جنيف،الخرطوم - رويترز، ا ف ب - قالت الاممالمتحدة امس ان آلافاً من المدنيين والعسكريين الاريتريين يعبرون الحدود الى داخل السودان هرباً من القتال الدائر بين القوات الاثيوبية والاريترية. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف ان ما يصل الى 18 ألفاً من الاريتريين دخلوا الاراضي السودانية منذ الخميس الماضي. وذكر رون ردموند الناطق باسم المفوضية: "الان نسمع عن ان ما يصل الى 80 ألفاً ربما اوشكوا على عبور الحدود الا انه لا يمكننا تأكيد هذا العدد". واضاف ان "عدداً كبيراً" من الجنود الاريتريين كانوا بين من عبروا الى السودان، وان القوات السودانية نزعت اسلحتهم. وقال ردموند: "يتم حاليا توجيه الجهود نحو هذه الاعداد الجديدة والتدفق المحتمل الذي من الممكن ان نشهده على طول هذه الحدود"، مشيراً إلى تقارير عن ان مئات الآلاف من النازحين الموجودين داخل اريتريا بدأوا الفرار شمالاً بعد الهجوم على بلدة بارنتو، وهي نقطة امداد اريترية مهمة للجبهة الغربية الواقعة على بعد 70 كيلومتراً إلى الجنوب. وقال "برنامج الغذاء العالمي" التابع للامم المتحدة ان الذين شردوا بسبب الهجوم الاثيوبي على بلدة بارنتو يصل الى 340 ألفاً. ونقلت كريستيان بيرثياومي الناطقة باسم البرنامج عن السلطات الاريترية انها تقدر عدد الذين شردتهم الحرب بنحو 5.1 مليون نسمة. وقالت الناطقة: "هذا رقم كبيرا جدا لان عدد سكان اريتريا اربعة ملايين نسمة... ويقدر برنامج الغذاء العالمي ان الحاجات الغذائية للنازحين ستكون كبيرة للغاية... وتقلقنا هذه الاوضاع كثيراً". ويأتي التدفق الأخير للاريتريين على السودان قبل ايام فقط من اعتزام الاممالمتحدة اعادة توطين اللاجئين الاريتريين الموجودين في السودان منذ 25 عاماً والذين يقدر عددهم بنحو 160 ألفاً. وقال ردموند ان المفوضية العليا للاجئين في وضع يمكنها من التعامل مع أي طارئ لأن لديها بالفعل 12 مخيما على طول الحدود يقيم فيها 160 ألفاً من اللاجئين الاريتريين. في الخرطوم، افادت الصحافة السودانية الصادرة ان سلطات محافظة كسلا شرقا اعلنت حال التعبئة الشاملة لاستقبال عشرات الاف اللاجئين الاريتريين. وأعلن حاكم كسلا ابراهيم محمود حميد "حال تعبئة شاملة" لاستقبال جنود ومدنيين اريتريين من بينهم نساء واطفال وشيوخ فروا من اريتريا بعد سقوط بارينتو. وأضاف اللواء حميد ان السلطات السودانية بدأت في نزع سلاح الجنود الاريتريين وشكلت لجان مساعدة بالتعاون مع المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين داعيا الاسرة الدولية والمنظمات الانسانية الاخرى الى تقديم مساعدات طارئة لمواجهة "وضع يتفاقم شيئاً فشيئاً على الحدود". وقال "ان سكان محافظة كسلا قدموا أغذية وأدوية للاجئين لأن الوضع تجاوز امكانيات الدولة".