قدرت احصاءات حول مخاطر التصحر وتدهور البيئة خسائر العالم من زحف الصحراء بنحو 42.3 بليون دولار منها 9.3 بليون في القارة الافريقية وحدها. وأكد المشاركون في "المؤتمر الاستثنائي لمرصد الصحراء والساحل" المنعقد في الرباط ان ربع مساحة اليابسة مهدد بالتصحر واندثار النباتات، فيما سيفقد سدس سكان العالم مصادر رزقهم الطبيعية بسبب اتساع رقعة الفقر وتدهور الطاقات الانتاجية للأراضي المخصصة للزراعات الغذائية. وتشمل مخاطر التصحر نحو مئة بلد وبليون نسمة حول العالم. ودعا الملك محمد السادس في رسالة الى المشاركين في المؤتمر الذي يضم دولاً افريقية وعربية وأوروبية الى "اعتماد مقاربة دولية لمجابهة مخاطر التصحر وندرة الأراضي الزراعية وتدهور البيئة الطبيعية وشح موارد المياه"، والى "العمل على حماية مواردنا الطبيعية والحفاظ عليها حتى نمكن الأجيال المقبلة من العيش في عالم يطبعه التضامن والرخاء". ويواجه المغرب منذ أسابيع موجة جفاف قاسية تهدد المحاصيل الزراعية التي تشكل نحو 17 في المئة من اجمالي الناتج المحلي. وتتوقع الدوائر الاقتصادية تراجع النمو الى ما دون ثلاثة في المئة في حال استمرار الجفاف وشح الأمطار خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وذكرت مصادر وزارة الزراعة والتنمية القروية ان منسوب المياه في السدود تراجع الى حوالى النصف المسجل العام الماضي بينما استنزفت المحاصيل الزراعية نحو 90 في المئة من الموارد المائية الموجهة للري. من جهته اعتبر البنك الدولي في تقرير حصلت عليه "الحياة" حول امدادات المياه في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ان المنطقة مهددة بشح كبير في مصادر المياه في العقدين المقبلين. وأشار الى أن مجموع المياه المستخرجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تقدر بنحو 200 بليون متر مكعب في السنة أي ما يعادل 660 متراً مكعباً للفرد على رغم وجود فروقات من بلد الى آخر. وقال البنك ان حوالى 45 مليون شخص في المنطقة العربية، أي 16 في المئة من مجموع السكان، يفتقرون الى القدرة الكافية على الحصول على مياه الشرب المأمونة معظمها. وتبلغ النسبة 80 مليون شخص في مجال خدمات الصرف الصحي.