سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حذّر في حديث الى "الحياة" من الآثار المستقبلية لجرائم "الابتزاز الاخلاقي". العميد الصالحي: النظام العراقي فقد المبادأة وللقوات المسلحة دور في تغيير النظام
أكد العميد نجيب الصالحي ان النظام العراقي فقد المبادرة في كثير من مفاصل الدولة، خصوصاً بسبب العمليات اليومية ضده التي وصفها بأنها غير منظّمة. وذكر الضابط العراقي، الذي لجأ الى عمان عام 1995 والتحق بصفوف المعارضة، ان دور القوات المسلحة العراقية تحول من الدفاع عن الوطن الى الحفاظ على النظام، مؤكداً ان للقوات المسلحة دوراً في تغيير النظام بالاشتراك مع الشعب العراقي. ووصف الصالحي في حوار مع "الحياة" الهدف من الغاء قرار تقسيم العراق الى اربع مناطق عسكرية بأنه "اعلامي" فقط، مشيراً الى ان النظام يحتفظ دائماً بأوراق معينة يستخدمها حين يتعرض لأزمة ما، مثل المسرحية الفاشلة المتمثلة في الهجوم على مركز للامم المتحدة. ولاحظ ان بعض "المعارضين" يخدمون النظام اكثر من الهدف الذي يُفترض ان يعملوا من اجله بسبب تركيز نشاطهم ضد معارضين آخرين. واوضح الصالحي قصة شريط الفيديو الذي يصوّر الاعتداء على احدى قريباته واتصال ضابط المخابرات ابو خالد به في محاولة لابتزازه وثنيه عن العمل مع المعارضة، مشيراً الى ان هذه الجرائم الابتزاز الاخلاقي اصبحت ظاهرة خطيرة، وحذّر من آثارها المستقبلية، لا سيما الدخول في دوامة من المآسي الجديدة بسبب محاولات الانتقام الذي سيكون بالطريقة نفسها، وناشد كل من تعرض لهذه الجرائم الكشف عنها. وهنا نص الحوار: ما هي حقيقة الاوضاع داخل القوات المسلحة؟ - لم تعد وظيفة القوات المسلحة العراقية الدفاع عن الوطن كما يفترض بها، وحوّل صدام حسين واجباتها العسكرية الى واجبات امنية صرفة، اي للحفاظ على النظام فقط. الآن كل الاجهزة العسكرية والامنية من جيش وحرس جمهوري وقوات خاصة وامن داخلي واستخبارات بكل فروعها، تنحصر واجباتها بالحفاظ على النظام الحاكم. وعلى هذا الاساس اخذ صدام يختار المسؤولين لشغل المناصب والمواقع القيادية في هذه القوات: الولاء او الضعف. فإذا لم يجد صدام لشغل منصب معيّن شخصاً يدين بالولاء الكامل له، فانه يختار شخصاً ضعيفاً، خصوصاً انه لا يمكن ان يجد اشخاصاً يدينون له بالولاء لشغل كل الحلقات المهمة في الدولة. هل للقوات المسلحة دور في عملية التغيير في العراق؟ - بالتأكيد، سيكون للقوات المسلحة دور مهم في عملية التغيير، وسيعود لها دورها الطبيعي في حماية البلاد كما كانت في السابق. كيف تتصور هذا الدور؟ انقلاب عسكري ام...؟ - اعتقد ان نهاية النظام ستتم بالاشتراك بين الشعب والقوات المسلحة. اي ان القوات المسلحة ستواكب الفاعليات الشعبية في هذا الاطار. هل يمكن ان يتم التغيير من دون دعم خارجي؟ خصوصاً ان المعارضة تعلن انها تطالب وترحّب بأي دعم خارجي لنشاطاتها في عملية التغيير، خصوصاً الدعم الاميركي؟ - الدور الاميركي لا يمكن ان نزايد فيه. لا يمكن لعاقل ان يزعم ان دور الولاياتالمتحدة غير مهم او ان الدعم الخارجي عموماً غير مهم. الدعم الخارجي مطلوب لأن هذه الدول الكبرى نفسها هي التي جعلت صدام قوياً في العراق. واذا ارادت بالتالي ان تفعل العكس حالياً فلا يسعنا الا ن نرحّب بذلك، لأنه يسهل من عملية التغيير في العراق. فلا يجوز لنا ان نقول لهم اتركوا صدام فنحن سنعمل على تغيير نظامه وحدنا. ولكن في الاساس عملية التغيير ستتم على ايدي الشعب العراقي وقواته المسلحة. والدور الخارجي يساعد ويدعم الجهد الداخلي للشعب والقوات المسلحة ويهيئ له الظروف المناسبة لهذه العملية. ونحن لا نتوقع ان يأتي الاميركيون و"يسحبوا" صدام من القصر الجمهوري، او يرسلوا قوات برية لاحتلال بغداد، لا نتوقع ذلك ولا نريده اصلاً. لكن مجمل الدعم الخارجي، الاميركي للمعارضة العراقية يصبّ في هدف واحد، وهو تهيئة الفرصة للعراقيين داخل العراق للتغيير. واشنطن والمعارضة الولاياتالمتحدة تعلن كل فترة عن اجراء دورات تدريبية غير عسكرية لاعضاء من المعارضة العراقية. هل لدى المعارضة امكانات عسكرية بحيث تستغني عن التدريب العسكري؟ - كما قلت، ان عملية التغيير ستتم على ايدي الشعب والقوات المسلحة، بدعم خارجي. وبما ان الشعب العراقي كله مُدرّب عسكرياً والاسلحة موجودة وبكثرة - في كل بيت هناك سلاح - فلن تحتاج المعارضة الى تدريب عسكري بغية تغيير النظام، لكن ربما تحتاج الى بعض التدريب على امور ادارية وتنظيمية واعلامية، بحيث يمكن لهؤلاء المتدربين ان يؤدوا لاحقاً ادواراً تنظيمية او ادارية. فمن غير المعقول ان ندرّب عراقيين على اسلحة اميركية ويرجعوا الى العراق. هذا غير منطقي. والموقف الاميركي بهذا الصدد منطقي تدريب غير عسكري. ما هو الهدف من الغاء الرئيس صدام حسين القرار بتقسيم العراق الى اربع مناطق عسكرية؟ - الهدف اعلامي فقط. هذه المناطق العسكرية لا وجود لها على الارض. واذا كانت موجودة فقرار الغائها لا يغيّر من طبيعتها بأي حال. صدام يحتفظ دائما بأوراق وملفات محددة يستخدمها حين يتعرض لأزمة معينة. فخلال اسبوعين اخرج صدام اربعة ملفات. اولاً، قصة الغاء المناطق العسكرية الاربع وهي قضية تافهة لا اساس لها. ثانياً، قصة الاجتماع بالكوادر الحزبية في مناسبة غير مألوفة رحيل ميشال عفلق والحديث عن تغييرات كبيرة داخل حزب البعث بهدف اشغالهم بأمور جانبية. ثالثاً، قصة حادث السيارة المفخخة التي انفجرت وكانت محملة بصواريخ كاتيوشا فقتل 4 اشخاض بينهم ضابط مخابرات ايراني بحسب زعم النظام الذي صوّر السيارة علماً انه لم يذكر متى حصل الانفجار. واخيراً المسرحية المتمثلة بهجوم عراقي على مركز للامم المتحدة، وكانت مسرحية فاشلة غير متقنة. هل تعتقد ان النظام ما زال يقبض بقوة على مقاليد الامور في البلاد؟ ام ان الامور بدأت تنفلت قليلاً؟ - النظام فقد المبادرة في كثير من مفاصل الدولة. لا آتي بجديد حين اقول ان السلطة تسيطر على جنوبالعراق نهاراً فقط، وتفقد هذه السيطرة ليلاً. فهذه حقيقة معروفة منذ سنوات عدة. وهذه حال النظام في مختلف انحاء العراق. فلسفة صدام الحالية هي في كيفية المحافظة على هيبة الحكم، بحيث يشعر الناس ان هناك حكماً، والناس تتحدث عن هذا الحكم، في حين بقيت كل الامور فالتة: الجهاز الاداري فالت، والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية متردية. لكنه يريد ان يظهر امام الرأي العام انه مسيطر على الاوضاع. المعارضة ودورها المسلح فصائل المعارضة تعلن عن عمليات عسكرية داخل العراق باستمرار ولكن لا يمكن التثبّت منها. فهل صحيح ان هناك عمليات تتم في الداخل؟ - هناك بالتأكيد عمليات واسعة ضد النظام، لكنها غير منظّمة. لأن الحجم الواسع لهذه العمليات لو كان يتم بشكل منظّم لأدى الى سقوط النظام. لكن طبيعة الجهاز الامني في العراق لا تتيح العمل المنظّم. لكن للعمليات تأثير واسع في النظام. خلال السنوات الاخيرة سمعنا عن محاولات عدة لاغتيال صدام حسين لكنها غير معروفة. لكننا لمسنا وشاهدنا محاولات لاغتيال ولده عدي وعزت الدوري وطه الجزراوي وطارق عزيز، وهؤلاء هم رموز السلطة. هناك عمليات تصفية لحزبيين بعثيين او عناصر مخابرات تجري بالعشرات يومياً. آخر هذه العمليات القصف الذي تعرض له القصر الجمهوري بصواريخ كاتيوشا. اذا كانت هذه العمليات غير منظّمة، فكيف يمكن اذن استثمارها في عملية التغيير؟ - هذا يتوقف على جهد المعارضة الموجودة في الخارج التي يجب ان تستثمر هذه العمليات اعلامياً. هل هناك علاقة او تواصل بين المعارضة في الخارج والداخل؟ - بالتأكيد هناك علاقة. لكن ما هي درجة هذه العلاقة؟ تنسيق كامل مثلاً؟ طبعاً لا. لكن المعارضة في الداخل نشطة وتنسّق ولو بدرجة بسيطة مع الخارج. هل تعتقد ان المعارضة في وضعها الحالي المشرذم قادرة فعلاً على قيادة العمل لإسقاط النظام؟ - انا لا اتفق مع هذا التوصيف للمعارضة المشرذم. المعارضة العراقية تعاني ربما من وجودها خارج البلاد في دول مختلفة، واطرافها لديهم افكار مختلفة. الا انها معارضة وطنية اصيلة. ولكنها غير منظمة بشكل موحد. وهذا يعود الى ظروفها التي ذكرت. والمعارضة موجودة في كل انحاء العالم، دول الجوار القريبة من العراق والبعيدة في اوروبا واميركا. وجود هذه المعارضة في دول كثيرة ربما هو سبب ضعف تنظيمها، اضافة الى الحرب الشعواء التي يشنها النظام ضد المعارضة ويصرف عليها اموالاً طائلة، عبر اجهزة الاعلام العالمية حيث لديه عملاء يعملون على تشتيت المعارضة. وعمليات الابتزاز الاخلاقي هي احد الاساليب لتشتيت المعارضة واضعافها. ونجح النظام في اسكات الكثير من المعارضين بهذا الاسلوب خشية التعرض للفضائح. فحين يستخدم النظام هذا الاسلوب مع معارض في الخارج مثلاً فالهدف الاول هو اسكاته. وحين يصمت هذا المعارض يعني انه استجاب لضغوط النظام. والمرحلة التالية هي ان ينفذ ما يُطلب منه، وهو العمل على تخريب المعارضة في الخارج، ان يتحدث