استكمل الرئيس الايراني محمد خاتمي محادثاته السياسية والاقتصادية مع المسؤولين الألمان، وسط توافق الجانبين على نسيان المرحلة الماضية التي شابها الفتور والتوتر في علاقاتهما. واعتبر خاتمي في مقابلة بثتها قناة "زد.دي.اف" التلفزيونية الالمانية ان مفتاح تطبيع العلاقات بين طهران وواشنطن في يد الولاياتالمتحدة. وهو زار بلدية برلين وأشاد بتوحيد المانيا. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الرئيس الايراني الذي بدأ أول من امس زيارته لألمانيا، ان "أميركا اعترفت بأنها اساءت في الماضي الى مصالح شعبنا، لكنها لم تقم بأي خطوة ملموسة لتصحيح أخطاء الماضي. نعرف أين تكمن المشاكل، لكن مفتاح حلها هو بالتحديد مع الولاياتالمتحدة، ويمكنكم ان تتأكدوا انه اذا كان في حوزتها مفتاح فلن تعطيه. ما ننتقده، هو السياسة الخارجية للولايات المتحدة حيال الدول الأخرى، خصوصاً ايران في الماضي، ولم نلاحظ بعد أي تغيير أساسي لهذه السياسة". الى ذلك، دعا خاتمي خلال استقباله وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الى حضور أكبر لألمانيا في اقتصادات المنطقة، واكد "تلازم الدين والحرية والديموقراطية" خلال استقباله رئيسة الحزب الديموقراطي المسيحي انغيلا مرغل. وزار الرئيس الايراني المركز الاقتصادي الالماني حيث اجتمع مع وزير الاقتصاد والتكنولوجيا ورنر مولر بحضور رئيس المؤسسات الاقتصادية الالمانية في شمال افريقيا والشرق الأوسط كثر ليدرر ومدير اتحاد الغرف التجارية والصناعية الالمانية فرانتس شوزرمد. كما التقى في مقر اقامته وزيرة التنمية والتعاون الاقتصادي هايدي ويشورك. وشدد خاتمي على تفعيل اللجنة الاقتصادية الايرانية - الالمانية التي أعلن احياؤها اثر محادثاته مع المستشار غيرهارد شرودر. ومعروف ان نشاط اللجنة جمد في عام 1991 اثر توتر العلاقة بين البلدين. ولفت خاتمي خلال لقائه فيشر الى ان البلدين "تجاوزا مشاكل السنوات الماضية"، وهذا اكده الوزير ايضاً مبدياً ارتياح المانيا الى تطور مسيرة الاصلاحات في ايران والتي "تتجه نحو ترسيخ ديموقراطية حقيقية وحكم القانون". ورأى فيشر ان زيارة الرئيس الايراني شكلت فصلاً جديداً في العلاقات الثنائية، معلناً زيارة قريبة لوزير الاقتصاد الالماني الى ايران. وشملت محادثات خاتمي مع رئيسة الحزب الديموقراطي المسيحي ورئيسة تكتل الاحزاب الاشتراكية في البرلمان آنغلا مرغل الديموقراطية والاصلاحات في ايران، وقال الرئيس الايراني ان المحور الأساسي للحكومة والدولة في بلاده "يتمثل بالشعب" ملمحاً الى ان استقرار الديموقراطية يحتاج وقتاً. وشرح العلاقة بين الدين والديموقراطية، وهي التي كانت موضع خلاف في محادثاته مع شرودر، وذكر ان "أصول الديموقراطية في ايران تكمن في القيم الدينية الداعية الى الحريات واحترام حقوق الشعب". وتحدث عن وضع المرأة في بلاده ومشاركتها في كل المجالات البرلمانية والسياسية والعلمية، مذكراً بأن المرأة في كثير من الدول لا تملك حق التصويت. وزار خاتمي بلدية برلين واشاد بتوحيد المانيا، فيما كان سويدي من أصل ايراني يرشق احدى سيارات موكبه بالطلاء. واكدت الشرطة اعتقال الرجل.