سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير في مكتب باراك يتحدث علنا للمرة الأولى عن إمكانية تبادل أراض مع الفلسطينيين . مفتي القدس يرفض تصريحات حاخام اسرائيلي كبير : الأقصى للمسلمين وحدهم ولا دخل لنا في معتقداتكم
رفض مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري "جملة وتفصيلاً" تصريحات أحد الحاخامين الكبيرين في اسرائيل في شأن الحرم القدسي الشريف وأماكن دينية اسلامية اخرى مؤكداً ان "الاقصى للمسلمين وحدهم وان اراد اليهود سلاماً فعليهم ان لا يقتربوا منه". وأكد الشيخ صبري ل"الحياة" أن موقف الفلسطينيين من المسجد الأقصى هو "موقف استراتيجي ايماني فهو للمسلمين وحدهم وهو بالنسبة الينا خط أحمر ولا دخل لنا بما يعتقد به الحاخامون". وأشار الى انه يرفض "التستر تحت شعار السلام والتعايش لينقضوا على الحرم القدسي، وعلى العالم ان يدرك ان اهل فلسطين بعامة سيقفون وقفة ايمانية بحق الاقصى ووراءهم بليون و ثلاثمائة مليون مسلم". وجاء رد الشيخ صبري في اعقاب مطالبة حاخام اليهود الشرقيين السفارديم الياهو بكشي دورون في تصريح للاذاعة الاسرائيلية امس ببقاء السيطرة الاسرائيلية في الحرم القدسي مقابل نقل اماكن "يهودية" في الضفة الغربية الى السيطرة الفلسطينية في اطار حل دائم شرط ان يسمح لليهود بالصلاة فيها. وأكد المفتي أن سيطرة الاسرائيليين على اماكن مقدسة أخرى مثل الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل وقبر يوسف في نابلس ومسجد بلال بن رباح الذي حولته اسرائيل الى قبر راحيل على مدخل مدينة بيت لحم "نوع من الاعتداء بقوة الاحتلال على عقارات تعود للوقف الاسلامي". وكشفت تصريحات الحاخام اليهودي عن جزء من "المقايضات" التي ينوي ايهود باراك طرحها على الفلسطينيين والتي لا تخرج عن اطار "الخطوط الحمر الاسرائيلية" وذلك بعد مرور يوم واحد فقط على اعمال قمة كامب ديفيد الثانية التي تجري في ظل تكتم مطبق. وقال دورون ان باراك ارسل قبل ساعات من اقلاع طائرته الى واشنطن "منسق الانشطة العسكرية" في الاراضي الفلسطينية الجنرال يعقوب اور الذي يشارك ايضا في مفاوضات القمة للقاء الحاخامين دورون ويسرائيل لاو للاستفسار منهما عن مواقفهما الدينية من القضايا التي ستثار في المفاوضات ومنها الحرم القدسي وبعض الاماكن الدينية الاخرى التي ما زالت اسرائيل تسيطر عليها. واضاف حاخام اليهود الشرقيين أن "القبور والمدافن اماكن للصلاة، والمهم من وجهة النظر الدينية ليس من يملك الارض وانما السماح لليهود بالدخول اليها". وفي المقابل شدد دورون على "وجوب ان تحتفظ اسرائيل بالسيادة المطلقة على"جبل الهيكل" اي الحرم القدسي الشريف. وفي اطار "المقايضات"، اعلن حاييم رامون الوزير المسؤول عن القدس في مكتب باراك ان اسرائيل على استعداد للقبول بمبدأ"مبادلة الارض" مع الفلسطينيين. وفي أول تصريح رسمي علني أشار رامون في موتمر صحافي امس الى ان مسألة تبادل الارض ستناقش في مفاوضات في كامب ديفيد، الامر الذي عارضه باراك في الماضي معارضة شديدة. وكان مبدأ "تبادل الاراضي" قد طرح للمرة الاولى في اطار ما يعرف ب"وثيقة ابو مازن - بيلن" محمود عباس امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ويوسي بيلن وزير العدل احد قادة حزب العمل التي تم التوصل اليها عشية اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق رابين على يد يهودي في العام 1995. وورد في الوثيقة التي لم تنشر تفاصيلها كاملة حتى الآن ان تعمل اسرائيل على ضم كتل استيطانية كبيرة لها مقابل تسليم الفلسطينيين أراضي ربما في منطقة النقب بالقرب من قطاع غزة جنوبا او في شمال الضفة الغربية. وفي الفترة الاخيرة تعزز الجدل الاسرائيلي الداخلي في ما يتعلق بالاماكن التي تبدي اسرائيل "مرونة" بشأن تسليمها للفلسطينيين مقابل ضم مستوطنات يهودية محيطة بمدينة القدسالمحتلة. ولم يرفض مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني مبدأ "تبادل الاراضي" بشرط ان تعترف اسرائيل بحدود العام 1967، بما في ذلك مدينة القدسالشرقية، حدودا للدولة الفلسطينية.