واشنطن، ثورمونت الولاياتالمتحدةالقدسالمحتلة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قال ناطق اميركي ان الرئيس بيل كلينتون سيقرر سبل التحرك قدما في محادثات السلام على اساس نتائج الاجتماعين المنفصلين اللذين عقدهما ليل الاحد - الاثنين مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بعد غيابه عن كامب ديفيد ثلاثة ايام في اليابان للمشاركة في قمة مجموعة الثماني التي انعقدت في اوكيناوا. وأعلن مسؤولون اسرائيليون مشاركون في قمة كامب ديفيد انهم ينتظرون الرد الذي يفترض ان يعطيه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون حول مشروع التسوية الاميركية لاخراج محادثات السلام من الطريق المسدود. وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه في هذا الصدد ان "عرفات لم يعط بعد اي جواب بشأن مقترحات التسوية الاميركية التي عرضت خلال عطلة نهاية الاسبوع"، مؤكداً: "لقد اعطينا موافقتنا على هذه المقترحات والكرة اصبحت الان في ملعب عرفات". واستطرد: "ننتظر ان يطلب كلينتون من عرفات جوابا فإذا لم يوافق على هذه المقترحات فلا داعي لمواصلة المفاوضات". وعرضت الولاياتالمتحدة هذه المقترحات شفويا على الوفدين قبل مغادرة كلينتون الخميس. ويقضي الاقتراح الاميركي الاكثر اثارة للجدل بتقسيم القدسالشرقية الى مناطق خاضعة للسيطرة الاسرائيلية واحياء خاضعة للفلسطينيين. وبحسب المسؤولين الاسرائيليين فان درجة السيطرة الفلسطينية على بعض احياء المدينة القديمة تتراوح بين "السيادة الكاملة وحكم ذاتي واسع جدا". يذكر ان الدولة العبرية احتلت القدسالشرقية التي تضم الاماكن المقدسة لدى الديانات التوحيدية الثلاث اثناء حرب حزيران يونيو 1967 ثم اعلنت المدينة باكملها من جانب واحد عاصمة اسرائيل "الابدية". اما الفلسطينيون فيصرون من جهتهم على ان تكون القدس القديمة حيث يقيم حوالي مئتي الف عربي تحت السيادة الفلسطينية. الى ذلك، قال مسؤولون اسرائيليون ان الاقتراح الاميركي يسمح لاسرائيل بان تضم مستوطنتي معالي ادوميم وبيسغات زئيف في الضفة الغربية مقابل السيطرة الفلسطينية على بعض الاحياء في القدسالشرقية. وفي هذا السياق اعلن ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسن عبدالرحمن لاذاعة "صوت فلسطين" ان الموقف الفلسطيني في كامب ديفيد واضح ومعروف من اسرائيل والولاياتالمتحدة وقال : "لا يمكن التوصل الى اتفاق حول القدس دون الاعتراف بالسيادة الفلسطينية التامة على القطاع الشرقي من المدينة". كما اعتبر "غير ممكن" تأجيل قضية القدس. واعلن: "من دون اتفاق حول القدس لن يتم التوصل الى أي اتفاق". وانضم كلينتون الى المحادثات مساء امس الاحد لدى عودته إلى المنتجع الرئاسي الساعة 36.6 مساء بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة 2236 بتوقيت غرينتش. والتقى كلينتون فور عودته مع كبار مستشاريه ومن بينهم مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية التي رأست المحادثات في غيابه. ثم اجتمع الرئيس الاميركي بعد ذلك مع كل من عرفات وباراك على حدة لتقييم حجم التقدم الذي تحقق في غيابه واحتمالات حسم القضايا المتبقية. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الامريكية للصحافيين في ثيرمونت بولاية ماريلاند قرب كامب ديفيد: "الرئيس عاد. عملنا بجد جدا خلال غيابه ونتطلع الى تصميمه والى طاقته وجديته لتحريك الكرة من هنا الى الامام". وصرح بان كلينتون سيقرر بعد الاجتماعات التي عقدها الاحد كيفية المضي قدما. وقال باوتشر: "مع تقدمنا الى الامام سيجري تقييم مستمر لمدى تفرغنا لهذا. كل شيء له حدود". وقال مسؤول اسرائيلي: "سنبدأ الان جولة مكثفة من المحادثات على مدار 24 ساعة وفي ختامها سنعرف الى اين وصلنا". وقبل ان يغادر اليابان صرح كلينتون للصحافيين انه تحقق بعض التقدم في المحادثات الجارية في منتجع كامب ديفيد خلال فترة غيابه. وقال: "منذ ان غادرت يحدث قدر اكبر من الجهد المنظم في المجموعات بشأن قضايا كثيرة. ولذلك مهما حدث اعتقد انهم يواصلون تحقيق تقدم. انهم لا يضيعون وقتهم. انهم يعملون بشكل حقيقي". وقالت مصادر ديبلوماسية قريبة من المحادثات ان المشكلة الاساسية الان هي السيطرة على الاماكن المقدسة في القدس القديمة حيث لا يلوح حل في الافق. وقال مصدر: "هذا ما يجعلهم متشائمين الى حد ما". واوضحت المصادر ان كلينتون يريد على الارجح استمرار المحادثات يوما او يومين على الاقل قبل اتخاذ قرار بشأن امكانية نجاح القمة. وقال مصدر: "في هذه المرحلة مازالوا يعملون للتوصل لاتفاق نهائي". واضاف انه اذا ثبت ان ذلك مستحيل فان من بين الخيارات اعلان تحقيق تقدم وتعهد الاطراف بالتزام السرية والاتفاق على الاجتماع مرة اخرى ربما في أواخر آب اغسطس المقبل. وتوقع مسؤولون فلسطينيون تسارع المحادثات. واضافوا انهم ينتظرون اقتراحا اميركيا جديدا بشأن القدس لأن عرفات رفض الافكار السابقة لاقتسام السيادة على بعض الاحياء العربية في القدسالشرقية. وحصل عرفات على تأييد عربي لاتخاذ موقف صارم بشأن القدس اول من امس. وعلى رغم اتصال كلينتون بالرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني للاستعانة بتأييدهما للمحادثات، اقر وزيرا خارجية البلدين السبت موقف الفلسطينيين الثابت بشأن القدس.