يا رامي الشجر العالي بصخرته هلا تعلمت أخلاقاً من الشجر ترميه بالحجر القاسي لتوهنه وإنه دائماً يرميك بالثمر أرجح اني أسأت الى صياغة البيتين قليلاً، فهما لشاعر عراقي، لا شك في أنه ساهم في فتح باب اللغة الشعرية الجديدة أمام جيل من نسميهم الرواد. وأذكر هذين البيتين الآن، بعد أن دخلا في غياهب النسيان، لما يلي: أثيرت أخيراً إشاعة بشعة تقول: إن رواية "ذاكرة الجسد" من تأليف سعدي يوسف. وقد ردت الكاتبة الروائية السيدة أحلام مستغانمي على ذلك بغضب: "إن الذهنية المريضة التي تجعل من شاعرين في مستوى نزار قباني وسعدي يوسف يتعاركان على رواية تنسبها الصحافة كل مرة لواحد منهما، هي ذهنية مريضة تحتاج الى الرثاء والشفقة أكثر من الشكوى والمبارزة". ليس هناك أبشع من اتهام المبدع في إبداعه. وقد اتهم - عبر تاريخنا الأدبي من الجاهلية الى الآن - اتهم مبدعون كثيرون بهذه التهمة. وقصة المتنبي مع ابن الحاتمي وأبي فراس ليست بعيدة عن الأذهان. في عصرنا اتهمت الشاعرة سعاد الصباح بأن شعرها من نزار قباني، وها هو نزار في قبره، وسعاد تنشر الشعر حتى الآن فهل يرسل لها الشعر من القبر؟! من قرأ أسلوب مستغانمي في ذاكرة الجسد، وقرأ أسلوب سعدي في مثلث الدائرة، كيف يجرؤ على القول: ان الأسلوبين لكاتب و احد. متى نتعلم أخلاق الشجر؟