سربت صحف إسرائيلية أمس تفاصيل عن المناقشات التي دارت بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك خلال لقائهما الثنائي الأول في كامب ديفيد مساء الأربعاء الماضي. وجاء في تقرير نشرته "يديعوت أحرونوت" شارك في كتابته ثلاثة صحافيين من بينهم شيمون شيفر الوثيق الاطلاع عادة على آراء باراك، ان الاجتماع الثنائي اتسم بالتشدد والجدية. وأضاف التقرير ان باراك قال بعد الاجتماع لأعضاء وفده إنه متفائل لأن انطباعه هو ان "عرفات جاء إلى هنا ليكمل الأمور". لكن باراك أعلن ان "الخلافات عميقة وعريضة والصعوبات كثيرة". ونشرت صحيفة "معاريف" تقريراً كتبه عوديد غرانوت يقول فيه إن باراك اعجب بقول عرفات خلال اجتماعهما انه يفهم تماماً المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهما وانه يعي الأهمية التاريخية لاجتماعهما. وأضافت الصحيفة: "لكن الرئيس الفلسطيني لم يبد من جهة أخرى، في الاجتماع نفسه، استعداداً للاذعان للمطالب الإسرائيلية بخصوص القضايا الجوهرية: الحدود، والسيادة، واللاجئين، وخصوصاً القدس. وتقدر مصادر إسرائيلية وفلسطينية ان عرفات سيكشف في نهاية الأمر استعداده لمزيد من الحلول الوسط في قضية اللاجئين حتى يصبح باراك أكثر مرونة في قضية القدس. وزادت "معاريف" ان الأميركيين لم يضعوا بعد على الطاولة اقتراحاتهم لردم الفجوات "برغم ان لا أحد يعتقد أنه سيكون من الممكن تدبر الأمور من دونها". واعطت "معاريف" في تقرير آخر كتبه بن كاسبيت ويتسحاق بن هورين تفاصيل عن ما عرضه باراك على عرفات بخصوص القدس ورد الرئيس الفلسطيني على ذلك. وقالت الصحيفة إن أجواء الاجتماع بين الاثنين كانت جيدة "ولكن عندما وصلا إلى بحث التفاصيل تبددت النشوة". وأضافت ان باراك حاول اقناع عرفات بحل وسط لقضية القدس وقال له: "بوسعك أن تأخذ ضيوفك، الزعماء العرب مثلاً، عبر ممر آمن من ناحيتك من القدسالشرقية مباشرة إلى المسجد الأقصى. وفي الطريق لن تمر بأي نقطة تفتيش إسرائيلية، وتستطيع ان تصلي في المسجد الأقصى وتعود من دون أن ترى أي إشارة إلى الحكم الإسرائيلي". ورفض عرفات، كما تقول الصحيفة، فكرة باراك "وكرر موقفه الأصلي: القدسالشرقية يجب أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية". ونقلت "معاريف" عن مصادر فلسطينية وإسرائيلية قولها إن الحديث بين الزعيمين جرى في جو طيب، ولكن لم يتم احراز تقدم. وقال مصدر إسرائيلي إن "الفجوات بقيت عريضة"، بينما قال مصدر فلسطيني: "لا توجد أنباء. لا بد من معجزة من أجل التوصل إلى اتفاق".