سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعارضة الكندية دعته إلى قطع جولته تجنباً لتصريحات "خرقاء" . كريتيان يستمع إلى موقف لبنان من الانسحاب واللاجئين ومصادر ديبلوماسية تنفي تأييده احتفاظ إسرائيل بطبريا
استمع رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان الى وجهة نظر لبنان في شأن قضية اللاجئين الفلسطينيين والقرار الدولي الرقم 425 والتهديدات الاسرائيلية التي ترافق الحديث عن هذا القرار في تل أبيب. وكان كريتيان وصل ظهر امس الى بيروت آتياً من القاهرة في اطار جولة شرق أوسطية، والتقى رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص الذي رحب به وقال: "انها فرصة لنبحث في تطورات الوضع على صعيد مسيرة التسوية في ضوء ما يكتنفها من صعوبات وما يواجهها من عثرات بسبب الموقف الاسرائيلي المتعنت خصوصاً على المسار السوري علماً ان لبنان يتمسك بتلازم المسارين اللبناني والسوري". وأوضح الحص بعد اللقاء "ان مسألة اشتراك كندا في القوة الدولية في الجنوب ليست مطروحة، وهي موضوع سابق لأوانه". وقال: "لم نتطرق الى استضافة كندا اللاجئين الفلسطينيين لأننا نعتبر ان قضيتهم مبدئية والحل يكون مبنياً على حق العودة الذي هو الأساس". والتقى كريتيان رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ان يزور اليوم رئيس الجمهورية اميل لحود، بعدما وقع مساء امس اتفاقاً للتعاون القنصلي بين البلدين. وقالت مصادر بري انه قال لكريتيان "اذا أراد الاسرائيليون الانسحاب وفقاً للقرار 425 من دون ان يبقوا على أي شبر، فلينسحبوا، لكن لا يطلبن أحد منا أي ضمانات لأننا لا نتحمل وزر ما يحصل بعد حصول الانسحاب". وعن عملية السلام قالت المصادر ان بري اكد لرئيس الوزراء الكندي "ان لا احد يضمن ماذا يحصل اذا استمرت اسرائيل في تعطيل عملية السلام. ومن دون سلام مع سورية ليس هناك سلام ولا أحد يضمن احداً". وشدد بري على "ان لبنان لا يقدر ولا ينوي فك مساره التفاوضي من اجل السلام، مع سورية". وأثناء الغداء وقبل ان يصدر النفي الكندي لتأييد كريتيان احتفاظ اسرائيل ببحيرة طبريا، سأل بري ضيفه الكندي "مساحة بلدكم اكبر من مساحة الولاياتالمتحدة. اذا جاء بلد صديق لكم وطلب منكم بضعة أمتار هل تعطونه اياها؟". وذكرت المصادر ان بري شرح لكريتيان أهمية الأرض والسيادة بالنسبة الى العرب وارتباطها بالكرامة. ونفت المصادر ان يكون كريتيان نقل اي اقتراحات او افكار بالنسبة الى موضوع الانسحاب الاسرائيلي. وكانت مصادر ديبلوماسية كندية في دمشق نفت امس ما نسب من تصريحات الى كريتيان خلال زيارته اسرائيل حيث نقل عنه تأييده مطالبة اسرائيل بالاحتفاظ ببحيرة طبريا. وقالت المصادر "ان كندا ايجابية جداً حيال جميع الاطراف ولا تتبنى أي موقف لأي من الأطراف"، لافتة الى ان رئيس الوزراء "سيأخذ فرصة كاملة ليشرح للرأي السوري موقف كندا من هذه المواضيع". من جهة اخرى، اعلنت السفارة الكندية في العاصمة الاردنية عمان امس ان كريتيان "نفى جملة وتفصيلاً" الأنباء التي تحدثت عن اقتراح بأن تستضيف بلاده 15 ألف لاجئ فلسطيني. وقالت: "لا يوجد اتفاق مع اسرائيل او اي جهة اخرى لاستقبال اللاجئين في كندا". وأوضح "ان كريتيان صرح اثناء رحلته من مصر الى لبنان ان مسألة اللاجئين الفلسطينيين يجب ان تحل من خلال الجهات المعنية في المنطقة". وأعلنت سفيرة كندا في دمشق الكسندرا بوغاليسكيز في مؤتمر صحافي لمناسبة زيارة كريتيان في 17 الجاري لسورية، حيادية موقف كندا من موضوع اللاجئين الفلسطينيين باعتبارها رئيسة لجنة اللاجئين في المفاوضات المتعددة الاطراف. وقالت ان بلادها "لن تتدخل مباشرة في وضع حلول مباشرة لهذه القضية". ونفت ان تكون كندا وضعت حلولاً مسبقة لهذه المشكلة