نيقوسيا، أثينا - أ ف ب - غداة انتخاب غلافكوس كليريديس رئيسا لقبرص لخمس سنوات اخرى ودعوته جميع القبارصة اليونانيين الى الوحدة، اعرب وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم امس الاثنين في مقابلة مع صحيفة يونانية عن "تفاؤله" بالملف اليوناني - التركي و"تشاؤمه" بالنسبة الى الملف القبرصي. كذلك وجه كليريديس "رسالة صداقة" الى القبارصة الاتراك الذي جاء منهم 30 صحافيا في صورة استثنائية من الشطر الشمالي للجزيرة. واكد انه يعتزم "متابعة الجهود مع المسؤولين القبارصة الاتراك من اجل التوصل الى حل عادل وقابل للحياة يكون لمصلحة المجموعتين والاقليات المارونية والارمنية واللاتيني". ووجه جيم نداء الى نظيره اليوناني تيودور بانغالوس دعاه في من اجل الحوار "لان علينا ان نبدا تسوية مشاكلنا وان نتصالح"، اكد جيم في مقابلة مع صحيفة "الفتيروتيبيا" مستقلة انه "ليس متشائما بل على العكس متفائل" في ما يختص بالملف اليوناني - التركي. وقال انه مستعد للبحث في اي اقتراح يوناني "بما فيه مسألة تجميد التسلح بين انقرة واثينا" واعتبر انه "يجب بحث المسائل بين الجيران قبل عرض الخلاف على المحكمة". معروف ان اليونان، التي تكرر في كل مناسبة ان المشكلة الوحيدة "الحقيقية" القائمة بين انقرة واثينا هي تحديد الجرف القاري في بحر ايجه، دعت أنقرة الى عرض الخلاف معها امام المحكمة الدولية في لاهاي من اجل تسوية "كل ما تعتبره مشكلة" مثل التشكيك بسيادتها على جزيرتين صخريتين صغيرتين في شرق بحر ايجه. في المقابل اعتبر جيم ان قبرص "مسألة اكثر تعقيدا والاشياء هنا تتعقد اكثر فاكثر. فترشيح قبرص لعضوية الاتحاد الاوروبي زاد تعقيد الوضع بالنسبة الينا والى القبارصة الاتراك وكذلك بالنسبة لالى مشكلة الصواريخ الروسية "اس -300" التي اشترتها نيقوسيا. وتابع: "ضمن هذه الشروط لست متفائلا. انا متشائم". كليريديس في نيقوسيا وجه كليريديس اثر اعلان نتائج الانتخابات اول من امس نداء الى جميع القبارصة اليونانيين دعاهم فيه الى "المحافظة على وحدتهم لكسب رهانات المستقبل". وفي اول خطاب القاه بعد اعلان انتخابه رسميا قال ان "الانتخابات انتهت والفائزون هم القبارصة اليونانيون الذين يتعين عليهم البقاء موحدين". واضاف انه سيتصل "بكل الاحزاب لتشكيل حكومة وحدة وطنية بما فيها حزب اكيل" اليساري الواسع النفوذ الذي دعم منافسه جورج ياكوفو. واشار كليريديس الى انه سيواصل السير "مرفوع الرأس في طريق الانضمام الى اوروبا والتعاون العسكري مع اليونان والجهود الرامية الى ايجاد حل دائم وقابل للحياة لمشكلة" الجزيرة التي تحتل تركيا ثلثها الشمالي منذ 1974. وشكر الرئيس الذي هتفت له الجموع طويلا رؤساء الاحزاب التي شاركت في انتخابه. واعيد انتخاب كليريديس ب 8،50 في المئة من الاصوات في مقابل 2،49 في المئة لياكوفو وتلقى الى الان تهاني رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس ووزير الخارجية البريطانية روبن كوك الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. واتصل ياكوفو، الذي كان وزيرا للخارجية من 1983 الى 1993، قبيل اعلان النتائج النهائية بكليريديس لتهنئته باعادة انتخابه. ودعا جميع الزعماء الذين دعموا كليريديس انصارهم الى "الابتعاد عن التصرف بمنطق المنتصر" معتبرين ان لا "غالب ولا مغلوب" وان "مستقبل الجزيرة رهن وحدة جميع القبارصة اليونانيين". وتنتظر كليريديس مهمة شاقة عندما ستستأنف في اذار مارس المقبل المبادرات الدولية الرامية الى ايجاد حل لتقسيم الجزيرة التي تحتل تركيا ثلثها الشمالي منذ 1974. وفي 30 آذار مارس المقبل ستبدأ ايضا مفاوضات انضمام قبرص الى الاتحاد الاوروبي. دنكطاش يهنئ ولكن... وذكرت وكالة الانباء القبرصية التركية تاك الملتقط بثها في انقرة ان زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش هنأ الرئيس القبرصي اليوناني غلافكوس كليريديس. لكنه قال انه لا يستطيع اللقاء به قبل ان يتم الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية. وقال دنكطاش للصحافيين: "منذ 34 عاماً ليس في قبرص حكومة شرعية تمثل المجموعتين التركية واليونانية في الجزيرة ... فكليريديس ليس رئيس قبرص، بل رئيس القبارصة اليونانيين ... انه لا يمثل جميع القبارصة". ويطالب دنكطاش بأن يعترف الشطر القبرصي اليوناني بجمهورية شمال قبرص التركية من اجل استئناف المفاوضات حول تسوية سياسية بين "كيانين متساويين".