غزة، القدسالمحتلة - أ ف ب - وصل رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان امس الى قطاع غزة في اطار زيارة الى المنطقة شملت اسرائيل ايضا. وجرى له استقبال رسمي لدى وصوله وانتقل على الفور لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وهذه اول زيارة رسمية يقوم بها رئيس حكومة كندي الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية. وأكد عرفات خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الكندي في مكتبه في غزة بعد محادثاتهما ان "الجولة الثانية من مفاوضات واشنطن لم تشهد اى شيء ايجابي". واضاف انه سيتناول هذا الموضوع خلال اجتماعه المقبل مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون في العشرين من الشهر الجارى في واشنطن. ودعا عرفات الى "دور اميركي فاعل وكذلك دور عربي ودولي وكندي واوروبي فى هذه المفاوضات"، وقال: "نحن نصر اصراراً كبيراً على مثل هذا الدور". واوضح عرفات "ان الاستيطان عمل غير شرعي حسب قرارت الاممالمتحدة والمواقف الدولية الواضحة والولايات المتحدة نفسها اعتبرته مدمراً لعملية السلام"، مشيراً الى ان "اتفاقية اوسلو نصت على حل قضية القدس والمستوطنات في اطار مفاوضات الوضع النهائي". من جهة اخرى وفي رد له على سؤال عن عدم زيارته القدسالشرقية ولقائه مع فيصل الحسيني اجاب كريتيان "لا اريد ان أتدخل في قضايا داخلية". وقال في هذا السياق: "انا هنا في غزة لان الرئيس عرفات دعاني الى هنا وامس كنت في اسرائيل لان رئيس الوزراء دعاني الى هناك... وانا ضيف ولا اريد ان اتدخل في قضايا داخلية". وبعد محادثات اجراها امس مع نظيره الاسرائيلي ايهود باراك والرئيس عيزر وايزمان ووزير الخارجية ديفيد ليفي، هنأ كريتيان اسرائيل على سعيها الى السلام، وقال ان بلاده "تؤيد" القرار الاسرائيلي بالانسحاب من جنوبلبنان بحلول تموز يوليو المقبل. وأثار قرار رئيس الوزراء الكندي عقد لقاء مع رئيس بلدية القدس الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس ورفضه عقد لقاء مماثل مع فيصل الحسيني المسؤول عن ملف القدس في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، انتقادات حادة من قبل الجانب الفلسطيني الذي رأى ان الخطوة "تتناقض مع الموقف الكندي من القدس". وقال مسؤول في "بيت الشرق" لوكالة "فرانس برس": "نعتبر قرار رئيس الوزراء الكندي مزعجا ويتعارض مع موقف كندا الرسمي الذي لا يقر باحتلال اسرائيل للقدس الشرقية". وأضاف: "كنا نتمنى لو زار القدسالشرقية والتقى مع الحسيني في بيت الشرق ليسمع المخاطر التي تواجه عملية السلام خصوصا بسبب السياسة الاسرائيلية في المدينة المقدسة". وكان كريتيان التقى اول من امس في فندقه بالقدس الغربية وفي اطار لقاءاته مع المسؤولين الاسرائيليين، مع اولمرت رئيس بلدية القدس التي لا يعترف الفلسطينيون بشرعية سلطتها على القدسالشرقيةالمحتلة. ورفض كريتيان بالمقابل اللقاء مع الحسيني سواء في "بيت الشرق" او في احدى المؤسسات الفلسطينية في المدينة كما درجت العادة مع كافة المسؤولين الاجانب الذين يزورون اسرائيل والمناطق الفلسطينية. وعرض الكنديون بالمقابل ارسال "الرجل الثاني" في الوفد للقاء الحسيني وهو بيير بانييه، وهو عضو في مجلس الشيوخ ووزير سابق. وقال مسؤول في "بيت الشرق" انه "في حال قدوم بانييه بعد ظهر اليوم الى بيت الشرق فسيتم استقباله وسنسلمه رسالة احتجاج شديدة على الموقف الكندي". ويعتبر عدم قيام كريتيان بالاجتماع مع الحسيني سابقة هي الأولى من نوعها لم يسبق لأي مسؤول غربي ان قام بها. ويتخوف الفلسطينيون من ان يتم تكرار مثل هذا الأمر بفعل الضغوط الاسرائيلية، وهو ما يعني بالنسبة اليهم بداية تراجع في الدعم الدولي لحقهم في ان تكون القدسالشرقيةالمحتلة عاصمة دولتهم المستقبلية وإقراراً غير مباشر بسيادة اسرائيل على كامل المدينة. وانتقدت اوساط فلسطينية "التقسيم" الزمني لزيارة كريتيان الذي أمضى بضع ساعات فقط في المناطق الفلسطينية مقابل ثلاثة ايام في اسرائيل، كما انه لم يوافق على زيارة مخيم كندا للاجئين الواقع على الحدود بين قطاع غزة ومصر والذي ترعاه دولته بشكل خاص.