ان زيارة خاتمي تدخل في سياق دعم عملية الانفتاح الديموقراطي في ايران. الا ان الوزير الالماني شدد على ان الحوار مع الحكومة الايرانية يجب الا يدفع باتجاه التغطية على المشاكل القائمة بل على العكس الى التطرق اليها مباشرة. وكان 175 نائبا المانيا، اي حوالى ربع البوندستاغ مجلس النواب دعوا أول من أمس الحكومة الالمانية الى الغاء زيارة الرئيس الايرانيلالمانيا. ودان البيان الذي وقعه ايضا 300 نائب في البرلمانات الاقليمية "اعمال التعذيب الدائمة وقتل المعارضين وعناصر مجاهدين خلق". وسيلتقي الرئيس الايراني الذي تعلم الالمانية خلال عمله رئيساً للمركز الاسلامي في هامبورغ ابان الثورة الاسلامية في 1979 المستشار الالماني غيرهارد شرودر والرئيس الالماني يوهانس راو. وزيارة خاتمي لالمانيا هي الثالثة التي يقوم بها لدولة اوروبية بعد روماوباريس، منذ الافراج عن رجل الاعمال الايراني هلموت هوفر في كانون الثاني يناير الماضي بعدما امضى 22 شهرا في السجن بتهمة اقامة "علاقة جنسية" مع ايرانية. وزار وزير الخارجية الالماني طهران في مطلع آذار مارس الماضي مكرساً تطبيع العلاقات بين البلدين. ويتوقع ان يلتقي خاتمي عددا من رجال الاعمال الالمان، كما يقضي يوماً في فايمار التي كانت المكان الأثير للكاتب الالماني الكبير غوته. ويقول اقتصاديون ورجال اعمال ايرانيون ان العلاقات مع المانيا تتمتع بأهمية خاصة نظراً للفرص التي تقدمها لتحسين اداء الاقتصاد الايراني المتعثر في مجالات غير قطاع النفط، الامر الذي لم تتمكن حكومات متعاقبة من معالجته. الا ان تظاهرات تزمع جماعات حقوق الانسان ويهود المان ومعارضون ايرانيون تنظيمها ربما تلقي بظلالها على الزيارة التي تتسم بحساسية خاصة. وانتقد خرازي برلين بسبب موقفها من المعارضين لحكومة خاتمي وقال: "اذا كانت الحكومة الالمانية تعارض الارهاب حقاً فعليها الا تسمح بتطور مجموعات ارهابية كهذه". ويخشى مسؤولون المان ان تؤدي التظاهرات الى احراج خاتمي. واوضح المسؤولون ان المشروبات الكحولية لن تقدم خلال المآدب التي ستقام تكريماً لخاتمي لتفادي تكرار ما حدث قبل زيارة الرئيس الايراني لفرنسا عندما رفضت باريس استبعاد الخمور من الموائد على رغم دعوة الايرانيين احترام التقاليد الاسلامية. الى ذلك، أعرب خرازي عن أمله بأن تؤدي زيارة الرئيس خاتمي لألمانيا الى تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة مستقبلاً. وقال خرازي لصحيفة "فرانكفورتر الجماينه" ان "تحسن العلاقات بين ايرانوالمانيا سيؤدي عاجلاً ام آجلاً الى اعتراف الولاياتالمتحدة بضرورة تغيير سياساتها تجاه ايران". وأضاف: "نتطلع الى المستقبل في علاقاتنا مع المانيا" واستبعد عقد اتفاق الماني - ايراني اثناء الزيارة، معرباً عن اسفه لعدم مصادقة البرلمانات المحلية في المانيا على اتفاق ثقافي وقعه البلدان قبل اكثر من عشرة اعوام. على صعيد آخر، تعهد الرئيس الاميركي بيل كلينتون العمل على الافراج عن اليهود الايرانيين العشرة الذين حكم عليهم الاسبوع الماضي بالسجن في شيراز، جنوبايران، لادانتهم بالتجسس لصالح اسرائيل. وقال مسؤولون في الطائفة اليهودية الاميركية التقوا كلينتون ان الرئيس الاميركي اكد انه سيسعى الى "تعبئة قادة اوروبا وروسيا واليابان ودول اخرى لها علاقة أوثق بطهران من الولاياتالمتحدة على التحرك من اجل الافراج عن هؤلاء الابرياء".