قللت مصادر رسمية في الرباط من مضاعفات المواجهات التي عرفتها مدينة مليلية التي تحتلها اسبانيا شمال البلاد بين مواطنين مغاربة وقوات الامن على الحوار القائم بين البلدين، في ضوء الزيارة التي بدأها العاهل المغربي الملك محمد السادس امس لاسبانيا بدعوة من العاهل الاسباني خوان كارلوس. وقالت المصادر ان الزيارة ذات طابع استراتيجي، وان الاحداث العارضة التي نتجت عن رفض السلطات الاسبانية السماح للرعايا المسلمين باستيراد الاغنام لعيد الاضحى ناتجة عن اجراءات تعسفية، في اشارة الى المضايقات التي يلقاها الرعايا هناك. ورفضت المصادر اعتبار مدينتي سبتة ومليلية ضمن الفضاء الاوروبي، مؤكدة ان تنفيذ اجراءات الاتحاد الاوروبي حيال منع توريد اللحوم للحؤول دون تفشي وباء الحمى القلاعية لا ينطبق على وضع المدينتين، اضافة الى تأكيد السلطات الصحية خلو المغرب من هذه الامراض. وسبق للخارجية المغربية ان اصدرت بيانا اكدت فيه اعتماد خطة للتدخل العاجل لمواجهة اصابة بعض انواع المواشي بالحمى القلاعية، خصوصا في ضوء تزايد عمليات تهريب الماشية على الحدود المشتركة بين الجزائر والمغرب. وكان رعايا مغاربة تجمهروا في شوارع مليلية، خصوصا في الساحة المحاذية لبلدية المدينة ورفعوا لافتات تندد باجراءات المنع، مما حدا الى تدخل رئيس البلدية مصطفى ابرشان المنحدر من اصول مغربية لتفريق المتظاهرين بعد مناوشات قال شهود عيان انها عرفت اعمال عنف من الجانبين. لكن لم يصدر عن سلطات الرباط حتى مساء امس بيان عن الحوادث. الى ذلك، اكدت مصادر رسمية في الرباط ان زيارة العاهل المغربي لاسبانيا تندرج في اطار العلاقات المتميزة بين البلدين. ورأت مصادر اسبانية انها اشارة الى بدء حوار في شأن الملفات العالقة. وقالت انها جاءت في فترة خاصة تجتازها العلاقات بين البلدين تهيمن عليها مشاكل الصيد الساحلي وتسويق الطماطم المغربية الى اوروبا واحداث الايخيدو. ورأت ان الزيارة "يمكن ان تساهم في ازالة الغيوم التي تتراكم منذ اشهر في علاقات البلدين". ورأت مصادر اسبانية في الرباط ان تعيين سفير جديد للمغرب في مدريد عشية الزيارة خطوة "تساعد على تطبيع الوضع". وكان العاهل المغربي عين السيد عبدالسلام بركة العضو القيادي السابق في الاتحاد الدستوري سفيراً في اسبانيا. الى ذلك، وصف رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار احداث الايخيدو العنصرية بأنها "وضع خاص". وقال: "لا يحق لاي كان ان ينصب نفسه قاضيا لانتزاع حقه بنفسه"، في اشارة الى الدوافع الانتقامية لتلك الاحداث، لكنه جدد الدعوة الى معاودة النظر في قانون تنظيم الهجرة، ونبه الى عدم "تحويل الاراضي الاسبانية التي تشكل الحدود الجنوبية لاوروبا الى مرتع لنشاط المافيا التي تتاجر بالهجرة غير المشروعة".