قال الرئيس محمد خاتمي إن الأحكام التي صدرت بحق اليهود الإيرانيين الذين دينوا بالتجسس لإسرائيل كانت "مخففة ليس لها مثيل في القضايا المتعلقة بالتجسس، ومع ذلك هي قابلة للاستئناف، ومن الممكن صدور أحكام أخف في مرحلة الاستئناف". وتابع خاتمي، الذي كان يتحدث أمس في حوار مع المفكرين الألمان في مدينة فايمار حضره الرئيس الألماني يوهانس راو، قبل عودة الأول إلى إيران، ان "الأحكام لم تصدر على هؤلاء المتهمين لكونهم يهوداً". وذكّر بأحكام بالإعدام أو السجن المؤبد صدرت سابقاً "بحق جواسيس مسلمين". وكشف ان "أحد المسؤولين الإيرانيين كان اتهم بالتجسس اثر قيام الجمهورية الإسلامية وحكم آنذاك بالسجن المؤبد". وتساءل خاتمي لو ان اليهود الإيرانيين الذين دينوا بالتجسس "كانوا من المسيحيين أو المسلمين أو أي دين آخر، هل كانت إيران ستتعرض لمثل هذه الضغوط" الدولية. ومعروف ان القضاء الإيراني برأ ثلاثة يهود في قضية شبكة التجسس وعاقب عشرة آخرين بالسجن فترات أقصاها 13 سنة. الى ذلك، جدد نائب وزير الخارجية الايراني لشؤون أوروبا وأميركا مرتضى سرمدي دعوته الولاياتالمتحدة الى تغيير سياستها تجاه بلاده، نافياً ان يكون موضوع وساطة بين طهرانوواشنطن طرح في المحادثات الايرانية - الألمانية التي اجريت خلال زيارة الرئيس محمد خاتمي برلين. لكنه أوضح ان بعض العواصم الأوروبية مثل برلين "يمكنها أن توضح حقيقة ما عرفته عن دور ايران وقوتها وموقعها للمسؤولين الأميركيين"، في اشارة الى رغبة طهران في دور "ساعي البريد" لألمانيا. راجع ص2 وفي تصريحات الى "الحياة" أدلى بها سرمدي بعد انتهاء محادثات خاتمي مع المسؤولين الألمان، دعا بريطانيا الى اتخاذ "قرار شجاع وسريع" لتفعيل العلاقات مع بلاده. ورأى سرمدي ان سياسة "الاحتواء" الأميركية لايران سقطت منذ سنوات، ودعا واشنطن الى تغيير سياستها وتعاملها مع بلاده "بصورة واقعية ويمكنها أن تأمل بالوصول الى ما وصل اليه بعض الدول الأوروبية في شأن العلاقة مع ايران". وأوضح ان "الألمان يمكنهم توضيح الواقع الذي يعرفونه عن قدرة ايران وموقعها للأميركيين، وان يشرحوا لهم أن سياسة الضغط والحظر كانت من دون جدوى". لكنه نفى في شكل قاطع ان يكون الأمر متعلقاً بوساطة المانية بين طهرانوواشنطن. وتابع سرمدي ان الاتصالات مستمرة لتحديد موعد لزيارة وزير الخارجية البريطاني روبن كوك لطهران، بعدما تأجلت مرتين بسبب مشاغل وزير الخارجية الايراني كمال خرازي. وأوضح ان البريطانيين كانوا اعلنوا عزمهم على تطوير العلاقة مع طهران، مستدركاً انهم لا يريدون رؤية شركائهم الأوروبيين يتعاونون في شكل متطور مع ايران. وزاد: "ان الشجاعة والسرعة في اتخاذ القرار، تساعدان الدول على أن يكون دورها أكثر فاعلية وتأثيراً"، في اشارة الى تلكؤ لندن في تطوير علاقاتها مع ايران. الى ذلك، أكد المسؤول الايراني ان هناك توجهاً الى تعزيز التعاون الذي كان قائماً مع المانيا في مجال محطات الطاقة والاتصالات والصناعة خصوصاً صناعة السيارات، موضحاً أن برلين ستنقل لطهران التكنولوجيا والعلوم. وختم ان وزير الاقتصاد الألماني سيزور ايران هذه السنة على رأس وفد من مسؤولي الصناعات الألمانية لدرس المجالات التي يريدون الاستثمار فيها.