بالسوء عن المعارضة اكثر مما يتحدث عن ظلم النظام وجرائمه. وأنت تشاهد كيف ان بعض المعارضين يهاجمون معارضين آخرين بحدة اكثر مما يهاجمون النظام. اذا قارنت نشاطات بعض المعارضين السياسية والاعلامية ضد بعضهم ونشاطاتهم ضد النظام تجد انهم يخدمون النظام اكثر من المعارضة. هذه لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة نشاطات النظام، في مختلف الوسائل: الاغراء، التخويف، الابتزاز. على كل معارض، في رأيي، حين يتحدث ان يعرف كم يخدم هذا الكلام قضيته الاساسية. قصة ابتزاز المعارضة ذكرت ان النظام ارسل لك شريط فيديو يصوّر اعتداء على احدى قريباتك للضغط عليك وابتزازك. واتصل بك بعد فترة ضابط في المخابرات يدعى ابو خالد، هل تعرفه؟ - لا اعرفه شخصياً، لكنه اتصل بي هاتفياً مرات عدة في السنوات الاخيرة، وكانت آخر مكالمة في 1/12/1999 بعد عودتي من "مؤتمر نيويورك" للمعارضة العراقية، حيث استدعى والدي واخي وتكلما معي بحضوره. وهذه اشارة كافية الى محاولة النظام ابتزازي. يقول "ابو خالد" ان اتصالات سابقة جرت معك، ما هي تفاصيل هذه الاتصالات؟ - هي ليست اتصالات عادية كما يخيّل. ارسل لي اخي مرتين يقول لي "انت ضابط جيد وسمعتك طيبة، اترك العمل مع المعارضة فهؤلاء عملاء للاميركيين، كما كان يتصل بي هاتفياً في الاطار نفسه، اي محاولات لثنيي عن العمل مع المعارضة وابتزازي وتهديدي عن طريق اجبار اهلي للتحدث معي هاتفياً بحضوره. الضابط "ابو خالد" اصدر لك تهديداً مبطّناً حين قال لك ان الاردن ليس بعيداً عنا. كيف تشعر وانت في عمان؟ - الخوف لا يخطر على بالي. وهذا التهديد ليس جديداً بل قديم. لكني أقيم في بلد آمن. والامن فيه محفوظ ويعود ذلك الى وجود هامش من الحرية والديموقراطية. لكن حصلت عمليات اغتيال عدة في الاردن. - وحصلت عمليات مثلها كثيرة في دول عدة وفي اوروبا. في لبنان اغتيل طالب السهيل وفي دول كثيرة حصلت عمليات اغتيال لمعارضين عراقيين. الابتزاز الاخلاقي هل عمليات الابتزاز الاخلاقي جديدة، وما حجمها؟ - الجرائم التي يقوم بها النظام ونسميها "الابتزاز الاخلاقي" تعتبر سابقة خطيرة في العراق. فلم نكن نسمع سابقاً بمثل هذه الجرائم. سمعنا بها للمرة الاولى في السبعينات. ومرّت هذه العمليات بثلاث مراحل: - الاولى من عام 70 الى 79. كانت تجري عمليات ابتزاز من هذا النوع ولكن بشكل بدائي. كأن يُقتل شخص سياسي معيّن وتحدث ضجّة بشأن مقتله، فيخرج شخص عبر التلفزيون يعلن مسؤوليته عن عملية قتل هذا الشخص السياسي لأنه تحرّش به جنسياً. وهذه حصلت مع ضابط بعثي كبير. المرحلة الثانية، اخذ جهاز المخابرات "يبرمج" هذه العمليات ويعتمدها كأسلوب منظّم في الابتزاز، وحدد لها شعبة خاصة وكوادر، وقدّم لها امكانات كبيرة للتدريب والاجهزة والتكنولوجيا. واتخذت هذه العمليات طابعاً منظّماً. المرحلة الثالثة بدأت بعد 1991، وعرفت تطويراً للمرحلة الثانية بشكل اوسع. واخذت الاجهزة الامنية تمارس هذه العمليات