} شكلت عملية السلام واحتمالات استئنافها والانسحاب الاسرائيلي من لبنان والمخاوف من توطين الفلسطينيين المحور الاساسي في النشاط الرسمي خصوصاً في ظل زيارة الموفد الاوروبي لعملية السلام ميغل أنخل موراتينوس لبيروت، وقرب زيارة موفد روسي لها. بيروت - "الحياة"، القدسالمحتلة أ.ف.ب. - شدد رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود، خلال لقائه موراتينوس امس، على الثوابت اللبنانية المعروفة في شأن اعادة اطلاق عملية السلام، وأهمية ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وشكر للاتحاد الاوروبي اهتمامه بالقضايا الاقليمية وتعاونه الثنائي مع لبنان في مجالات عدة. وقال موراتينوس، بعد اللقاء، انه "يحضر للخطوات والالتزامات التي سيكون الاتحاد الاوروبي مستعداً للقيام بها لمساعدة لبنان على احلال سلام نهائي في المنطقة". وأضاف انه اطلع لحود على المشاورات التي اجراها مع مختلف الاطراف المعنيين بعملية السلام. وأكد ان "لبنان جزء اساسي في هذا الامل بالسلام المطروح، وهو حال خاصة وعزيزة على الاتحاد وعندما تقترب ساعة الحقيقة، سيكون هاجس السلام لدى مختلف المحاورين وسيكون هناك ضغط ايجابي وبناء لتثمر المفاوضات". ولفت الى انه "بحث مع رئيس الجمهورية في ثلاثة محاور اساسية: الوضع ما بين لبنان واسرائيل وامكان تحقيق اتفاق سلام تكون اولى خطواته الانسحاب من جنوبلبنان في اطار تنفيذ القرار الدولي الرقم 425 في المهلة التي حددها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، والحال الخاصة للاجئين الفلسطينيين في لبنان وضرورة ايجاد حل نهائي لهم، والعلاقات بين الاتحاد الاوروبي ولبنان ضمن برنامج الدعم الاقتصادي والمالي للتنمية". وأوضح ان "الانسحاب من لبنان يجب ان يتم في اطار اتفاق شامل وسياسي مع السلطات اللبنانية والسورية، لإعطاء معنى جديد لمبادرة السلام". وأشار الى ان "لجنة اللاجئين في المفاوضات المتعددة تدرس الملف جيداً كي تعطي نتائج ملموسة فور تحديد موعد لاستئناف المفاوضات"، موضحاً ان مهمته "ايجاد شروط العودة للاجئين الى الاراضي الفلسطينية وهذا يعني ان ليس هناك نية لإزعاج السلطات اللبنانية او اللاجئين الفلسطينيين". ثم التقى موراتينوس في السرايا الكبيرة رئيس الحكومة سليم الحص، ووصف المحادثات بأنها "مفيدة ومثمرة"، موضحاً ان الاتحاد الاوروبي قدم الى لبنان 75 مليون يورو "لتسهيل عملية اعادة الاعمار والدعم الاقتصادي والاجتماعي وهذه ظاهرة تتم للمرة الاولى". وأكد "تصميم الاتحاد على ان يكون لبنان في اولويات دعم برنامج ميدا". وأشار الى الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت للمنطقة، قائلاً ان "لبنان ينتظر نتائج هذه الزيارة وقد تكون ملموسة تشجع جميع الاطراف على التقدم". وشدد على الوضع الاستثنائي والخاص للاجئين الفلسطينيين في لبنان، قائلاً ان "الاتحاد الاوروبي يعتبر قضيتهم اساسية لتأمين سلام مستقر ونهائي في المنطقة". ورأى ان "مسار السلام في مرحلته الاخيرة، وقد دقت ساعة الحقيقة، ساعة اتخاذ القرارات الصعبة وهي ضرورية جداً للمنطقة". وعلمت "الحياة" ان موراتينوس لم يحمل اي اقتراح في شأن مسألة أمين سر قيادة "فتح" في لبنان سلطان أبو العينين، سوى انه نقل رغبة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في التهدئة مع لبنان. وكان لحود تبلغ من السفير الروسي أوليغ بيريسبكين ان موفد الرئيس الروسي بوريس يلتسين لعملية السلام فاسيلي سيريدين سيجول قريباً على الشرق الاوسط، بدءاً ببيروت. الى ذلك، اكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري في دردشة مع الصحافيين بعد ظهر امس، ان "الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب انتصار كبير للبنان وسورية معاً، وانتصار للبنان وصموده وصمود مقاومته بدعم من سورية وبالتالي لا يجوز ان يقال او يصور هذا الامر كما يتم اليوم، وكأن اللبنانيين خائفون ولا يريدون الانسحاب، او كأن القضية بمثابة هزيمة لسورية ايضاً. هذا الكلام غير صحيح وغير مستقيم". وكان بري ترأس اجتماعاً للجنتي الشؤون الخارجية والدفاع والامن النيابيتين بمشاركة الرئيس الحص بصفته وزيراً للخارجية. وأوضح ان "الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب لا يعني ابداً تطبيق القرار 425، وان الانسحاب بشروط والتهديد بضرب البنى التحتية وما شابه ذلك، ليس انسحاباً او تسوية او سلاماً". وقال "إن لبنان يريد اجوبة من اسرائيل عن 8 اسئلة، يحدد موقفه من دخول المفاوضات على اساس الاجوبة عنها تتناول: التوطين وهو الوجه الآخر لعملة الاحتلال، ومزارع شبعا ومياه الحاصباني والوزاني والمياه الجوفية، والمعتقلين داخل السجون الاسرائيلية، وسلب القرى السبع، ووضع قوات أنطوان لحد "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل خصوصاً ان اسرائيل تريد ان تأخذهم ذريعة لها، ووضعهم في قرية على الحدود لتدخل من جديد او لتحتل الارض، معتبراً ان قضيتهم لبنانية تخضع للقوانين اللبنانية. وتشمل ايضاً: التعويض عن حصار بيروت والمجازر الجماعية وضرب البنى التحتية، والضمانات، لأن لبنان هو الذي يطلبها". وأكد ان الانتخابات النيابية "ستحصل كالقضاء والقدر، سواء تم الانسحاب ام لا". وتقدم الحص بمداخلة محذراً من ان يكون هدف اسرائيل من المفاوضات "التسوية لا السلام الحقيقي". وأصدرت اللجان توصية تبنت فيها اسئلة بري وأكدت ان "اساس اي تسوية عادلة وشاملة هي التزام اسرائيل تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي 242 و338 و425". في هذا الوقت نقلت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ان "انسحاباً من لبنان قد يسبب نزاعاً عسكرياً مع سورية". وقال ضابط كبير ان "الاستخبارات العسكرية تشير في تقرير الى ان من غير الممكن ان يكون هناك وضع يؤمن الهدوء على حدود اسرائيل الشمالية ما دامت اسرائيل تواصل السيطرة على الجولان، وليس لدى سورية نية لفتح نزاع حدودي مع اسرائيل، لكنها ستفعل كل ما في وسعها للقتال داخل الاراضي اللبنانية عبر تشجيع الهجمات المكثفة لمنظمات، مثل "حزب الله"، ومثل هذه الهجمات قد تسبب ردود فعل قاسية من الجيش الاسرائيلي يمكن ان تؤدي الى عمليات انتقامية. وقد يسبب كل ذلك تدهوراً للوضع ومواجهة بين اسرائيل وسورية". وذكر ان "فرصة التوصل الى اتفاق اسرائيلي - سوري قائمة حتى الصيف المقبل قبل انتهاء الحملة الانتخابية الاميركية".