أكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ان تطور العلاقات السعودية - الايرانية سينعكس إيجاباً على العلاقات الخليجية - الايرانية خصوصاً والعلاقات العربية - الايرانية عموماً، وان السعودية ستركز في الخطة الخمسية المقبلة على قضايا التعليم والتوظيف وتوطين العمالة. أكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ان المسؤولين السعوديين والايرانيين "سيواصلون ما بدأوه من خطوات مبنية على الثقة المتبادلة والاحترام الراسخ". وقال الملك فهد، خلال افتتاح اعمال السنة الثالثة من الدورة الثانية لمجلس الشورى السعودي امس في جدة، ان تطور العلاقات السعودية - الايرانية سينعكس على العلاقات الخليجية - الايرانية وأبعد من ذلك على العلاقات العربية - الايرانية في مختلف فعاليتها، ملاحظاً ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية حقق في السنوات الماضية من عمره انجازات طيبة انعكست مردوداتها الايجابية على شعوب المنطقة، متمنياً ان تحقق المزيد من المنجزات لهذا البناء في المستقبل. وقال: "ان الله وفق السعودية وجنوب افريقيا في الوصول الى صيغة اتفاق عادلة ازاحت عن ليبيا عبئاً ثقيلاً، مشيراً الى ان ما تم الاتفاق عليه كان اساساً للنظر العادل المنصف لهذه القضية، موضحاً ان كل "جهد تبذله السعودية هو من أجل الأمة العربية وهو واجب محتم تفرضه عليها مسؤولياتها الدينية والتاريخية والحضارية". وأضاف "إننا ندرك ان هناك مشكلات محلية واقليمية ما زالت عالقة تحتاج الى بعض الوقت ومزيد من الحوار وتبادل وجهات النظر". وشدد على موقف السعودية الثابت مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة و"ضرورة ان يطبق الجانب الاسرائيلي قرارات الشرعية الدولية حتى تتحقق اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس"، معتبراً ان قرار الأممالمتحدة الذي صدر العام الماضي برفع مستوى التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية انجاز مهم على طريق اقرار الدولة الفلسطينية عضواً كامل العضوية في الاممالمتحدة. وأبدى قلقه إزاء المسيرة المتعثرة لعملية السلام في المنطقة، ودعا الى تحريكها وفق ما اتفق عليه في مدريد واوسلو وواشنطن، مشدداً على ضرورة استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني، وعلى العمل بكل قوة للحد من الغطرسة الاسرائيلية المؤدية الى التعنت الذي قد يؤدي الى انهيار عملية السلام، مشدداً في الاطار ذاته على مناشدة السعودية المجتمع الدولي لايقاف العبث الاسرائيلي في القدس وضرورة الابقاء على الوضع القانوني والديموغرافي للمدينة، لان أي تغيير في هوية المدينة لن ينفي او يلغي بأي حال حق العرب والمسلمين في المدينة المقدسة. واعاد الملك فهد تأكيد أن السعودية تدعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وهيئة الاممالمتحدة، وكل ما يضمن تنفيذ القرارات الدولية ويخدم العدل والسلام في العالم، داعياً الهند وباكستان الى ضبط النفس والحوار وتغليب العقل، ومؤكداً ان السعودية تحرص على تمتين وحدة الصف العربي والاسلامي، ومشيراً الى انه "في الوقت الذي يعود فيه الامن الى اقليم كوسوفو نتمنى ان يعود المشردون الى ديارهم وان تتحقق لشعب كوسوفو اهدافه وامانيه". وتطرق الملك فهد في كلمته الى الشؤون الاقتصادية العالمية وأشار الى "ان السعودية سعت داخل اوبيك وخارجها الى اعادة التوازن للسوق البترولية، الامر الذي كان له بالغ الاثر في ما آلت اليه السوق البترولية اخيراً من اوضاع تبعث على التفاؤل". وقال: "ان السعودية ستعلن نهاية السنة الحالية الخطة الخمسية السابعة التي سبق لمجلس الوزراء ان درسها مع مجلس الشورى"، متمنياً "ان تأتي محققة للآمال والطموحات وان توجد حلولاً عملية لقضايا التعليم والتوظيف بشكل خاص، وقضية توطين العمالة بشكل عام"، مشيراً الى ان الحكومة ماضية في برنامجها المتعلق بتنويع مصادر الدخل الحكومي وايجاد مصادر رديفة تخفف من الاعتماد شبه الكلي على البترول. واشاد الملك فهد بما يقدمه القطاع الخاص السعودي في تحقيق التنمية الشاملة مشيراً الى ان ثقة السعودية في قطاعها الخاص هي التي ساعدت على تطبيق فكرة التخصيص ليتولى القطاع الخاص دوره في ادارة بعض المرافق الخدمية مثل الاتصالات، بالاضافة الى اعطاء القطاع الخاص دوراً اكبر في ادارة وتشغيل بعض المرافق المهمة، مثل اسناد اعمال تشغيل وصيانة وادارة الارصفة والمعدات التابعة للموانئ للقطاع الخاص بأسلوب التأجير، بالاضافة الى اعادة تنظيم قطاع الكهرباء ومنح بعض شركات الاسمنت امتيازات من شأنها رفع فعاليات تلك الشركات. واضاف ان السعودية حققت في العام الحالي كثيراً من الانجازات الاقتصادية، مثل حقل شيبة الذي تم افتتاحه ومنح شركة معادن امتياز تعدين لاستغلال خام الذهب والفضة، مشدداً على ان السعودية ماضية للانضمام الى منظمة التجارة العالمية. وجدد الملك فهد التزامه توصيل كافة الخدمات للمواطنين السعوديين في كافة المناطق، وتأمين فرص العمل للشباب في القطاعين الحكومي والخاص.