افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أعمال السنة الرابعة والأخيرة للدورة الثانية لمجلس الشورى السعودي المعين، بحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وأفراد الأسرة الحاكمة وأعضاء الحكومة وعدد كبير من المسؤولين مدنيين وعسكريين. حقوق الانسان وانتقد الملك فهد في كلمة وزعت على الحضور تقارير استهدفت السعودية في شأن حقوق الانسان قائلاً: "أردت ان ألفت النظر الى ما يدور حولنا من استدراجات وغوايات تحسب انها بما تقوله أو تردده من افتراءات واختلاقات تستطيع ان تمارس علينا نوعاً من الضغوط ... وهي تلوح بموضوع حقوق الانسان من دون ان يكون لها اطلاع على حقيقة ما يجري في بلادنا، ومن دون ان يكون لها معرفة موضوعية بما تطرحه شريعتنا في هذا الخصوص من مبادئ ... ومع ثقتنا وقناعتنا بسلامة مسار بلادنا وصحة منهجها نؤكد للعالم أجمع والمنصفين بخاصة ان ليس لدينا ما نخجل منه أو نخفيه، وان أبوابنا مفتوحة وقلوبنا نظيفة ومناهجنا راسخة وان قضاءنا أولاً وأخيراً منصف لا يتغير". وحذر الملك فهد "من مغبة المحاولات لإكراه المجتمعات على التخلي عن معتقداتها وثقافاتها الخاصة". وطالب الدول الصناعية الكبرى العمل "بكل ما في وسعها للتسامح في مسألة نقل التقنية الى الدول النامية لتقليل الفوارق التنموية الهائلة بينها والدول الفقيرة". وفي الشأن الداخلي امتدح الملك فهد التعاون بين القطاعين العام والخاص، والتطور الذي شهده القطاع الاهلي السنة الماضية وقال: "ان الانجاز الجيد للمجلس الاقتصادي الاعلى هو جزء من منظومة من الاجراءات التي تعمل الدولة على تحقيقها من أجل تنويع الاقتصاد السعودي ودعمه"، وزاد ان الاقتصاد السعودي مقبل على تغيير جوهري وايجابي باتجاه معدلات التنمية، وابدى اطمئنانه الى "استقرار اسعار البترول على هذا النحو الذي اضحى اليوم مرضياً ومنصفاً للمنتجين والمستهلكين، ونحن على ثقة من تعاون شركائنا في أوبك". الى ذلك اكد الملك فهد وقوف السعودية الى جانب سورية لاستعادة كامل حقوقها، وهنأ الحكومة والشعب اللبنانيين على انتهاء الاحتلال الاسرائيلي واشاد بالمقاومة اللبنانية. وشدد على نجاح تجربة مجلس التعاون لدول الخليج العربية كونه "مشروعاً يهدف الى خلق مزيد من التآلف والتآخي بين دول المنطقة مما يضاعف من فرص التقدم والتوحد بين ابناء شعوبنا لمواجهة التحديات من ناحية ولمواكبة التطورات المتسارعة في العالم من ناحية اخرى"، وابدى تأييد السعودية ومساندتها جهود الجامعة العربية في توحيد الصف العربي ومسيرة منظمة المؤتمر الاسلامي في جمع شمل الأمة الاسلامية.