نيقوسيا - أ ف ب - حذر الموفد الاميركي الى قبرص ريتشارد هولبروك من ان الولاياتالمتحدة قد تعيد النظر في دورها في المفاوضات الرامية الى ايجاد حل لمسألة قبرص المقسمة ان لم تفض مهمته المقبلة في أيار مايو الى تحقيق تقدم. وفي مقابلة مع التلفزيون القبرصي قبل مغادرته نيقوسيا أول من أمس الأحد، قال هولبروك: "عندما نعود الى هنا بعد شهر، نريد ان نتأكد من وجود ارادة حقيقية للتقدم. وان لم نجد ذلك، فلا جدوى من استمرار هذه الزيارات الديبلوماسية المكوكية التي ستصبح عقيمة". واضاف: "لا نريد ان نشارك في عرض لا معنى له ولن تمضي الولاياتالمتحدة ما تبقى من القرن بحثاً عن حل اذا كان الطرفان المعنيان لا يريدان حلاً". وأكد هولبروك ان "الولاياتالمتحدة لن تفرض حلاً على تركيا واليونان". وانتقد الاتحاد الاوروبي لقراره بدء مفاوضات لضم قبرص في وقت استبعد الاتحاد تركيا. ووصف قرار الاتحاد الاوروبي بشأن قبرص بأنه "جيد" ولكنه اعتبر في الوقت ذاته ان استبعاد تركيا من هذه المفاوضات "كان خطأ". واضاف: "لا أرى كيف يمكن لقبرص ان تسير قدماً من دون مساندة تركيا". وأنهى الموفد الاميركي الى قبرص محادثاته مع المسؤولين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك السبت الماضي، من دون تحقيق تقدم لكنه أعلن أنه سيعود مطلع أيار مايو المقبل الى الجزيرة المقسمة لمواصلة وساطته. وأجرى هولبروك الذي وصل قبرص مساء الجمعة الماضي سلسلتين من المحادثات مع الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس وزعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش. واعتبر هولبروك ان على القبارصة الاتراك واليونانيين اتخاذ بعض الاجراءات اذا ارادوا التوصل الى حل "لن يكون زواجاً بل ترتيبات او اتحاداً"، مشدداً على انه "اذا كان احد الطرفين لا يريد التقدم والتحرك لا يمكن اتخاذ اي اجراء لإجباره على ذلك لأن اللجوء الى القوة مستبعد كلياً". وكانت مهمة هولبروك تهدف الى احراز تقدم على صعيد الملف القبرصي الذي وصل الى طريق مسدود بسبب بدء مفاوضات انضمام قبرص الى الاتحاد الاوروبي. وتعارض تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية اعلنت من جانب واحد في 1983 ولم تعترف بها سوى انقره انضمام القسم اليوناني الى الاتحاد الاوروبي قبل ايجاد حل سياسي لمشكلة الجزيرة المقسمة منذ اجتياح الجيش التركي شطرها الشمالي في 1974.