ثورمونت ماريلاند، القدسالمحتلة - أ ب، أ ف ب، رويترز - دخلت مفاوضات كامب ديفيد بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية الولاياتالمتحدة امس مرحلة حاسمة مع قول الرئيس بيل كلينتون عبر الناطق باسمه انه يأمل بأن ينهي الطرفان عملهما في حلول موعد مغادرته الى اليابان صباح اليوم الاربعاء. واعلن الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت اول من امس ان كلينتون متمسك بموعد سفره وان "الموعد لن يتغير الى ان يتغير". وتوقعت الاذاعة الاسرائيلية امس ان يقدم الاميركيون اقتراحات للتقريب بين مواقف الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بقصد تسهيل التوصل الى اتفاق. واجتمع الرئيس كلينتون اول من امس الاثنين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ثم مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل ان يعود للاجتماع مرة اخرى مع باراك. وقال لوكهارت ان المحادثات "ازدادت تكثيفاً وتسارعت وتيرتها". وقال سكرتير الحكومة الاسرائيلية اسحق هيرتزوغ في تصريح لتلفزيون "اسوشييتد برس نيوز" اول من امس ان "من الواضح اننا عند لحظة تاريخية وحساسة جداً. واظن اننا سنعلم في غضون الساعات ال48 المقبلة ما اذا كان هناك اختراق وما اذا كنا نستطيع التوصل الى اتفاق ام لا". ومن الجانب الفلسطيني قال مبعوث منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسن عبدالرحمن ان "المفاوضات صعبة جداً وموقفنا واضح: لا يمكننا تقديم تنازلات". غير ان الناطق بإسم البيت الابيض قال ان أياً من الطرفين لن يتخلى عن جهوده للتوصل الى نتائج، وقال: "لا اعتقد اننا سنكون هنا لو لم تكن ثمة فرصة لعمل ذلك". من جهة اخرى، اعلن الناطق بإسم رئيس الحكومة الاسرائيلية امس ان باراك باق في كامب ديفيد ولم يقرر مغادرة القمة اليوم الاربعاء للعودة الى اسرائيل. وقال غادي بالتيانسكي في حديث الى الاذاعة العسكرية رداً على ما اوردته صحيفة "يديعوت احرونوت" في صفحتها الاولى عن عودة باراك الى اسرائيل من دون التوصل الى اتفاق "ان المفاوضات تتواصل حتى خلال الليل في كامب ديفيد ولا يوجد حتى الان اي قرار من رئيس الوزراء بالعودة الى اسرائيل". واضاف بالتيانسكي: "لا استطيع ان اؤكد ما عنونته الصحيفة ولا اعرف ما اذا كان سيصبح صحيحاً في المستقبل". واوردت الصحيفة الاسرائيلية ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون اعلن لباراك وعرفات انه سيغادر صباح الاربعاء الى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة الثماني وان المفاوضات ستتوقف موقتاً. وحسب الصحيفة فان كلينتون اتخذ هذا القرار بعد ان اعتبر انه لم يتم تحقيق اي اختراق و"قرر باراك العودة غداً اليوم الاربعاء" الى اسرائيل. من جهته اعتبر الداد يانيف المستشار القضائي لباراك الموجود مع قسم من الوفد الاسرائيلي في مكان قريب من كامب ديفيد في تصريح الى الاذاعة الاسرائيلية ان "كل ما نشر حتى الان يندرج في اطار التكهنات". واضاف يانيف: "الشيء الاكيد هو ان رئيس الوزراء لن يساوم على الخطوط الحمر التي حددها ولا يوجد حتى الان اي ضمان بالتوصل الى اتفاق". وتوقعت اذاعة الجيش احتمال تقديم الولاياتالمتحدة امس وثيقة تسوية حول حدود الدولة الفلسطينية المرتقبة. واضافت ان الاميركيين سيدعون في هذه الوثيقة الى انسحاب اسرائيلي الى حدود عام 1967 مع الاعتراف بحق اسرائيل في ضم القطاعات التي تنتشر فيها "كتل مستوطنات". ونقلت الاذاعة عن مقربين من باراك قولهم ان الاخير سيغادر القمة اذا تضمنت الوثيقة الاميركية سيادة فلسطينية على اي جزء من القدسالشرقية التي ضمتها اسرائيل عام 1967. وقال ابراهام بورغ رئيس البرلمان الاسرائيلي الكنيست ل"رويترز" امس انه يعتقد ان هناك امكانية للتوصل الى اتفاق في كامب ديفيد لكن النتيجة لن تتضح حتى اخر وقت. ووصف بورغ الحالة المزاجية لباراك بانها "حذرة للغاية" وقال: "الامر هنا لا يتعلق بالمشاعر لكن بمدى اصراره، وهو شديد الاصرار. استطيع القول ان لديه اكبر قدر من الاصرار تمتع به اي زعيم اسرائيلي على تحقيق مثل هذا الانفراج لاقرار السلام بين الشعب الاسرائيلي والفلسطينيين" وتحدث بورغ عن امكانية عدم خروج الفلسطينيين والإسرائيليين من كامب ديفيد باتفاق كامل وإنما باتفاق تعترف إسرائيل بموجبه بدولة فلسطينية. وقال إن ذلك الاعتراف من شأنه أن يسهل ايجاد حلول لقضايا أخرى. ومضى بورغ قائلاً: "إذا تركنا بعض القضايا مفتوحة، فإن هذا يعني اننا لن نستطيع ان نقول إن الصراع انتهى. ولكن إذا كان البديل هو عدم تحقيق اتفاق بالمرة أو تحقيق اتفاق جزئي، فلنتوصل إلى اتفاق جزئي". وتحدث بورغ هاتفياً آخر مرة مع باراك قبل بدء جولة محادثات يوم الاثنين في كامب ديفيد. ولم يقل الكثير عن مضمون المحادثات التي تتطرق الى قضايا صعبة منها القدس والحدود واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية. وسئل بورغ عن امكانية التوصل الى اتفاق فقال انه لا يزال يأمل بامكانية ذلك. واضاف: "في اسرائيل عادة ما تأتي افضل الحلول في اللحظة الاخيرة ومع الفلسطينيين يحدث هذا في احيان بعد اللحظة الاخيرة". وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية امس نقلاً عن مصادر اسرائيلية ان باراك "لم يتفاوض في كامب ديفيد واوضح منذ اليوم الاول مطالبه الثابتة: السيادة الاسرائيلية على القدس، وضم الكتل الاستيطانية، ومعارضة حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة".