يصل الى موسكو اليوم الثلثاء نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ويلتقي غداً الرئيس فلاديمير بوتين. وعلمت "الحياة" ان خبراء في روسيا يدرسون احتمال استئناف الرحلات الجوية الى بغداد بحلول نهاية العام الجاري، ضمن مجموعة اجراءات متبادلة لتخفيف العقوبات ورفعها مقابل تعهد بغداد تنفيذ ما تبقى من قرارات مجلس الأمن. ويجمع المراقبون على ان موسكو تولي اهمية خاصة للزيارة الحالية التي تتم بناء على دعوة من الحكومة. وأعلن سلفاً ان الرئيس الروسي سيستقبل الضيف العراقي في الكرملين نهار الأربعاء. وفي اليوم ذاته يقابل طارق عزيز رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف، ثم يعقد سلسلة مفاوضات مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف وسكرتير مجلس الأمن القومي سيرغي ايفانوف. ويلتقي الضيف العراقي بوريس غريزلوف رئيس كتلة "الوحدة" البرلمانية المساند لرئيس الدولة، والقائد الشيوعي غينادي زيوغانوف وزعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي. ويلعب السياسيان الأخيران دوراً مهماً في تنظيم "اتصالات غير رسمية" بين موسكووبغداد ويحصل كل منهما على كميات من النفط العراقي بأسعار أدنى من المعدل العالمي لبيعها واستثمار الفارق لدعم نشاط الحزبين. إلا ان المحور الرئيسي لمحادثات طارق عزيز في موسكو سيتمثل في التحضير ل"مبادرة" روسية يجري اعدادها وقد تطرح للمناقشة الأولية في كواليس مجلس الأمن اثناء الجلسة الخاصة بالعراق التي تعقد في آب اغسطس المقبل. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي روسي مخضرم ان "الاختراق" الذي حققه بوتين بحصوله على تعهد من كوريا الشمالية بوقف برامجها الصاروخية، شجعه على اعداد مبادرات مماثلة تؤمن فك أو تخفىف العزلة عن العراق وكوبا. وفي شأن العراق يدرس الخبراء الروس امكان اقناع بغداد باستقبال لجنة هانس بليكس بعد اجراء تعديل فيها واستبعاد أعضاء لجنة ريتشارد بتلر منها، ووضع سقف زمني لعملها على ان يُربط ذلك بتعهد واضح في شأن تخفيف العقوبات. وأضاف الديبلوماسي ان موسكو وباريس اتفقتا على ان منع الطائرات المدنية من الوصول الى بغداد "غير منصوص عليه في أي من الوثائق الدولية"، ولذا فإن روسيا لا ترى في استئناف الرحلات انتهاكاً لالتزامات دولية. وتابع الديبلوماسي ان العراق "لن يعترض على ان يجري تفتيش الطائرات المتجهة الى بغداد في "محطات مجاورة" توقع ان تكن منها الاراضي الأردنية والسورية ومطار دبي الدولي. وعلى صعيد العلاقات الثنائية ينتظر ان يحض طارق عزيز الجانب الروسي على تكثيف مساهمته في التهيئة لاستثمار حقول غرب القرنة بموجب معاهدة اقتسام الانتاج الموقعة بين الجانب العراقي ومجموعة شركات روسية على رأسها "لوك أويل". وكانت مصادر مطلعة ابلغت "الحياة" ان العراقيين هددوا بفسخ الاتفاق المبرم في هذا الشأن اذا واصلت الشركات الروسية تلكؤها. ويتوقع ان يستمر تكثيف التعاون في اطار برنامج "النفط مقابل الغذاء" اذ اشترت روسيا حتى الآن اكثر من 650 مليون طن من النفط، اي ثلث ما صدره العراق منذ العام 1966. وفي المقابل صدرت اليه بضائع قيمتها الاجمالية بليونا دولار.