لم تنته فصول قصة الطفل الكوبي إليان غونزاليس بعد نجاح عملية انتزاعه من منزل أقاربه بالقوة وإعادته إلى والده، وإنما فتحت سجالاً سياسياً بين المرشحين للرئاسة وبين الحزب الجمهوري وإدارة الرئيس بيل كلينتون. حاول نائب الرئيس آل غور، مرشح الديموقراطيين لانتخابات الرئاسة هذه السنة، استيعاب نقمة الناخبين من أصل كوبي، فنأى بنفسه عن المشاركة في قرار استخدام القوة، وانتقد طريقة اقتحام منزل أقارب إليان. وتمنى غور في بيان لو ان هذه القضية حلّت من خلال المحاكم العائلية. وكان غور تغيب أخيراً عن حفلة اقيمت في ميامي لجمع تبرعات لدعم حملته الانتخابية، تجنباً لردود فعل سلبية من جانب بعض كوبيي الأصل. وسعى مساعدو غور إلى استبعاد مسؤوليته في المشاركة في قرار وزيرة العدل جانيت رينو بانتزاع إليان بالقوة، خصوصاً ان مواجهات عنيفة اندلعت بين الكوبيين ورجال الشرطة اثر عملية "جمع العائلة". ومع ذلك، لم يسلم غور من انتقادات الجمهوريين. إذ استغل بعض المؤيدين للمرشح الجمهوري جورج دبليو بوش عدم مشاركة آل غور في القرار لاتهامه بأنه لا يقوم بدوره كنائب للرئيس. أما بوش فكان أكثر ارتياحاً بالتعبير عن رغبته في استمالة الناخبين من أصل كوبي. فأعلن ان مشاهد عملية اقتحام المنزل "لا تعكس القيم الأميركية ولا تعطي العالم الصورة التي تريد أن تظهر فيها كأمة محبة". وركز بوش وزعماء الجمهوريين انتقاداتهم على إدارة كلينتون - غور وليس على كلينتون وحده. ويحاول كلا المرشحين الفوز بولاية فلوريدا في انتخابات الخريف المقبلة، ويلعب الناخبون من أصل كوبي في ميامي دوراً مؤثراً في هذه الولاية. ولذلك استغل الحزب الجمهوري موضوع إليان منذ الأيام الأولى بعدما دلّت الاستطلاعات الأولية إلى أن غور يتقدم فيها على بوش. إلى ذلك، شرحت عائلة أقارب إليان، في مؤتمر صحافي في واشنطن، تفاصيل وقائع العملية وما تعرض له أفراد العائلة من رعب إثر اقتحام رجال شرطة دائرة الهجرة لمنزلهم. وافتتح السناتور الجمهوري بوب سميث، من ولاية نيوهامشاير، المؤتمر الصحافي بانتقاد شديد لعملية الانتزاع، موجهاً اللوم إلى كلينتون ورينو. وانتقد سميث أيضاً الاجراءات القانونية، وقال إنها مخالفة للأعراف، لأن أي محكمة أو قاضٍ لم يعطيا الموافقة، كما شكك بمواقف كلينتون المدافعة عن حقوق الإنسان، قائلاً "إن كلينتون رفض ضرب العراق في شهر رمضان، وها هو يأمر باقتحام منزل عائلة في أسبوع الفصح". أما زعيم الأكثرية الجمهورية ترنت لوت في مجلس الشيوخ، فأصدر بياناً قال فيه "إن استخدام هذا النوع من القوة لم يكن مبرراً". ومن جهته، استغل بات يوكانان، الذي يسعى إلى ان يكون مرشح حزب الاصلاح للرئاسة، صور ومشاهد اقتحام منزل أقارب إليان، ووصفها بأنها "أساليب دولة بوليسية". ولا يزال إليان ووالده في واشنطن، حيث يقيمان تحت حراسة شديدة، بعدما وعد والد إليان وزارة العدل بعدم العودة إلى كوبا قبل انتهاء الاجراءات القانونية.