قدمت صحف اسرائيلية في اعدادها امس قبل الاعلان عن انتهاء قمة كامب ديفيد من دون اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وصفاً لطريقة تسيير المفاوضات في قمة كامب ديفيد في الساعات ال24 السابقة لفشل القمة وتفاصيل عن تمسك الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمواقفه، خصوصاً من قضية القدس. وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان مصادر اسرائيلية رفيعة المستوى ابلغتها على صعيد خاص ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك وافق عملياً على تقسيم القدس بين الفلسطينيين والاسرائيليين "وعلى ان يحصل عرفات على السيادة على احياء في القدسالشرقية ونوع من السيادة على الحرم القدسي". واضافت الصحيفة ان تلك المصادر ابلغتها انه اذا تم التوصل في كامب ديفيد الى اتفاق فإنه سيتضمن بنداً بخصوص "انتهاء الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين ومبدأ بقاء 80 في المئة من المستوطنات في شكل كتل استيطانية تحت سيادتنا، واعترافاً دولياً واسعاً بحدود اسرائيل وعاصمتها، وتقوية اسرائيل". واوضحت الصحيفة ان المحادثات في كامب ديفيد تجرى الآن بين مفاوضين اثنين من كل من الجانبين بناء على قرار من الرئيس الاميركي بيل كلينتون. وقالت ان كل جانب يرسل اربعة وفود كل منها مؤلف من مفاوضين اثنين للتعامل مع اربعة مواضيع هي: الامن، والحدود، والقدس واللاجئون. وزادت ان "باراك يعطي تعليماته لكل مجموعة ثنائية على حدة ويرسلها الى المحادثات، التي يشرف عليها الرئيس كلينتون شخصياً، مع مفاوضين اثنين من الجانب الفلسطيني. وبعد المحادثات يقدم المفاوضان الاسرائيليان تقريرهما مباشرة الى رئيس الوزراء. وعندما تدعو الضرورة يتصل كلينتون هاتفياً بباراك، او العكس، خلال المحادثات". وكشفت الصحيفة ان اسرائيل تتفاوض في الوقت نفسه مع الولاياتالمتحدة بشأن حزمة المساعدات التي ستحصل عليها اسرائيل اذا تم التوصل الى اتفاق. ونسبت الى مصادر اسرائيلية قولها ان الحزمة تشمل رفع مستوى العلاقات واعادة تعريفها بحيث ترقى تقريباً الى حلف دفاعي، وتتضمن تسليم صواريخ كروز من طراز "توما هوك" الى اسرائيل. وقالت "يديعوت احرونوت" ان فرق التفاوض في كامب ديفيد بدأت في اعداد مسودات "الاتفاق الاطار" وتحديد نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف بين الجانبين. اما صحيفة "معاريف" فنقلت عن مدير الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الميجور جنرال آموس مالكا قوله ان "عرفات لن يوقّع على اتفاق من دون القدس ما لم يحصل على دعم من شخصيات كبرى في العالم العربي". وبحسب الصحيفة، فقد رأى مالكا ان "عرفات رجل اللحظة الاخيرة ولن يوقّع الا اذا اعتقد بأن هذا هو التاريخ الاخير". غير ان الصحيفة قالت ان الاستخبارات العسكرية ترى ان فشل مؤتمر كامب ديفيد سيؤدي الى اندلاع مواجهات واضطرابات عنيفة تتركز في القدسالشرقية. وتحدثت الصحيفة ذاتها عن زيادة البيت الابيض ضغوطه على عرفات زيادة كبيرة في الساعات ال24 الماضية لكي يقبل بحلّ وسط مع باراك بشأن القدس. وقالت الصحيفة ان مصادر فلسطينية في كامب ديفيد سرّبت انباء مفادها ان كلينتون "يحاول بكل جبروته في هذا الوقت ان ينتزع من زعيم منظمة التحرير الفلسطينية موافقته على مقترحات التسوية الاميركية التي تقضي باقتسام الفلسطينيين واسرائيل السيادة على القدس". واضافت "معاريف" ان عرفات "صامد حتى الآن ولم ينكسر ويواصل الاصرار على السيادة الفلسطينية الكاملة على القدس القديمة والاماكن الاسلامية المقدسة فيها". وقالت: "ان دفاع عرفات عن موقفه يستند الى ثلاث نقاط هي، اولاً ان الشعب الفلسطيني - كما يقول لكلينتون - لن يوافق على حل وسط بخصوص القدس. وثانياً، ان العالم العربي لن يوافق على حل وسط بخصوص القدس. اما نقطة الدفاع الثالثة التي سقطت في حضن عرفات، كأنما من السماء، فهي موقف البابا".