جرت احتفالات الذكرى السادسة والعشرين لدخول الجيش التركي شمال قبرص في ما يسميه الأتراك "عملية السلام"، في الشطر الشمالي من نيقوسيا من دون حضور رئيس وزراء تركيا للمرة الأولى، وذلك نزولاً عند طلب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان من رئيس الوزراء التركي بولنت اجاويد حتى لا تستفز زيارته لقبرص مشاعر القبارصة اليونانيين، وما تزال المفاوضات القبرصية مستمرة برعاية الأممالمتحدة، ومن المتوقع عودة الطرفين القبرصيين التركي واليوناني إلى جنيف نهاية الشهر الجاري. وكالعادة، جرى عرض عضلات عسكري للقوى التركية التي تزيد عن 30 ألف جندي في الشطر الشمالي من الجزيرة، وحلقت طائرات "إف 16" التركية للمرة الأولى هناك، ومثل انقرة وزير الدفاع صباح الدين شاكماك اوغلو ووزير الدولة مسؤول الملف القبرصي شكري سيناجورال الذي ألقى كلمة أكد فيها ان الروابط بين تركياوقبرص التركية لن تنقطع أبداً، على حد تعبيره. ومن جانبه، ألقى دنكطاش كلمة كرر فيها موقفه من حل القضية القبرصية. وقال إنه إذا أراد القبارصة اليونانيون حلاً يجمع شمل القبارصة مرة أخرى معاً، فعليهم أن يروا الحقيقة ويعترفوا ب"جمهورية شمال قبرص التركية" أولاً خلال المفاوضات الجارية حالياً في جنيف والتي وصفها بأنها الفرصة الأخيرة لايجاد حل. وفي المقابل. أعلن الحداد العام في الشطر الجنوبي من الجزيرة ونكست الأعلام القبرصية ودوت صافرة الانذار في الساعة الخامسة صباحاً تذكيراً بتوقيت الانزال التركي على الجزيرة. فيما دعا الرئيس القبرصي اليوناني غلافكوس كلاريدس القبارصة الأتراك إلى مساعدتهم في مداواة جروح الماضي، وطالب المجتمع الدولي بممارسة الضغوط على تركيا لدفعها لأن تثبت أنها تريد حلاً لهذه القضية. وللمرة الأولى تجرى احتفالات ذكرى الانزال العسكري التركي على الجزيرة في جو مشحون في شمال قبرص، حيث تتكاتف قوى المعارضة ضد دنكطاش وتطالب برفع ما تسميه بالوصاية التركية على القبارصة الأتراك. كما دعت المعارضة إلى الموافقة على الاقتراح القبرص اليوناني بحل فيديرالي يوحد الجزيرة من جديد ويفتح المجال أمام القبارصة الأتراك لدول الاتحاد الأوروبي.