أو انها تقبل تهجير عدد من اللاجئين الفلسطينيين وقبولهم في أراضيها الآن"، مؤكدة "ان هذا الموضوع يجب ان يكون ضمن محادثات الأطراف المعنيين". وأوضحت بوغاليسكيز ان كريتيان سيبحث خلال زيارته في تحسين العلاقات الثنائية والتعرف شخصياً الى الرئيس السوري حافظ الأسد ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى ميرو والبحث في عملية السلام. وأكدت "ان الوضع في الشرق الأوسط مهم في المرحلة الراهنة، ولافت نتيجة تطورات عملية السلام"، مشيرة الى ان كريتيان سيشجع رؤساء الحكومات والدول على "ان يتخذوا القرار الحكيم لتحقيق السلام في المنطقة لأن الأهم ان ندخل الألفية الثالثة بشيء من الوئام والوفاق". وأشارت الى ان كندا لا تنخرط مباشرة في عملية السلام لكنها معنية بها نتيجة وجود قوات لها ضمن قوات الفصل الدولية في الجولان منذ 25 عاماً". وأعلنت ان رئيس الوزراء الكندي سيبحث خلال زيارته في عملية الاصلاح الاقتصادي في سورية وتوسيع العلاقات التجارية لكنها اكدت "عدم وجود مشاريع مسبقة". ومن المقرر ان يصل كريتيان الى السعودية في 18 الجاري في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وصرح كريتيان في بيان صادر عن السفارة الكندية في الرياض ان بلاده "أدت دوراً مهماً في عملية السلام" وانه سيستكشف الوسائل التي يمكن من خلالها تحريك عملية السلام في المنطقة"، مشيراً الى انه يتطلع الى البحث في عدد من القضايا السياسية والاقتصادية مع قادة الدول التي سيزورها. وأضاف البيان ان رئيس وزراء كندا سيقوم "بتحري الوسائل التي يمكن من خلالها الاستفادة من الخبرات الكندية في مجالات حفظ السلام وإزالة الألغام وقضايا التنمية واللاجئين، وسيحاول تعزيز علاقاتها التجارية في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد نمواً سريعاً". في المقابل، دعت المعارضة في مجلس العموم الكندي أوتاوا أ.ف.ب كريتيان الى قطع جولته والعودة الى كندا لتجنب ادلائه بتصريحات جديدة "خرقاء". وقال رئيس الحزب المحافظ جو كلارك في ختام اجتماع لحزبه ان "هذا النوع من الاخطاء خلال ثلاثة ايام متتالية، امر لا يصدق". وقالت المعارضة ومعظم وسائل الاعلام في كندا ان كريتيان ارتكب ثلاث زلات لسان خلال ثلاثة ايام، وأثار غضب كل من الفلسطينيين والاسرائيليين والسوريين عندما امتنع على التوالي عن زيارة القدسالشرقية وألمح الى ان للفلسطينيين الحق في التهديد باعلان دولة مستقلة من جانب واحد، وأعطى الاسرائيليين الحق في الاحتفاظ بالسيطرة على بحيرة طبريا. لكن نائب رئيس الوزراء هيرب غراي رد على الانتقادات بالقول ان تصريحات كريتيان لم تثر اي تعليق سلبي لدى القادة الذين التقاهم. مذكرة فلسطينية الى ذلك، سلم وفد من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين مسؤولي السفارة الكندية في لبنان نص مذكرة سياسية عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين موجهة الى كريتيان، انتقدت تجاهل لجنة اللاجئين القرار الدولي الرقم 194 الذي يكفل لهم حقهم في العودة. واستغربت "ما نسب إلى الحكومة الكندية عن موافقتها على مشروع تهجير 15 ألف لاجئ فلسطيني لتوطينهم في كندا". ودعت الى "تطبيق قرارات الشرعية الدولية" مؤكدة "أن الشعب الفلسطيني لن يرضى أي بديل من وطنه، مهما بلغت الإغراءات". وتناولت خدمات وكالة "أونروا" التي علقت وانعكاس ذلك على اللاجئين. وأعلنت "رفضها المساس بوضع المخيمات ورفض مشاريع تصفيتها أو نقل اللاجئين منها". ودعت الى السعي لدى الحكومة اللبنانية لإقرار الحقوق الإنسانية للاجئين خصوصاً حق العمل والسماح بإدخال مواد البنى التحتية الى مخيمات منطقة صور". وزار وفد من الجبهة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين.