} اعلن الرئيس الايراني محمد خاتمي انه سيزور المانيا قريباً تلبية لدعوة رسمية، بعدما بذل وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر جهوداً واسعة لتأمين الظروف الملائمة لهذه الزيارة، إذ أبدى في طهران حرصه على تأكيد فتح "صفحة جديدة" من العلاقات مع الجمهورية الاسلامية. واضافة الى اعلانه الأسف في شأن "قضية ميكونوس" التي اتهم فيها القضاء الالماني كبار المسؤولين الايرانيين بقتل معارضين اكراد ايرانيين، وعد فيشر بأن تعمل بلاده لاخراج ناشطي منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة من اراضيها. تعامل الوزير الالماني بهدوء مع التجمع الاحتجاجي الذي نظمه ايرانيون اصيبوا اثناء الحرب مع العراق بالأسلحة الكيماوية، واتهموا المانيا بتزويد بغداد هذه الاسلحة، فاستقبل فيشر في مقر السفارة الالمانية في طهران حيث نظم الاحتجاج، ممثلاً عن المحتجين الذين طالبوا المانيا بتعويضات ووصفوها بأنها شريك في الحرب ضد ايران 1980 - 1988. وعلى عكس المناخ الذي ساد في الشارع الايراني، لقي فيشر ترحيباً رسمياً لافتاً، علماً ان زيارته لطهران التي بدأها الاثنين وانتهت امس هي الاولى من نوعها لوزير الماني منذ العام 1991. وقال خاتمي خلال استقباله الوزير ان بلديهما يمكنهما اقامة علاقات اكثر تطوراً في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ورأى ان المانيا بامكاناتها الواسعة يمكنها ان تقيم "تعاوناً مثمراً" مع ايران في مجال اعادة البناء، مشيراً الى قرب انطلاقة الخطة الخمسية الثالثة للتنمية في بلاده. ولفت الى ان اهم ثروات ايران "شعبها الذي كان دائماً من دعاة الاستقلال والعزة والتطور". وشدد على ان "التجربة الايرانية المهمة تهدف الى استقرار الديموقراطية والحرية والاخلاق والتطور". وكرر خاتمي ان سياسة ايران هي سياسة ازالة التوتر و"استطاعت تحقيق نتائج ايجابية في ايجاد جو من حسن التفاهم والاحترام المتبادل مع كل دول العالم بما فيها دول المنطقة". ولفت الى ان "التعاون المرتكز إلى الثقة والاحترام المتبادل" بين ايرانوالمانيا و"تهيئة الارضية المناسبة" لمحادثاته التي سيجريها قريباً مع كبار المسؤولين الالمان سيؤديان الى تطوير العلاقات الثنائية. الوزير الالماني الذي قدم تهانيه الى الشعب والحكومة في ايران بالانتخابات البرلمانية التي اجريت الشهر الماضي، قال ان ما اظهرته الانتخابات من "ديموقراطية معتمدة على الاصول الاسلامية" كان موضع ترحيب في "اوروبا والولاياتالمتحدة"، واضاف ان ايران يمكنها "لعب دور مؤثر في ايجاد الاستقرار في المنطقة". واعلن فيشر ان بلاده تنتظر "بشوق" زيارة خاتمي، لأنها يمكن ان تشكل خطوة مهمة في ترسيخ العلاقات بين البلدين. وكان فيشر ونظيره الايراني كمال خرازي عقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً في مقر الخارجية الايرانية، اعلنا فيه فتح صفحة جديدة من العلاقات بين طهران وبرلين. واعتبر الوزير الالماني ان المناخ السائد في الولاياتالمتحدة هو امل بألا ينحصر انعكاس ثمرة التحرك الديموقراطي في ايران، في تطور العلاقة مع المانيا فقط، بل ينعكس ايضاً على العلاقات الايرانية مع كل الدول.