بدأ حاكم ولاية كاليفورنيا السابق، جيب بوش، رسمياً حملته للفوز بترشح الحزب الجمهوري للمشاركة في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2016، في خطاب حاول فيه الخروج من صورة الوريث السياسي لشقيقه ووالده، رئيسي الجمهورية السابقين، وأعلن ترشحه في مدينته ميامي بولاية فلوريدا، قائلا، "سوف نمسك بزمام مستقبلنا مرة أخرى في هذا البلد"، وجاء إعلان ترشحه وسط اهتمام فاتر من الجمهوريين المعتدلين الذين سيتعين عليه الفوز بدعمهم إذا ما أراد ضمان تسمية حزبه له. القرن الأعظم وشدد بوش على أنه لن يتعامل مع أي شخص أو أي شيء بوصفه أمرا مسلما به. وتعهد بوش، في شريط فيديو عرض في حفل إعلان ترشيحه قبيل خطابه، بحماية الناس المستضعفين في المجتمع، وإزالة الحواجز أمام الحراك الاجتماعي. وفي الفيديو الذي حمل عنوان "القرن الأعظم" قال بوش: "أرى بلادا عظيمة على وشك أن تدخل قرنها الأعظم، وانا جاهز للقيادة". وفي خطاب ألقاه في ميامي بولاية فلوريدا أمام حوالى ثلاثة آلاف من مناصريه، بحسب المنظمين، قال جيب بوش (62 عاما): "أنا مرشح لرئاسة الولاياتالمتحدة"، وذلك بعد أكثر من ستة أشهر على تأكيده رغبته بالوصول إلى البيت الأبيض. وأضاف: "لا أحد منا يستحق المنصب بسبب سيرته الذاتية أو حزبه، أو أقدميته أو عائلته. الأمر لا يتم بالدور. يجب على الجميع أن يخضعوا للامتحان، وليس هناك أحد أوفر حظا، وهذا تماما ما يجب أن تكون عليه الانتخابات الرئاسية". وحضر حفل إعلان قرار الترشح حشد من أركان عهدي والده وشقيقه اللذين بالمقابل كانا الغائبين الأكبرين عن هذا التجمع. وأضاف المرشح الجمهوري: "لن أعتبر أي شيء أو أي شخص مضمونا. سأقوم بحملة انتخابية بقلبي، سأقوم بحملة من أجل أن أفوز". وأكد بوش، الذي يعد لحملته منذ مدة عبر بدئه بجمع التبرعات، أن الأميركيين يستحقون أفضل من رئيس ديموقراطي بعد ثمانية أعوام من حكم باراك اوباما. وأشار إلى أن "الحزب الحاكم في البيت الأبيض يخطط لانتخابات تمهيدية من دون تشويق، من أجل انتخابات من دون تغيير" في إشارة إلى وضع هيلاري كلينتون المرشحة المفضلة لدى الديموقراطيين. وأضاف: "أنا وأنتم نعلم أن الولاياتالمتحدة تستحق أفضل من ذلك". وأضاف: "سنعود من بوابة المشاريع الحرة والشعب الحر. أعلم أن بإمكاننا فعل ذلك، لأنني فعلتها". وقال: "لا يوجد أي سبب يمنعنا من أن يكون لدينا نمو سنوي بنسبة 4 في المائة، وهذا سيكون هدفي كرئيس، نسبة نمو ب4 في المائة من شأنها أن تتيح 19 مليون فرصة عمل". ووعد المرشح الجمهوري بالتصدي للنقابات و"للبيروقراطية" في العاصمة الفدرالية. وأضاف: "نحن بحاجة إلى رئيس مستعد لأن يعيد النظر وأن يقلب رأسا على عقب كل الثقافة السائدة في عاصمتنا". وفي معرض تطرقه إلى السياسة الخارجية، عمد إلى تقييم سنوات حكم "اوباما-كلينتون-كيري" والتي اعتبر أنها كانت سببا في تأجج الأزمات الخارجية. وكانت مسيرة جيب بوش السياسية انطلقت من فلوريدا التي كان حاكما لها بين 1999 و2007 وهي خبرة يريد إبرازها بالمقارنة مع شقيقه ووالده لإقناع الرأي العام الأميركي بجدارته الشخصية. وبعدما قاطع متظاهرون خطابه، كرر جيب بوش التزامه بأن "على الرئيس المقبل للولايات المتحدة أن يقوم بإصلاح حقيقي لنظام الهجرة". وألقى بوش خطابه في مدينة ميامي، حيث تشكل الجالية الكوبية-الأميركية ثقلا كبيرا ومؤثرا. وكان الكثيرون من أنصاره المتحدرين من أصول لاتينية حاضرين في القاعة، بما في ذلك مغنون من أصل كوبي ووالدة فتاة مقعدة من أصول كولومبية. كما أن زوجة جيب بوش، كولومبا، مكسيكية الأصل. «جيب مختلف وقال جيب للصحافيين