اصبحت قضية لجوء الطفل الكوبي إليان غونزاليس الى الولاياتالمتحدة، مطروحة على "أعلى المستويات"، بعدما اختارها نائب الرئيس الاميركي آل غور منطلقاً لاتخاذ اول موقف معارض لسياسة الرئيس بيل كلينتون، مؤيداً بقاء الطفل في الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك، استعد والد إليان للسفر الى الولاياتالمتحدة، مدعوماً من الزعيم الكوبي فيديل كاسترو الذي قرر ان يوفد معه فريقاً من الاخصائيين مهمتهم "تكييف الطفل" مع العودة الى بلاده، بعدما طابت له الاقامة في اميركا. وكان إليان غونزاليس 6 أعوام الناجي الوحيد من غرق زورق يقلّه وأمه التي قضت في الحادث ومعها عدد من الكوبيين، لدى محاولتهم الوصول الى شواطئ فلوريدا أواخر تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ووجده خفر السواحل الاميركيون معلقاً بأنبوب وضعته عليه والدته لدى غرق القارب. وسلموه الى اقاربها في فلوريدا الذين كانوا ينتظرون وصولها، فسارع هؤلاء الى طلب اللجوء له، الامر الذي عارضته الادارة الاميركية، بعدما طالب والده في كوبا باسترداده. والملفت ان إليان تأثر سريعاً بثقافة الافلام الاميركية الى درجة انه اعرب في مقابلة صحافية وحيدة اجريت معه اخيراً عن اقتناعه بأن والدته لم تمت، بل فقدت ذاكرتها، لذا لا تستطيع الوصول اليه. وساعد في تكيّفه مع المجتمع الاميركي ارتياده المدرسة في ميامي والاهتمام الذي أولته اياه الجالية الكوبية المناهضة لكاسترو والراغبة في الاستفادة من القضية سياسياً. ونجحت الجالية الكوبية في كسب تعاطف الرأي العام الاميركي، الى درجة دفعت آل غور الى الابتعاد عن موقف البيت الابيض، خصوصاً أن جورج بوش الابن منافسه في الانتخابات الرئاسية، ايد منح اللجوء للطفل. ودعا غور الكونغرس الى اعتماد قانون يمنح الاقامة الدائمة لكل من إليان ووالده وزوجة الاخير واخيه، اضافة الى جدتي الطفل وجده. ورأى أن هذا القانون يضع حداً لجدل يستند في الجانب المقابل الى "أحقية" الوالد في حضانة ابنه. وفي الوقت نفسه، بدا النظام الكوبي متفائلاً بتحقيق "انتصار" في هذا الشأن لدى اتخاذ ادارة الهجرة قرارها النهائي في غضون ايام. واعلن كاسترو ان معلمين وخبراء قانونيين ونفسيين واطباء سيرافقون والد إليان الى واشنطن حيث سيتخذون من البعثة الديبلوماسية الكوبية هناك مقراً لهم استعداداً "لاعادة تكييف" الطفل وتحضيره للعودة الى بلاده. وبدا ان الادارة الاميركية وجدت مخرجاً للقضية في نقل الطفل الى رعاية ابيه على الاراضي الاميركية.