اعلن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في موسكو أمس ان مشروع القرار البريطاني المتعلق برفع الحظر "مشروع فاسد يهدف الى خداع الرأي العام وتعليق العقوبات ليس سوى وهم وكذب". واضاف في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف "لقد طلبنا من اصدقائنا الروس عرقلة تبني هذا القرار". وقال الوزير الروسي من جانبه ان "اي تجميد للعقوبات المفروضة على العراق يجب ان يكون خطوة انتقالية تؤدي في آخر المطاف الى الغاء كامل للعقوبات". وكان عزيز اجرى محادثات مكثفة أمس في موسكو مع رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين ووزير خارجيته وعقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع ايفانوف صرح الأخير خلاله بأن "الاعضاء الدائمي العضوية في مجلس الامن حققوا تقارباً معيناً" في مواقفهم بخصوص مشروع قرار المجلس الخاص بالعراق، الا ان بعض الخلافات بشأن الموضوع ما زالت قائمة. وقال الوزير الروسي ان بلاده تقف ضد المماطلة في قضية الغاء العقوبات على العراق وترى "اهمية تحديد معايير خاصة برفع العقوبات". واضاف ان "تجميد العقوبات يجب ان يكون خطوة مرحلية نحو الالغاء النهائي للعقوبات". اما طارق عزيز فوصف المشروع الحالي لقرار مجلس الامن ب"الفاسد" كونه "يفرض شروطاً مجحفة اخرى" على بلاده. وتابع عزيز قائلاً ان القيادة العراقية "قررت رفض هذا المشروع والطلب الى الاصدقاء الروس العمل على منع قبول مثل هذا القرار". ونفى عزيز ان يكون العراق قد اوقف تصدير نفطه قائلاً ان بلاده "لم توافق على القرار الذي يسمح بتمديد تنفيذ برنامج النفط مقابل الغذاء" لاسبوعين فقط، واصفاً اياه ب"المضحك وعديم المعنى". وقال ايفانوف من جانبه ان روسيا تبذل قصارى جهودها ل"اعادة الدور المركزي لمجلس الامن في مساعي حل القضية العراقية". وفي لفتة تضامن مع موسكو في مسألة الشيشان صرّح عزيز بأن العراق "لا يقبل بتاتاً اي محاولات للتدخل في شؤون روسيا الداخلية من خلال احداث الشيشان، ويرفض كل محاولات اتهام روسيا بمعاداة المسلمين والعرب". وأشار رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ب"تطور العلاقات الروسية - العراقية" مشيراً الى زيارة اربعة وزراء عراقيين الى موسكو منذ بدء عام 1999. وقال ميخائيل كوجوخوف سكرتير بوتين الصحافي ان موسكو تقدر ايجاباً فكرة تجميد العقوبات على العراق بالتزامن مع رقابة دولية فعالة على المنشآت العسكرية للعراق. واضاف ان العقوبات الدولية تعيق التعاون بين روسياوالعراق في مجالات النفط والغاز والطاقة. وتابع ان موسكو حريصة على تعزيز تعاونها مع بغداد على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وقال ديبلوماسي روسي شارك في المحادثات مع طارق عزيز ل"الحياة" ان المسؤول العراقي طلب "تكثيف الدعم الروسي من اجل استصدار قرار دولي يفتح طريقاً مباشراً نحو الغاء العقوبات على العراق". وفي الاممالمتحدة قال ديبلوماسي غربي بارز ان الولاياتالمتحدة تسعى الى تمديد قد تصل مدته الى اسبوع واحد فقط بعدما رفض العراق في وقت سابق من الشهر الماضي اقتراحاً لتمديد مدته اسبوعان في خطوة جعلت اسعار النفط تقفز الى اعلى مستوياتها في تسعة اعوام. وامام مجلس الامن حتى يوم السبت لتجديد الاذن لصادرات نفطية عراقية جديدة. ويتعين ان يقرر المجلس ايضاً هل سيكون هذا لفترة قصيرة أم لستة اشهر وهي الفترة المعتادة. الى ذلك، اتهم سفير الصين في القاهرة انج هيوي الولاياتالمتحدة وبريطانيا بإحباط جهود بلاده في مجلس الامن لرفع الحصار الدولي المفروض على العراق ووضع حد للمعاناة الانسانية التي يواجهها الشعب العراقي. وقال سفير الصين ان بلاده ترفض الضربات العسكرية المتكررة ضد الاراضي العراقية ووصفها بأنها اعمال غير مبررة.