المرافقين له الجمعة: "آمل أن تكون الرسالة التي أوجهها مليئة بالأمل والتفاؤل وغير مثقلة بأعباء الماضي". وكرر جيب الذي لا يريد التطرق إلى رئاسة شقيقه، مدى إعجابه به وبوالدهما الرئيس الأسبق لكنه شدد على أن "جيب مختلف عن جورج". وأقحم جيب بوش نفسه في مأزق حول مسألة العراق. فبعدما دافع في مرحلة أولى عن قرار شقيقه غزو العراق، غير موقفه مؤخرا بقوله، إنه لو كان كان رئيسا يومئذ ما كان أمر بذلك. وكان جيب يتقدم على المرشحين الآخرين في استطلاعات الرأي التي أجريت في مطلع العام، لكن هذه الأفضلية زالت تقريبا، فقد لحق به بحسب موقع ريل كلير بوليتكس دوت كوم، حاكم ويسكونسون سكوت ووكر والسناتور ماركو روبيو. وعدد المعلق اريك اريكسون مؤخرا المشاكل التي تعاني منها حملة جيب من بينها أنه عدل موقفه ليبتعد قليلا عن الايديولوجية العقائدية التي كان يتسم بها عندما كان حاكما. وفي المضمون، تمايز جيب عن منافسيه عندما دعا إلى إصلاح نظام الهجرة مع إفساح المجال أمام تطبيع على نطاق واسع. وحول التعليم، أحد مواضيعه المفضلة، فهو يدعم إصلاحا وطنيا للبرامج يرفضه حزب الشاي المحافظ. وركز جيب على التعليم في تسجيل فيديو دعائي تم بثه، الأحد، وتحدث فيه عن برنامج أطلقه في فلوريدا يمنح التلاميذ المتحدرين من أوساط متوسطة، قسائم تتيح لهم دفع الرسوم في مدارس خاصة. كما تولى جيب حتى العام الماضي، إدارة مؤسسة الامتياز التعليمي التي دعا فيها إلى رفع مستويات التعليم الأميركية التي تعتبر ضعيفة مقارنة بدول كبرى أخرى منافسة للولايات المتحدة. ووجد بوش وجد نفسه في الأسابيع الأخيرة في موقف دفاعي بسبب الحرب على العرق التي شنها شقيقه الرئيس السابق جورج دبليو بوش، إذ ظل متعثرا في توضيح موقفه منها. دعم فاتر وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز وشركة إيبسوس المتخصصة، أن الحاكم السابق لولاية فلوريدا، جيب بوش بدأ حملته لانتزاع الترشيح الحزبي للرئاسة باهتمام فاتر من الجمهوريين المعتدلين الذين سيتعين عليه الفوز بدعمهم إذا ما أراد ضمان تسمية حزبه له رغم أنه يتسلح بعامل قوي هو معرفة الناس بعائلته. ويشير استطلاع الرأي إلى احتمال أن يواجه المرشح الأشهر في الحزب الجمهوري مصاعب في المستقبل خصوصا مع اعتماده على دعم الناخبين المعتدلين للتعويض عن قبوله المحدود بين المحافظين الذين يلعبون دورا هائلا في عملية تسمية المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري. وقال فيرجوس كالن وهو رئيس سابق للحزب الجمهوري في نيوهامبشير ويتخذ موقفا محايدا في الحزب: إن "واحدة من نقاط القوة الثابتة لبوش هو أنه مقبول لدى الشريحة الأوسع من الحزب." وأضاف: "لكن يبقى السؤال: هل سيكون الخيار الأول لما يكفي من الناس." ويقول 14 في المائة من الجمهوريين، إن بوش هو مرشحهم المفضل في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 ويضعونه في طليعة الميدان الجمهوري الذي يكتظ بالمرشحين على الرغم من جاذبيته المحدودة بين المحافظين الأكثر تشددا. ويعود تقدم بوش في السباق الانتخابي إلى قوته النسبية بين المعتدلين الذين يشكلون أكثر من نصف الناخبين في الحزب. ويستحوذ بوش على دعم 18 في المائة من هؤلاء الناخبين، متفوقا بست نقاط على الأقل عن أقرب منافسيه الحاليين مايك هوكابي حاكم أركنسو السابق. ويعتبر اسم عائلة بوش الغني عن التعريف رصيدا له لدى أولئك الذي يتذكرون باعتزاز فترات رئاسة والده جورج بوش وشقيقه جورج بوش. وقال الكثير ممن أجريت معهم مقابلات لمتابعة آرائهم إثر الاستطلاع: إنهم يدعمونه لأنهم ببساطة لا يعرفون المرشحين الباقين.