وقع الرئيس الاريتري اساياس افورقي ورئيس الوزراء الاريتري ملس زيناوي مساء امس، في المنتجع الأمني لنادي الصنوبر، شرق العاصمة الجزائرية اتفاق سلام شاملاً يضع حد للنزاع بين البلدين. ووقع الاتفاق ايضاً كل من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والأمين العام للامم المتحدة كوفي انان والأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم أحمد سالم ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت والايطالي رينو سيري ممثلاً الاتحاد الأوروبي. وتصافح أفورقي وزيناوي وتبادلا نص الاتفاق، لكن الرئيس الاريتري تفادى طلباً من الرئيس بوتفليقة تقبيل زيناوي. وكانت معركة اسقاط النظام الاثيوبي السابق جعلت من الاثنين رفاق سلاح. واكد افورقي التزام بلاده بنود الاتفاق، داعياً الى تطبيقه كاملاً "بما في ذلك عدم تغيير الحدود الموروثة عن الاستعمار". ووصف زيناوي الاتفاق بأنه "انجاز عظيم ومهم لنصرة قضايا السلم بمساعدة شركاءنا الدوليين". ورأت اولبرايت ان نجاح البلدين في التوقيع على هذا الاتفاق يرد مزاعم ان "الحروب في افريقيا لا أمل منها". وأشار انان الى "بعض المشاكل الطفيفة بين البلدين من خلال إقامة آليات مشتركة تتعلق أساساً بإطلاق المعتقلين المدنيين والأسرى العسكريين". وأعلن انان قرار الاممالمتحدة ايفاد 4000 مراقب من 30 دولة للسهر على تنفيذ بنود الاتفاق خلال الفترة المقبلة. وأعلن رينو سيري دعم الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي لكل الجهود لإحلال السلم في منطقة القرن الافريقي بما في ذلك دعم القوات الدولية لبسط السلم والتقدم في القارة الافريقية. اما الرئيس الجزائري فلاحظ من جانبه ان التوقيع على اتفاق السلام في القرن الافريقي يمثل "نموذجاً ينبغي احتذاؤه لأنه يبرهن، ان كانت هناك حاجة الى برهان، انه من الممكن دائماً وأبداً، الاخذ بالتفاوض بدل المجابهة واللجوء الى التفاهم بدل اللجوء الى العنف".