رحب الرئيس بيل كلينتون امس بالرئيس المصري حسني مبارك بعد يومين من لقائه مع الرئيس السوري حافظ الأسد في جنيف، مؤكداً عزمه على متابعة الجهود لدفع عملية السلام الى امام، قائلاً "ان الكرة الآن هي في ملعب سورية". وقال كلينتون الذي كان يتحدث لدى استقباله مبارك في البيت الابيض انه ذهب الى سويسرا للاجتماع الى الرئيس الأسد "لكي اوضح له الخيارات التي اعتقد بها ولأسمع منه ما هي حاجاته". وزاد انه طلب من الرئيس السوري ابلاغه بما يعتقد انه مطلوب القيام به "وعليه فان الكرة الآن في ملعبه" وبأنه ينتظر جواباً من الرئيس السوري. وذكر الرئيس كلينتون انه سيبحث مع الرئيس مبارك في عملية السلام والتحرك على المسار الفلسطيني وعن لقائه بالرئيس الأسد "وما هي الخطوات التي يمكننا اعتمادها على المسار الاسرائيلي - اللبناني… اقصد المسار الاسرائيلي - السوري". واعرب كلينتون عن اعتقاده ان رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك راغب في "اكمال عملية السلام بسرعة اذا قدر، واستطيع ان اقول لكم انهم الاسرائيليون بذلوا جهوداً جدية على كل المسارات. واعتقد اننا سنستمر في رؤية تقدم على الاقل على المسار الفلسطيني وبالطبع آمل بأن نحقق بعض التقدم على المسار السوري ايضاً ومع لبنان". وأكد الرئيس مبارك بدوره ان الولاياتالمتحدة ومصر تبذلان جهوداً كبيرة، واعرب عن امله في التمكن من التوصل الى حل بين الطرفين السوري والاسرائيلي، مشيراً الى اجتماعه المقبل مع باراك بعد عودته الى القاهرة. ورفض مبارك وصف قمة جنيف الاميركية - السورية بأنها فشلت. وقال: "انها خطوة الى امام، على رغم عدم حصول تقدم بين الاسرائيليين والسوريين. وهذا لن يدفعنا الى التشاؤم، اذ علينا ان نبذل جهوداً للتوصل الى السلام والاتفاق". الانسحاب من لبنان في غضون ذلك قفز الحديث عن الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من الجنوب والبقاع الغربي في لبنان الى الواجهة في اسرائيل، امس، سواء في تصريحات بعض المسؤولين او في اهتمامات وسائل الاعلام كافة، وبدا انه الاستحقاق المقبل لاسرائيل والذي ستتعاطى معه سورية ولبنان، في ظل اجواء الفشل التي سيطرت على نتائج قمة جنيف بين الرئيسين الاميركي بيل كلينتون والسوري حافظ الأسد الأحد الماضي. راجع ص4 وأعلن وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي انه سيلتقي الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان قريباً للبحث معه في آلية تنفيذ هذا الانسحاب ودور قوات الطوارئ الدولية في هذا السياق، وانه سيجري "مشاورات مع اوروبا وفرنسا ايضاً، لأنها تعتبر نفسها وفية لفكرة لبنان يتمتع بالسيادة". واذ أمل ليفي بأن "تقوم قوات دولية بواجبها في الحفاظ على الهدوء في المنطقة بعد انسحاب اسرائيل في وجه مجموعات في لبنان تريد تخريب السلام"، قاصداً بذلك "حزب الله"، فإن الصحافة الاسرائيلية تحدثت عن حملة ديبلوماسية تنوي الحكومة الاسرائيلية القيام بها تحضيراً للانسحاب. وذكّرت "يديعوت احرونوت" بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اتصل في 22 آذار مارس الجاري بالرئيس الفرنسي جاك شيراك وانان وان الأول اظهر استعداداً لارسال قوات الى الجنوب بعد الانسحاب الاسرائيلي. ولاحظت مصادر لبنانية رسمية ان المسؤولين الاسرائيليين حين يشيرون الى اتصالات مع الأممالمتحدة في شأن الانسحاب، يفتحون الباب لأن يكون هذا الانسحاب على اساس قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 425 الذي بات بعضهم يصرح بالاستعداد لتطبيقه في وقت لم يشر اليه اعلان الحكومة الاسرائيلية نيتها الانسحاب قبل اسابيع. ولم تستغرب مراجع لبنانية رسمية ل"الحياة" ان تلجأ اسرائيل الى اعطاء الاولوية للانسحاب الاحادي الجانب، خلال الاسابيع المقبلة، كعنصر ضغط على سورية، بعد فشل قمة جنيف. وقالت هذه المراجع: "صحيح ان القمة لم تكن ناجحة لأن المقياس هو ان تنجم عنها معاودة المفاوضات وهذا لم يحصل، لكن الجانب السوري لم يقطع الأمل بعد في امكان تكثيف الجهود الاميركية لمحاولة تحقيق اختراق في الجمود الحاصل على المسار السوري. وهذا ما لمسه رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص خلال اتصال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع به مساء أول من أمس". ولم تستبعد المراجع الرسمية "مع سيادة اجواء التشاؤم بعد قمة جنيف، حصول مفاجآت من خلال الجهود المكثفة قد تؤدي الى معاودة المفاوضات السورية الاسرائيلية. واذا حصل ذلك فهذا لا يعني ان يتمكن الجانبان من التوصل الى اتفاق في غضون شهر او بضعة اسابيع، فيؤدي استمرار المفاوضات، اذا حصل، الى تأجيل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك انسحابه الاحادي من الجنوب، لأنه يفضل في هذه الحال اعطاء فرصة للتوصل الى اتفاق سلام، ليتم الانسحاب في ظله، وحتى لا يؤدي اي انسحاب احادي من جانبه الى التسبب بمشكلة مع سورية من جراء غياب الضمانات الامنية لهذا النوع من الانسحاب".