بشكل منظم وعادي: الامن العام لديه شعبة مختصة بهذه العمليات يمارسها تجاه المواطنين. وجهاز الاستخبارات العسكرية لديه شعبة خاصة بهذه العمليات يمارسها تجاه القادة العسكريين. جهاز الامن الخاص، الذي تشكّل حديثاً، لديه مجموعة خاصة تمارس هذه العمليات. عدي لديه عصابة تمارس هذه العمليات ايضاً. هذا الاسلوب اصبح ظاهرة يتحدث فيها العراقيون، واصبحت هذه العمليات حديث الشارع العراقي. واصبحت العائلات تخاف على بناتها بعدما انتشرت هذه العمليات بشكل كبير بعد عام 1991. بدأ صدام هذا الاسلوب اول ما بدأه مع الذين عارضوا وصوله الى رئاسة الدولة. وبعد وصوله الى السلطة اخذ يستخدم هذا الاسلوب مع المحيطين به، فالقريب منه هو المستهدف اولاً حتى يضمن ان هذا الشخص ضعيف ولا يشكل اي خطر عليه. ولذلك فكل الاشخاص المحيطين بصدام الآن يتهمون بهذه القضية - والعراقيون يتحدثون عن ذلك - خصوصاً ان صدام يلجأ الى اشاعة هذه الاخبار حولهم لاضعافهم اكثر. لماذا الصمت؟ لكن لماذا لا يتحدث الناس عن هذا الموضوع؟ - يتحدث الناس عن هذا الموضوع لكن بهمس. وهذا الهمس جزء من العملية. اذ انه مطلوب ان ينشر عن شخص معين مثل هذه الاخبار لاضعافه اجتماعياً كي لا يفكر بأي عمل معارض لصدام. ثم ان هذا الشخص الذي يتعرض لهذا الاسلوب ويبقى صامتاً يصبح شخصية ضعيفة امام نفسه لا يفكر في طموح اعلى ناهيك عن معارضة صدام. عمليات الابتزاز الاخلاقي مرّت كما قلت في مراحل عدة منذ عام 1970 وتطورت كثيراً مع ممارستها من قبل اربعة اجهزة واصبحت ضحاياها بالآلاف. هناك آلاف العائلات انتهكت اعراضها، ومئات الشخصيات العسكرية والسياسية والاعلامية وعشائرية انتُهكت اعراضها بهذا الاسلوب. اصبحت هذه ظاهرة واسعة لكنها مخفية. انا تأثرت كثيراً لهذه القضية التي حصلت معي، والاسباب ذاتية. فعلى رغم معرفتي بهذه الحقائق حينما كنت في العراق، ومع اني كنت اسمع كثيراً عن سلوك عائلة صدام نفسها، الا انني لم اكن اوافق على الحديث في هذا الموضوع، بل كنت اقول: لنتحدث عن سلوك صدام السياسي، ولا نريد ان نتحدث عن سلوكه الشخصي وتربيته ووضعه الاجتماعي ومع عائلته. والسبب وجود إرث اخلاقي عندنا. فالخلاف سياسي وهكذا يجب ان يكون. وحتى حينما التحقت بالمعارضة في الخارج تحدثت عن امور كثيرة الا انني لم أتطرق الى هذا الموضوع. ولهذا، حينما مارس صدام هذا الاسلوب مع عائلتي شعرت بألم مضاعف. اذ لو كنت تحدثت في يوم من الايام في ما يسيء الى صدام في هذا الجانب ربما لخفف ذلك عني، لكني لم اتطرق نهائياً الى هذا الجانب، ولا اقبل ان يجري حديث حوله. وهذا زاد في تأثري. وانا كتبت رسالة لصدام قلت له فيها: هذا هو شأني انا. فأنا معروف من اي عشيرة ومن اي عائلة. وهذا شأنك انت. اصبح من يدافع عن صدام وهذه الجرائم كأنه يدافع عن الرذيلة. هذه الجرائم اوجدت سابقة خطيرة في المجتمع العراقي. واتوقع للاسف ان يكون الانتقام من العناصر الامنية للنظام والتي دافعت عن صدام بالطريقة نفسها. وهذه حالة خطيرة، سندخل معها في دوامة من المآسي الجديدة مستقبلاً خلقها صدام. لم يخلف اي حاكم على مرّ تاريخ العراق مآسي كتلك التي خلفها نظام صدام. على العراقيين الارتفاع الى مستوى اكثر من الجرأة في العمل ضد صدام، يجب الحديث عن جرائم النظام بشكل عام، وليس فقط هذه الجرائم الاخلاقية وبصوت عال. وعلى هؤلاء المحيطين بصدام ويحاولون تلميع صورته او يعملون في اجهزة الحماية والامن ان يدركوا ان المستقبل ليس لصدام، المستقبل هو للشعب العراقي، وهم سيصبحون ضحايا جدد. وكنت وجّهت نداء الى كل من تعرّض لهذه الجرائم للكشف عنها. الشرف لا يعني السكوت على الطعن وانما يعني الرد العنيف. الانتقام وحقوق الانسان هل هذه دعوة للانتقام؟ - هذه ليست دعوة للانتقام، بل دعوة لعدم السكوت عن جرائم صدام، خصوصاً انه وجد ان هذه العملية ناجحة، اي ان كل من تعرّض للابتزاز الاخلاقي سكت. فلو ان هذه العمليات التي حصلت قبل 20 عاماً مثلاً كشف عنها حينها لما استمرت ولما تجرأ النظام على تكرارها. والمستقبل سيكشف كل الحقائق. وستفتح هذه الملفات التي وصلت حتى الى الاممالمتحدة. ومستقبلاً سيتم تداول هذه الملفات في الشوارع، وتتداول اسماء المجرمين، حتى ان عناصر المخابرات انفسهم سيتكلمون عن هذه الجرائم. هل التقيتم المقرر الدولي لحقوق الانسان في العراق اندرياس مافروماتيس الذي تصادف وجوده في لندن مع وجودكم؟ وهل اطلعتموه على ما جرى معكم؟ - نعم، قابلت المقرر الدولي، وفوجئت بانه يعرف كثيراً عن هذه الحقائق. كما ان منظمات اخرى لحقوق الانسان لديها امثلة اكثر بشاعة. وهذه الجرائم في العراق لا تشمل النساء فقط، بل الاطفال والرجال ايضاً. هناك شهادات لرجال اعتُدي عليهم في السجون. ومع احترامي لهذه المؤسسات التي تمارس ادوارها، لكني لا أعوّل في الرد على هذه الجريمة على هذه المنظمات، ولا حتى على الرأي العام العالمي، علماً ان هذه المنظمات تمارس دورها. الرد الحقيقي سيأتي من الشعب العراقي. فهذا الهمس الذي يدور داخل العراق له صدى لدى الشعب. وانا لا اتوقع من هذه المنظمات الدولية ان تسترد حقوق الشعب العراقي. وهي ليست الا عنصراً مساعداً اذ انها تساهم في فضح النظام واحراجه امام العالم الخارجي. الاسم الفريق طاهر جليل حبوش التكريتي العميد الدكتور سهيل دحام حسين التكريتي العميد الدكتور سمير سمعان لاوي العميد الدكتور سليمان عبدالدوري العميد نجرس مصعب عبد التكريتي العميد ابراهيم محمود العياش التكريتي العقيد برزان مطر المقدم كهلان خيرالله طلفاح التكريتي نمر عبد حسين المهندس صباح عيوب الدوري النقيب صكبان دحام علي التكريتي الوظيفة في جهاز المخابرات مدير جهاز المخابرات العامة مدير الشعبة الفنية مستشار فني/ الشعبة الفنية مستشار فني/ الشعبة الفنية مدير متابعة/ الشعبة الفنية مدير عام المتابعة مدير العمليات الخاصة مدير متابعة/ عمليات مكتب العمليات مهندس الكترون وكومبيوتر ضابط متابعة خاصة